31-أكتوبر-2019

كشف العديد من الكتب أسرار وفضائح ترامب (Getty)

كان فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2016 مخالفًا لجميع التوقعات، ومع استلام مهامه رسميًا في البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2017، بدأت الصحافة الأمريكية تراقب بشكل مكثف طريقة إدارته للسياسة الخارجية، أو حتى آلية عمله مع أركان إدارته داخل البيت الأبيض، ومع انتهاء العام الأول من فترة ولايته التي شابتها استقالة العديد من المسؤولين، بدأ الصحافيون الأمريكيون منذ الشهر الأول لعام 2018 بإصدار الكتب التي تتحدث عن طريقة إدارة ترامب للبيت الأبيض، وتكشف المزيد من الأسرار بالاعتماد على شهادات من المسؤولين المستقيلين أو المقالين، ليصل عدد الكتب التي تناولت ترامب خلال العامين الماضيين إلى سبعة كتب.  

مع انتهاء العام الأول من فترة ولايته التي شابتها استقالة العديد من المسؤولين، بدأ الصحافيون الأمريكيون منذ الشهر الأول لعام 2018 بإصدار الكتب التي كشفت أسرار ترامب

  1. النار والغضب.. شهادات من داخل بيت ترامب الأبيض

يعتبر كتاب الصحفي في نيويورك تايمز الأمريكية مايكل وولف "النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" الصادر في كانون الثاني/يناير 2018، من أوائل الكتب التي تناولت إدارة ترامب، ما دفع بمحامي ترامب لمطالبة الناشر ومؤلف الكتاب بإيقاف نشره، نظرًا لما تضمنه من تصريحات لمستشار الشؤون الاستراتيجية السابق ستيف بانون الذي وصف تصرفات إدارة ترامب بـ"الخائنة وغير الوطنية"، ووجه انتقاداته لفريق ترامب بسبب تواصلها مع شخصيات روسية.

اقرأ/ي أيضًا: ترامب عن انقلاب ابن سلمان: "وضعنا رجلنا في المكان المناسب!"

الكتاب الذي اعتمد وولف في تأليفه على حوارات أجراها مع عشرات الأشخاص من مسؤولين كبار في البيت الأبيض، والدائرة المقربة من ترامب إضافًة لأسرته، تناول السياسة الخارجية لإدارة ترامب معتبرًا أنها "خلطة من الأفكار التي تثير الغثيان"، فقد وصف العلاقة بين ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنها "تتغذى على صفة مشتركة بينهما هي عدم معرفة ما لا يفعلانه"، كما أنه سمح لولي العهد السعودي بحسب ما يذكر مؤلف الكتاب بالتنمر على قطر، وبدء حملته ضد أفراد العائلة المالكة ورجال الأعمال السعوديين.

ولا يقف مضمون الكتاب على علاقة ترامب مع ابن سلمان، الذي تحدث عن أن ترامب كان يتنقل بسيارة جولف مطلية بالذهب خلال زيارته التي أجراها للرياض عام 2017، إنما يمتد ليشمل الكشف عن خلاف بين بانون، وجاريد كوشنر صهر ترامب الذي استلم ملف الشرق الأوسط في الإدارة الأمريكية، ورغبة ترامب منذ اليوم الأول لاستلام مهامه في المكتب البيضاوي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ووصول الأمر لاعتبار ترامب أن كل من يعارض طهران هو "شخص طيب"، واختزال الدائرة الداخلية لترامب في الشرق الأوسط بأربعة لاعبين هم: مصر، إسرائيل، السعودية، وإيران.

  1. مذكرات جيمس كومي.. الحقيقة والأكاذيب والزعامة

قبل صدورها بأيام احتلت مذكرات مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي السابق جميس كومي "ولاء أكبر.. الحقيقة والأكاذيب والزعامة" المرتبة الأولى لترتيب موقع أمازون لما قبل البيع. يصف كومي في كتابه ترامب بأنه "غير أخلاقي ولا يلتزم بالحقيقة"، ويضيف بأن "رئاسة ترامب حريق في غابة سيلحق ضررًا كبيرًا بالعادات والتقاليد والقيم المؤسساتية في الولايات المتحدة"، وأن "بلدنا (الولايات المتحدة) يواجه أوقاتًا خطرة في ظل بيئة سياسية تشكك بالحقائق الأساسية.. الكذب أصبح طبيعيًا وعدم التزام السياسي بالقيم الأخلاقية أصبح أمرًا محبذًا وربما يكافأ عليه".

يشبه كومي في كتابه الذي صدر في نيسان/أبريل عام 2018 ترامب بـ"زعماء المافيا"، مشيرًا إلى ذلك بقوله إن تعامله معه "ذكرني ببداياتي في هذه المهنة عندما كنت مدعيًا عامًا في هذه الأوساط"، ويصف أعضاء إدارة ترامب بأنهم "أعضاء صامتون يؤيدون كل شيء. زعيم يفعل ما يروق له. قطع وعود بالولاء. النظرة إلى العالم على أساس أن الجميع أعداء لنا. أكاذيب لا حصر لها أكانت صغيرة أم كبيرة في خدمة قواعد ولاء تضع المنظمة فوق الأخلاقيات والحقيقة".

