أقوى عملة في أفريقيا في الأعوام الأخيرة

تعتبر أفريقيا قارة غنية بالتنوع الثقافي والموارد الطبيعية، ولديها تاريخ طويل ومعقد مع عملاتها المتنوعة. في هذا المقال، سنتعرف على أقوى عملة في أفريقيا، مع التركيز على العوامل التي تجعلها قوية، وكيف تتأثر العملات بمختلف الظروف الاقتصادية والسياسية.

تعريف العملات الأفريقية

العملات الأفريقية هي العملات الرسمية المستخدمة في الدول الواقعة في قارة أفريقيا. وكل دولة في القارة لها عملتها الخاصة التي تصدرها وتديرها عادةً السلطة النقدية أو البنك المركزي في تلك الدولة. وهذه العملات تختلف في القيمة والتصميم والفئات المتوفرة. وتستخدم العملات الأفريقية للمعاملات المالية داخل الدول الأفريقية، وتعكس جوانب من تاريخها وثقافتها واقتصادها. وقد تشترك بعض الدول الأفريقية في استخدام عملة موحدة، مثل الفرنك الأفريقي الذي يستخدم في عدة دول في غرب ووسط أفريقيا.

قوة العملة لا تعكس دائمًا الصحة الكلية للاقتصاد، والدينار التونسي، مثله مثل أي عملة أخرى، يخضع لتقلبات السوق وتأثيرات متعددة.

أقوى عملة في أفريقيا

وفقًا لتقرير صادر عن موقع Graphic الغاني، في نهاية 2023م، فإن الدينار التونسي هو أقوى عملة في أفريقيا، فيما يأتي البولا البوتسواني في المرتبة الخامسة في قائمة أقوى عملة في أفريقيا. ونذكر أكثر العملات قوة في أفريقيا بالترتيب كالتالي:

1. الدينار التونسي

يعتبر الدينار التونسي العملة الرسمية للجمهورية التونسية أقوى عملة في أفريقيا_ وفقًا للتقرير  والتاريخ سابق الذكر _ وقد تم تقديمه في عام 1960 بعد استقلال تونس عن فرنسا في عام 1956. وكان الدينار بديلًا للفرنك التونسي، وتم ربط قيمته الأصلية بالفرنك الفرنسي، حيث كان دينار واحد يساوي 1000 فرنك. ولاحقًا، تم ربط الدينار بالدولار الأمريكي، وكانت قيمته الأصلية 1 دينار مقابل 0.42 دولار أمريكي. ومع ذلك، تغيرت قيمة الدينار مع مرور الوقت، وشهد تراجعًا في قيمته مقابل الدولار الأمريكي واليورو​​​​.

يصدر الدينار التونسي وينظم من قبل البنك المركزي التونسي، ويتوفر في عدة فئات من العملات المعدنية والورقية بتصاميم تعبر عن الثقافة والتاريخ التونسي​​.

2. الدينار الليبي

يعتبر الدينار الليبي العملة الرسمية لدولة ليبيا، وهو ثاني أقوى عملة في أفريقيا وفق الترتيب ذاته، وينقسم إلى 1000 درهم. وتم تقديم الدينار الليبي بعد استقلال ليبيا عن إيطاليا في عام 1951، حيث كانت ليبيا تستخدم الليرة الإيطالية خلال الحكم الإيطالي. وفي عام 1971، قام البنك المركزي الليبي، الذي تأسس في عام 1956، بإدخال الدينار الليبي كعملة رسمية للبلاد، محل الجنيه الليبي الذي كان مستخدمًا قبل ذلك.

وشهد الدينار الليبي عدة تغييرات في تصاميم العملات المعدنية والورقية على مر السنين. وبدأت العملات المعدنية بالظهور في عام 1975. أما الأوراق النقدية، فقد شهدت تغييرات في التصاميم والقيم.

