23-ديسمبر-2022
المرفأ

المرفأ (Getty)

مع اقتراب نهاية سنة 2022، يمكن القول إن اللبنانيين عاشوا عامًا استثنائيًا جديدًا على كافة المجالات والصعد، في ظل استمرار الأزمة المعيشية والاقتصادية، وما رافقها من انخفاض في سعر صرف الليرة انعكس انهيارًا في القدرة الشرائية للمواطنين، إضافة إلى الترهل في الحياة السياسية، خاصةً مع خروج ميشال عون من قصر بعبدا، ودخول البلاد في فراغ رئاسي، الأمر الذي يحدث للمرّة الثالثة على التوالي، بعد ما حصل الأمر مع انتهاء عهد سلفي ميشال عون، ميشال سليمان وإميل لحود.

مع اقتراب نهاية سنة 2022، يمكن القول إن اللبنانيين عاشوا عامًا استثنائيًا جديدًا على كافة المجالات والصعد

وقد شهد لبنان خلال هذا العام العديد من الأحداث التي كان لها تأثير كبير على الحياة اليومية للمواطن، نستعرضها في التقرير التالي بالترتيب الزمني من الأقدم حتى الأحدث.

تحرير الودائع من المصارف بالقوة

خلال العام 2022، قام أكثر من مودع لبناني باقتحام مصارف مختلفة وبفترات منفصلة، ونجحوا بالحصول على أموالهم أو جزء منها بالقوة. الحادثة الأولى وقعت في شهر كانون الثاني \ يناير، عندما أقدم أحد المواطنين باقتحام مصرف لبنان والبلاد العربية في منطقة البقاع الغربي، وسكب مادة البنزين داخله، مهدّدًا بإحراق المصرف في حال لم يحصل على ماله. استجاب إدارة المصرف وحصل عبدالله الساعي على مبلغ خمسين ألف دولار، لتكرّ بعدها سبحة الاقتحامات. وقد تفاعل اللبنانيون بشكل واسع مع هذه العمليات، وانتشرت بشكل واسع أوسمة #رابطة_المودعين و#إحقاق_الحق وغيرها.

يُذكر ان المصارف اللبنانية أعلنت خريف العام 2019 عجزها عن تسديد الودائع إلى المودعين اللبنانيين والأجانب في المصارف اللبنانية، باعتبار أنها أقرضت الأموال إلى الدولة اللبنانية والأخيرة عجزت عن سدادها، ما خلق ردة فعل غاضبة، وأسهم في اندلاع انتفاضة 17 تشرين.

أزمة خبز حادة

في شهر نيسان/أبريل، واجه اللبنانيون أزمة خبز حادة، بسبب قلة الطحين ورفض المطاحن تسليم الخبز بالسعر المعتمد، ما أدى إلى تشكل طوابير أمام الأفران، وانعكس غضبًا شعبيًا عارمًا، وانتشر وسم #الرغيف بشكل خاص، ولم تحل الأزمة إلا بعد تدخل مصرف لبنان وفتخ اعتمادات جديدة، ورفع وزارة الاقتصاد لسعر ربطة الخبز بشكل يرضي أصحاب الأفران، ليدفع المواطن اللبناني الثمن وحيدًا مرة أخرى.

الانتخابات النيابية : الثنائي الشيعي يخسر الغالبية

شغلت الانتخابات النيابية التي حصلت في شهر أيار \ مايو، المواطنين اللبنانيين والصحافة العربية والعالمية، وقد أجريت الانتخابات في موعدها رغم الكثير من الصعوبات، وفشل فريق 8 آذار المتحالف مع النظامين السوري والإيراني في المحافظة على غالبيته النيابية، بينما نجح قوى الثورة في حصد 13 مقعدًا. الغائب الأكبر عن الانتخابات كان تيار المستقبل بقرار من رئيسه سعد الحريري.