ويتطرق المسؤول الأمريكي السابق في مذكراته للحديث عن حياة ترامب الجنسية كاشفًا جزءًا منها، حيث يصف ترامب بأنه "مهووس بتفاصيل غير لائقة تتعلق بشخصه"، كاشفًا أن ترامب طلب منه التحقيق حول معلومات تقول إنه كان بصحبة مومسات روسيات في أحد فنادق موسكو عام 2013، وعلق ترامب على طلبه من مومسات كان على علاقة جنسية معهم التبول على بعضهنّ: "أخاف من الجراثيم.. من غير الممكن ان أدع أشخاصًا يتبولون على بعضهم البعض أمامي".

  1. المعتوه.. أسرار شخصية وعائلية عن ترامب

تخطت مبيعات كتاب "المعتوه" للمستشارة السابقة في البيت الأبيض أوماروزا نيومان بعد أسبوع واحد من صدوره 33 ألف نسخة، ما جعله يحتل المرتبة الثانية من أكثر الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة في آب/أغسطس عام 2018، وهو الكتاب الثالث الذي يتناول شخصية ترامب المثيرة للجدل خلال العام عينه، فيما أثارت المسؤولة السابقة في إدارة ترامب الجدل أيضًا عندما ذكرت في كتابها أن لديها تسجيلًا صوتيًا لترامب ينعت السود بلفظ لا يقبلونه أثناء تصوير حلقة من برنامج "أبرانتس"، إضافًة لدلائل تشير لوجود حالات "نسيان وإحباط".

حتى ما قبل فصلها من البيت الأبيض في كانون الأول/ديسمبر 2017، كانت نيومان واحدًة من ضمن المسؤولين الذين دافعوا عن سياسة ترامب، فهي انضمت إلى حملته الانتخابية في عام 2016 للدفاع ضد اتهامات العنصرية والتمييز الجنسي التي وصفتها قبل فصلها بأنها "أحقر شكل من أشكال الصحافة"، إلا أنها في كتابها تدعي تخطيطها لترك منصبها في آب/أغسطس 2017، بسبب رفض ترامب إدانه المتطرفين البيض الذين نظموا تجمعًا في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا تحت شعار "وحدوا اليمين" في الشهر عينه.

وتكشف نيومان التي التقت بالرئيس الأمريكي لأول مرة عندما شاركت في برنامج تلفزيون الواقع الذي كان يقدمه "أبرانتس"، أنه طالبها بالخضوع "لفحص مهبلي مهين"، وأنه طرح أسئلة شخصية عن المتسابقات الإناث بسؤاله: "كيف هي بالفراش؟ وهل تعتقدين أنها مثيرة؟"، وتدعي أوماروزا أن ترامب أراد تأدية القسم الدستوري على كتاب "فن الصفقة" بدلًا من الكتاب المقدس، معتبرًا أنه "أعظم كتاب تجاري في كل العصور"، كما أنه سخر من الأصول الفليبينية لزوج مدير حملته الانتخابية كيليان كونواي، إضافًة لذكرها جانبًا من الحياة العائلية بين ترامب وأولاده التي يعتمد بها على "الإساءة اللفظية كوسيلة للتحكم" عندما يخطئون، حيثُ تقول إنه: "كان قاسيًا على أبنائه، لذلك حاولوا جاهدين إرضائه، وتجنب المزيد من الإساءات".

  1. الخوف.. ترامب في البيت الأبيض

عملت مؤسسة سايمون وشوستر الأمريكية على طباعة مليون نسخة من كتاب "الخوف.. ترامب داخل البيض الأبيض" للصحفي الأمريكي الشهير بوب وودورد قبل طرحه في المكتبات لتلبي الطلبات الاستثنائية من القراء على شرائه، وحقق الكتاب بعد أسبوع من نشره مبيعات تجاوزت المليون نسخة في أيلول/سبتمبر 2018، نظرًا لأن مؤلفه هو الصحفي المخضرم وودورد الذي كشف فضيحة "ووترغيت" التي دفعت بالرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون للاستقالة عام 1974.

يعتمد وودورد في كتابه على اقتباسات نقلها على لسان مسؤولين في الإدارة الأمريكية، ومساعدين مقربين من الدائرة الصغيرة المحيطة بترامب، فقد ذكر الكتاب أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعرب عن قلقه من التحقيق الذي كان يجريه في تلك الفترة المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وسأل السيسي للملياردير الأمريكي عمّا إذا كان سيبقى في المكتب البيضاوي، وأنه قد يحتاجه كي يقدم له خدمة، الأمر الذي اعتبره ترامب ضربًة تحت الحزام، إضافًة لوسم ترامب للسيسي مرتين بأنه "قاتل".