وبعد الثورة الليبية في عام 2011 وإسقاط نظام معمر القذافي، بدأ البنك المركزي الليبي في سحب الأوراق النقدية التي تحمل صورة القذافي واستبدالها بأوراق نقدية جديدة تحمل رموزًا للثورة والحرية. ويعتبر الدينار الليبي اليوم عملة مهمة في الاقتصاد الليبي، ويعكس التاريخ والتغيرات التي شهدتها البلاد على مر العقود​​​​.

3. الدرهم المغربي 

يعتبر الدرهم المغربي العملة الرسمية في المملكة المغربية. وهو ثالث أقوى عملة في أفريقيا، ويتكون الدرهم المغربي من 100 وحدة تسمى "سانتيم". وتعود أصول الدرهم إلى العملة اليونانية القديمة "الدراخما". وكان يستخدم في العصور السابقة للإسلام في منطقة العرب وبلاد الشام. وكلمة "درهم" مشتقة من كلمة "ديناريوس" وهي عملة فضية رومانية قديمة.

وقبل عام 1882، كان المغرب يصدر عملات نحاسية تسمى "فلس"، وعملات فضية تسمى "درهم"، وعملات ذهبية تسمى "بندقي". وفي عام 1882، أصبح الدرهم جزءًا من الريال المغربي، حيث كان 500 مزونة تعادل 10 دراهم وهي تساوي ريال واحد.

وعندما أصبح المغرب تحت الحماية الفرنسية في عام 1912، تحول إلى استخدام الفرنك المغربي. وتم إعادة تقديم الدرهم كعملة رئيسية في 16 أكتوبر 1960، حيث حل محل الفرنك، وبقي الفرنك يتداول حتى عام 1974، حيث كان درهم واحد يساوي 100 فرنك.

4. السيدي الغاني

يعتبر السيدي الغاني العملة الرسمية في غانا، دولة غرب أفريقيا. وهو رابع أقوى عملة في أفريقيا، وتم تقديم السيدي الغاني في 19 يوليو 1965، حيث حل محل الجنيه الغاني كجزء من عملية التحويل إلى النظام العشري. هذا التغيير كان مهمًا لأنه علامة على خروج غانا من النظام النقدي الاستعماري وإنشاء نظام مالي مستقل وأكثر تلاؤمًا مع الواقع المحلي. كلمة "سيدي" مشتقة من كلمة محلية "سيدي" وتعني "قوقعة الكاوري"، وهي شكل تاريخي من أشكال العملة في غانا.

وقبل السيدي، كان الجنيه الغاني هو العملة الرسمية، وكان مرتبطًا بالجنيه الإسترليني البريطاني، ومع تحقيق الاستقلال في عام 1957، ظهرت الحاجة إلى عملة وطنية مميزة، مما أدى إلى تقديم السيدي في عام 1965.

شهد السيدي مراحل مختلفة من التضخم والاستقرار، مما يعكس التحديات والنمو الاقتصادي في غانا. تأثرت قيمة السيدي بعوامل مثل الاستقرار السياسي، والسياسات الاقتصادية، أسعار السلع (خاصةً الكاكاو والذهب، وهما من ركائز اقتصاد غانا)، والظروف الاقتصادية العالمية​​​​.

5. البولا البوتسواني

يعتبر البولا البوتسواني العملة الرسمية لدولة بوتسوانا، وهي دولة غير ساحلية تقع في جنوب أفريقيا. وهو خامس أقوى عملة في أفريقيا. وتم تقديم البولا كعملة وطنية في 23 أغسطس 1976، حيث حلت محل الراند الجنوب أفريقي. وترمز كلمة "بولا" إلى "المطر" بلغة السيتسوانا، وهي أحد اللغات الوطنية في بوتسوانا. ويُعد المطر سلعة ثمينة في بوتسوانا، خاصةً لأنها تضم جزءًا كبيرًا من صحراء كالاهاري، ولذلك يُعتبر المطر بمثابة بركة ورمز للرخاء والحظ الجيد. أما "التيبي"، وهو الوحدة الفرعية للبولا، فيترجم إلى "الدرع" ويعني حرفيًا "الدفاع".