انهيار الصوامع الشاهدة على تفجير المرفأ

بعد أيام من إحياء اللبنانيين للذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت، والذي وقع في الرابع من آب 2020، مخلفًا مئات القتلى وآلاف الجرحى، وملحقًا الدماء بآلاف الوحدات السكنية، المحال التجارية والأسواق، بدون أن تتوصل التحقيقات إلى اية نتيجة في ظل إمساك قوى الواقع بمفاصل القرار في القضاء، شهد المرفأ نفسه سلسلة حرائق أدت إلى انهيار صوامع القمح أو ما تبقى منها بعد الانفجار، ما ترك أثرًا سلبيًا لدلا اللبنانيين، وخاصة المتضررين وذوي ضحايا انفجار الرابع من آب، واتهموا الدولة بالتقصير، وبمحاولة طمس آخر معالم التفجير في طريقها نحو طمس الجريمة.

LEBANON-EXPLOSION-SILOS-FOOD-ACCIDENT

جورج الراسي ضحية جديدة لحوادث السير

غياب كافة معايير السلامة المرورية عامًا بعد عام، بالإضافة إلى انعدام الإنارة ليلًا في ظلّ انقطاع التيار الكهربائي المستمر، حوّلت طرقات لبنان السيئة أصلًا والتي لم تخضع لأي أعمال صيانة أو تعبيد منذ فترة طويلة، إلى كمائن لاصطياد السيارات والتسبّب بحوادث سير قاتلة، حيث تحدثت الجمعيات المختصة بالسلامة المرورية، عن أرقام كارثية شهدها لبنان في العام 2022، على صعيد ضحايا حوادث السير، وخاصةً في فصل الصيف.

وقد برز بشكل خاص وفاة الفنان جورج الراسي نهاية شهر آب \ أوغسطس هو وصديقته، بعدما اصطدمت سيارته بساتر إسمنتي في منتصف الشارع عند الحدود اللبنانية السورية، حيث تعذّر عليه رؤيته بسبب الظلام وعدم وجود أية تنبيهات، لينضم الراسي إلى عدد من المواطنين كانوا قد لقوا المصير نفسه عند النقطة نفسها، دون أن تلتفت الدولة لأهمية وتعالج الأمر.

وفاة الراسي خلقت موجة غضب في لبنان، وطالب المواطنون الدولة برفع معايير السلامة، وتأمين الإنارة في الشوارع ليلًا، ووضع إشارات مضيئة للتحذير من السواتر والحفر الكبيرة، وقد أُطلقت حملات عبر وسائل التواصل لهذه الغاية، واستخدمت وسوم مثل #جورج_الراسي و#طرقات_الموت.

رفع الدعم عن الوقود

بعد الكثير من الأخذ والرد، وأزمات وقود متتالية نجمت عنها طوابير بنزين وصلت صورها إلى الصحافة العالمية، اتّخذ مصرف لبنان قرارًا منتصف أيلول \ سبتمبر قرارًا برفع الدعم عن الوقود، ليرتفع سعر صفيحتي البنزين والمازوت وقارورة الغاز لأكثر من أربعة أضعاف، فتخطى سعر صفيحة المازوت مثلًا الحد الأدنى الشهري للأجور، وبات عملية تعبئة السيارة بالبنزين، او شراء المازوت للتدفئة أو لتشغيل بعض الآليات أو الماكينات، أمرًا يؤرق اللبنانيين، وهم يعيشون تداعياته اليوم مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة.

تواصل الحملات ضد النازحين السوريين

لم يتوقف خطاب الكراهية والتحريض ضد النازحين السوريين منذ وصولهم إلى لبنان تباعًا بدءًا من العام 2012، وقد استمر هذا الخطاب في العام 2022، بالرغم من أنه كان يخفت أو يقوى بحسب غايات مطلقيه ومحاولاتهم لاستثماره وتوظيفه لمصالحهم، وقد استعر هذا الخطاب بشكل خاص في شهر أيلول\سبتمبر، حيث اتهمت جهات دينية في لبنان بمقدمها البطريرك بشارة الراعي، وأخرى أمنية مثل مدير عام الأمن العام عباس إبراهيم، النازحين بأنهم مشروع فتنة وحرب أهلية في لبنان، وحمّلوهم مسؤولية الأكمة المعيشية في لبنان، وطالبوهم بالعودة إلى بلادهم، ناكرين أو متجاهلين المخاطر التي تتعلق بسلامتهم بحال العودة.