04-مارس-2019

تشيخوف ويوسف (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

أنطون تشيخوف، ألكسندر بوشكين، ميخائيل ليرمنتوف، نيكولاي غوغول، مكسيم غوركي، ميخائيل شولوخوف، ألكسندر كوبرين، فيودور توتشيف، فاليري بريوسوف، وأسماء روسية أدبية أخرى، تركت وراءها أعمالًا أدبية عظيمة، من شعر ونثر وقصّة قصيرة ورواية؛ تستحقّ، دون شك، أسماء كبيرة في فضاء الترجمة لنقلها إلى اللغات الأخرى.

أنطون تشيخوف يمثّل بدايات المصريّ أبو بكر يوسف في دخول عالم الترجمة من أبوابها الواسعة

نتحدّث هنا عن اللغة العربية تحديدًا. أو بصورةٍ أكثر دقّة عن المترجم المصري أبو بكر يوسف، الذي غادر عالمنا صباح الأمس، الأحد، 3 أذار/مارس الجاري، عن عمرٍ ناهز 79 عامًا.

وصل أبو بكر يوسف إلى العاصمة الروسية موسكو موفدًا من الحكومة المصرية لمتابعة الدراسة هناك، وبتخصّصٍ تمايز من خلاله عن بقيّة الموفدين معه، أي دراسة اللغة الروسية تحديدًا. تخصّص سوف يضع الراحل أمام عتبة أخرى تتجاوز مجرّد دراسة اللغة الروسية. ونقاط تحوّل عدّة، فتحت أمامه أبوابًا ظنّ أنّه لن يطرقها يومًا. ومن قاعات الدراسة في جامعة موسكو الحكومية، بدأ يوسف، خطوةً وراء خطوة، بالدخول والتعمّق في فضاء الأدب الروسي، حيث تكوّنت وتبلورت رغبته في ألّا يكون مجرّد قارئ لهذا الأدب فقط. هكذا، ما إن حصل على شهادة الدكتوراه في تخصّصه، أي الأدب الروسيّ، قرّر البقاء في موسكو كخطوةٍ أولى من أجل التفرّغ للعمل في حقل الترجمة الأدبية، في كلٍّ من داريّ "بروغريس/ التقدّم"، و"رادوغا".

أنطون تشيخوف يمثّل بدايات المصريّ أبو بكر يوسف في دخول عالم الترجمة من أبوابها الواسعة. وتشيخوف نفسه من دفعه إلى المضي في طريقٍ متفردٍّ في هذا الفضاء، والعمل على ابتكار لغةٍ تنقل روح النص، بحسب وصف البعض، بأسلوبٍ لا يقلّ شأنًا من الناحية الأدبية عن النصّ الأصل. والعلاقة بين تشيخوف ويوسف، أي ترجمة الأخير لأعمال الأوّل، بدأت في ستينات القرن الماضي.

كانت قصّة "السيدة صاحبة الكلب" أوّل ما اشتغل الراحل على ترجمته. ويحكى في هذا السياق أنّ يوسف، وبعد وقتٍ طويل من العمل على نقل القصّة إلى اللغة العربية، قرأها بصوتٍ عالٍ ليقرّر بعد ذلك أن التخلّص منها، فتشيخوف، برأي يوسف آنذاك، كان يستحقّ مترجمًا أفضل. وبعد سنواتٍ طويلة من العمل واكتساب الخبرة في هذا الحقل، صار أبو بكر يوسف أفضل من ترجم الأعمال الأدبية الكلاسيكية الروسية إلى اللغة العربية، وتحديدًا أعمال تشيخوف التي تُرجمت إلى العربية مجلدًا وراء آخر، فبات بمقدور القارئ العربيّ الاطّلاع على غالبية أعماله، من قصص وروايات طويلة وأخرى قصيرة.

وضع أبو بكر يوسف من نقل أعمال تشيخوف حلمًا يسعى لتحقيقه قبل وفاته

اقرأ/ي أيضًا: تشيخوف.. تداعيات شخصية

ارتبط اسم الراحل أدبيًا بأنطوان تشيخوف تحديدًا، وكان شيخ المترجمين المصريين قد وضع من نقل أعمال القاص الروسي الشهير حلمًا يسعى لتحقيقه قبل وفاته، وهو ما لم يسعه إدراكه. وإلى جانب تشيخوف الذي نقل أعماله القصصية والروائية والمسرحية، عمل يوسف على نقل عدّة أعمال لأدباء آخرين، فنقل "المعطف" و"المفتش العام" لنيكولاي غوغول، و"أرض الميعاد" ليوري كوليسنيكوف، ومختارات شعرية لألكسندر بلوك، و"سوار العقيق" لألكسندر كوبرين"، و"دوبروفسكي" لألكسندر بوشكين".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تشيخوف أيها الساخر من مشاهيرنا

تولستوي يحطّ رحاله في الجزائر