وتتكون البولا من عملات ورقية ومعدنية، حيث تتميز كل منها بتصاميم فريدة. تعرض العملات الورقية رموزًا بارزة من بوتسوانا، بما في ذلك الحياة البرية مثل الحمار الوحشي والفيلة، بالإضافة إلى المعالم الوطنية مثل دلتا أوكافانغو. تضمن هذه التصاميم جمال البلاد الطبيعي وتعكس التزامها بالحفاظ على الحياة البرية والسياحة المستدامة.

ويلعب البولا دورًا مهمًا في الاقتصاد البوتسواني المعروف بثباته ونموه المستمر. ويتم إدارة العملة من قبل بنك بوتسوانا المركزي في البلاد، والذي ينفذ سياسات نقدية لضمان استقرار الأسعار ودعم التطور الاقتصادي.

ويوضح الجدول التالي سعر الصرف لأقوى العملات الأفريقية في نهاية شهر يناير 2024م، حسب موقع XE المتخصص في صرف العملات:

العوامل المؤثرة في قوة العملات الأفريقية

يؤثر الدولار الأمريكي على العملات الأفريقية. وعمومًا تعاني العديد من البلدان الأفريقية من تحديات اقتصادية تؤثر على قيمة عملاتها مقارنة بالدولار. وتشمل العوامل الرئيسية التي تؤثر على العملات الاستقرار السياسي، السياسات الاقتصادية، والاعتماد على الواردات، بالإضافة إلى الأوضاع العالمية مثل أسعار السلع الأساسية والسياسة النقدية للدول الكبرى​​​​​​، فيما يلي أهم العوامل التي تؤثر في أقوى العملات الأفريقية:

• الدينار التونسي: يتأثر بعدة عوامل مثل الأداء الاقتصادي للبلاد، والاستقرار السياسي، والميزان التجاري. كما تؤثر السياحة والاستثمارات الأجنبية على قوته.
• الدينار الليبي: العوامل الرئيسية التي تؤثر في الدينار الليبي هي الاستقرار السياسي والأمني، والوضع الاقتصادي، خاصةً فيما يتعلق بإنتاج وأسعار النفط.
• الدرهم المغربي: يتأثر بالأداء الاقتصادي العام، السياسات المالية والنقدية، والتجارة الخارجية، بما في ذلك السياحة والصادرات.
• السيدي الغاني: تأثيراته تشمل الاستقرار السياسي والاقتصادي، وكذلك الأسعار العالمية للسلع الرئيسية مثل الذهب والكاكاو، وهما من المصادر الرئيسية للدخل القومي لغانا.
• البولا البوتسواني: يتأثر بثبات الاقتصاد، وإدارة الاحتياطيات الأجنبية، والصناعات الرئيسية مثل تعدين الألماس، بالإضافة إلى السياسات المالية والنقدية للبلاد.

في ختام مقال أقوى عملة في أفريقيا، نجد أن الدينار التونسي هو أقوى عملة في أفريقيا، وذلك نتيجة لعدة عوامل مثل الأداء الاقتصادي الجيد والسياسات النقدية المستقرة. تليه عملات أخرى مثل الدينار الليبي والدرهم المغربي، اللذان يعكسان أيضًا الاستقرار الاقتصادي والسياسي في البلدين. ثمّ يبرز السيدي الغاني والبولا البوتسواني كأمثلة لعملات قوية تدعمها اقتصادات مستقرة وسياسات تجارية فعالة. وتعكس هذه العملات تطور وثبات اقتصاديات الدول الأفريقية، وتؤثر فيها عوامل متنوعة مثل الاستقرار السياسي والتجارة الدولية.

اقرأ/ي أيضًا:

السوق الأفريقية.. مخاوف القادة من مخالب الوحش الرأسمالي

حرب العملة الباردة.. لعبة دونالد ترامب الخطرة

تعرف إلى أهم 7 أسباب لتغيير شكل العملة المصرية