15-مايو-2017

أي شكل للجنيه الجديد؟ (فيسبوك)

ماهي حقيقة "تغيير العملة المصريّة"؟، تداول نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن وجود نية لدى السلطات المصرية لتغيير شكل الجنيه من أجل وضع حدّ لتداوله بشكل غير مشروع، وذلك على لسان مصدر بوزارة المالية. لكن تعمَّدت بعض وسائل الإعلام نفي الخبر، إلَّا أنها لم تبحث عن أصله.

اقترحت النائبة المصرية نادية هنري تغيير شكل الجنيه، وقبل المناقشة برلمانيًا، سربته للإعلام لتدفع به لدائرة النقاش وتتبين الآراء

في إحدى طرقات مبنى مجلس النواب بشارع قصر العيني، وضعت النائبة المصرية نادية هنري بين أوراقها، مقترحًا بتغيير شكل الجنيه، وقبل أن تدفع به إلى دائرة النقاش، سرَّبت ما تنوي فعله إلى الصحف.

وما دام هنالك عضو من أعضاء البرلمان يفكر في الأمر، فإن نقاشًا واسعًا سيدور حوله عاجلًا أو آجلًا، خاصة أن صحف نقلت عن مستشار وزير المالية، الدكتور عبد المنعم مطر، قوله "الوزارة والبنك المركزي يعكفان حاليًا على دراسة الأمر".

اقرأ/ي أيضًا: تعويم الجنيه المصري.. خلفيات ونتائج القرار

لماذا تفكر مصر في تغيير الجنيه؟

وضعت النائبة نادية هنري، واقتصاديون تواصل معهم "الترا صوت"، عدَّة أهداف وراء تغيير شكل العملة المصرية، الجنيه، وهي:

1 ـ كشف عمليات تداول العملة بطرق غير مشروعة، خاصة إنها قدِّرت بمليارات الجنيهات، وهو ما يوفِّر كمًا ضخمًا من الجنيهات، ويفكّ أزمة التضخم التي يعاني منها الاقتصاد المصري.

2 ـ وجود كميات ضخمة من الجنيه المصري المُخزَّن، الذي يعرف لدى المصريين باسم "تحت البلاطة"، أي أنه مكدَّس لفترة طويلة من الزمن، سواء بأثر غسيل أموال، أو ودائع منزلية ليست بالبنوك.

3 ـ معرفة حجم الأموال المهرَّبة إلى الخارج.

4 ـ تفعيل الجهاز القومي للمدفوعات، الذي يهدف بالأساس إلى محاربة الفساد والتهرب الضريبي وخفض استخدام الأوراق النقدية.

5 ـ الاستحواذ على الأوراق المالية الضخمة وتحجيم تداولها في السوق للسيطرة على التعاملات التجارية.

6 ـ ضبط عملية السحب والإيداع بالبنوك للوقوف على "اتجاهات مرور" الأموال في مصر، كما سيتم الاستعلام عن مصدر الأموال "الكاش" لدى الإيداع، وتقليل حد السحب، ضمن خطة "تقليل النفقات".

7 ـ تستعد اللجنة الاقتصادية في البرلمان الفترة المقبلة، لعقد اجتماعات عديدة، للإعداد لقانون تغيير العملة، بعد دراسة القرار من جميع جوانبه.

يهدف تغيير شكل الجنيه إلى كشف عمليات تداول العملة بطرق غير مشروعة، وهو ما يمكن أن يوفر كمًا ضخمًا من الجنيهات ويفكّ أزمة التضخم

الأشكال المقترحة للعملة المصرية الجديدة

مع ورود أنباء عن تغيير شكل العملة المصرية، بدأ نشطاء فيسبوك وتويتر، طرح مقترحات حول شكل الجنيه المصري الجديد بكافة فئاته؟

اقترح بعض النشطاء الاستعانة بنماذج معمارية جديدة، بدلًا من الفرعونية، وجاء برج القاهرة في المقدمة ثم تلاه الجامع الأزهر، الذي يعدّ أشهر المعالم الإسلامية ذات الرمز والقيمة في مصر.

وفي محاولة لإضفاء لمسة ثقافية على شكل الجنيه، حلّت قبتا دار الأوبرا المصرية وجامعة القاهرة ضمن المقترحات، وكذلك قلعة صلاح الدين الأيوبي، إلا أن الأخيرة نالت رفضًا واسعًا بعد ربطها بالهجوم من الروائي المصري، يوسف زيدان، وبعض النشطاء، ولا يزال النقاش بشأن المقترح جاريًا.

ذهب البعض إلى صور شخصيات تمثِّل قيمة في مصر لوضع اسمها على الجنيه، أبرزها الدكتور مجدي يعقوب، جرَّاح القلب العالمي، والعالم الراحل أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل، وجمال عبد الناصر، باعتباره "رئيس الغلابة"، إلا أنّ الأمر نال رفضًا لأسباب سياسية لدى البعض. واقترح البعض وضع صورة تجمع البابا شنودة والشيخ متولي شعراوي على صدر الجنيه، في إشارة إلى الوحدة الوطنية، وهي القضية الأكثر تداولًا في مصر الآن، إلا أنّ ذلك لم يجد قبولًا لدى قطاعات عدة.

اقرأ/ي أيضًا: بسبب التضخم.. المصريون يكتفون بوجبة واحدة يوميًا!

الجنيه الفوشي ينفع في اليوم الأسود

قبل أشهر من اقتراح تغيير شكل العملة المصرية، أطلق مصمم جرافيك مصري، يدعى ماجد صبري صفحة على فيسبوك تدعو إلى تغيير "رسمة الجنيه" وألوانه ليصبح مبهجًا أكثر أسوة باليورو تحديدًا، وذلك بعد تعويم الجنيه مباشرة.

وضعت صفحة "Egyptian Currency Design Challenge" التصميمات بشكل عشوائي، وفق عدّة مقترحات من روّاد الصفحة، الذين وصل عددهم إلى 56 ألفًا، إلى حد وضع تصميم يحمل اللون الزهري الفاتح "الفوشي".

وضمَّت التصميمات، التي كانت سابقة وربما مبشِّرة بفكرة تغيير شكل العملة، معالم أثرية وامرأة سمراء، ومآذن، وبحار، وعددًا من العلماء، وفق رؤية عدد من المصممين بدأت تستقبل الصفحة منهم تصميماتهم في تحدٍ صنعته، ولم تضع له حدودًا أو ضوابط. فحمل الجنيه مرة اللون الفوشي ومرة الأصفر، ومرة الأحمر، ومرة الأخضر.. وكان الهدف أن يبتعد تمامًا عن الشكل التقليدي. ولا يعرف أحد على وجه التحديد إن كانت هذه التسريبات بخصوص تغيير الجنيه ستجد طريقها إلى التطبيق في المرحلة المقبلة أو لا. 

اقرأ/ي أيضًا:

بعد الدولار.. سوق سوداء لـ"علب الدواء" في مصر

وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا.. بإذن "الريال"