ولعل أبرز ما جاء في الكتاب طلب ترامب من وزير الدفاع الأسبق جيمس ماتيس اغتيال رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون بريف إدلب في 2017، بقوله "دعنا نقتله، لنذهب إلى هناك ونقتله حيث هو، دعنا نقتل عددًا كبيرًا منهم"، لكن ماتيس تجاهل ذلك بعد أن أظهر موافقته لترامب، وينقل عن ماتيس وصفه لترامب بأنه شخص لديه فهم "طالب في الصف الخامس أو السادس".

كما يذكر وودورد أن المستشار الاقتصادي لترامب غاري كوهين وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر حينها أخفيا أوراقًا عن طاولة ترامب حتى لا يوقعها، حيث يصف بورتر الوضع داخل المكتب البيضاوي بقوله "إننا نعيش وضعا وكأننا نسير على حافة الهاوية"، إضافًة لاعتبار كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي ترامب "معتوهًا وأحمقًا"، وقول ترامب عن وزير العدل جيف سيشنز إنه "متخلف عقليًا" و"جنوبي غبي".

  1. قائد في الغش.. الجولف شارحًا ترامب

على عكس الكتب السابقة التي تناولت أوضاع الإدارة الأمريكية والسياسة الخارجية للبيت الأبيض خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب، يستكشف الكاتب الرياضي ريك ريلي في كتابه " قائد في الغش.. كيف يشرح الجولف ترامب؟" الصادر في نيسان/أبريل الماضي، علاقة الملياردير الأمريكي المعقدة مع لعبة الجولف، مظهرًا جهوده "شبه البطولية" للكذب بشأن النقاط التي يحصل عليها من أجل "تحطيم منافسيه".

اعتمد ريلي في إعداد كتابه على إجراء أكثر من مائة مقابلة مع أشخاص من محبي لعبة الجولف والهواة، لعبوا سابقًا مباريات مع ترامب، أخبروه خلالها عن الطرق التي يستخدمها ترامب في الغش أثناء المباريات باستعانته أحيانًا بوكلاء الخدمة السرية للفوز في المباريات، والأخبار التي يرويها لهم عن البطولات التي فاز بها في هذه الرياضة، وادعائه الدائم بأنه لا يخسر أبدًا، وأخبر لاعبي الجولف الكاتب بأنه "إذا لعبت الجولف مع ترامب، سواء كنت صيدلانيًا أو تايغر وودز (أشهر لاعبي الجولف)، سيقوم بالغش".

  1. بيت ترامب.. بيت بوتين: القصة غير المروية مع المافيا الروسية

يتناول كتاب "بيت ترامب، بيت بوتين: القصة غير المروية لدونالد ترامب والمافيا الروسية" للصحفي كريغ أونغر العلاقة الإشكالية التي تجمع بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيثُ يدعي أن ترامب هو ليس إلا "جاسوسًا روسيًا" في البيت الأبيض، ويقول الكاتب إن ترامب يعمل على تزويد بوتين "بطريقة غير مباشرة، وبتدفق منتظم للمعلومات الاستخباراتية، عن كل ما كانت يفعله الأوليغارشيون (النخبة الروسية) بأموالهم في الولايات المتحدة".

ويضيف أونغر بأن ترامب عن علم أو من دون علم "ربما يكون أبرم اتفاقًا جانبيًا مع الكرملين" لتحويل زبائنه سرًا إلى بوتين "الذي قد يكون دفعهم للاستمرار في شراء عقارات ترامب. ترامب أصبح غنيًا. بوتين بات لديه أعين حيث يخبئ الأوليغارش ثرواتهم السرية. الجميع ربح"، مشيرًا إلى أن تعامل ترامب مع روسيا يمكن وصفه بأنه "جهل متعمد"، على مبدأ "خذ المال. لا تسأل الكثير من الأسئلة. وهو لديه الكثير من الخبرة في ذلك".

إلا أن اللافت في كتاب أونغر، أو حتى كتاب الكاتب الرياضي ريك ريلي "قائد في الغش"، أنهما لم يحظيا بالتغطية الإعلامية المطلوبة على عكس الكتب السابقة التي تناولت السياسة الخارجية أو أسرار البيت الأبيض خلال إدارة ترامب، ولعل ذلك سببه أن كتاب أونغر لم يعتمد على مصادر من داخل البيت الأبيض أو أن مؤلفه لم يكن من ضمن المسؤولين السابقين في إدارة ترامب، فيما كان كتاب ريلي رياضيًا خالصًا، ولعل ذلك السبب وراء عدم حصول الكتابين على الصخب الإعلامي.

  1. كل نساء الرئيس.. الحياة الجنسية لترامب  

يصنف كتاب "كل نساء الرئيس.. دونالد ترامب وصناعة مفترس" الصادر قبل أيام قليلة للكاتبين باري ليفين ومونيك الفايزي بأنه أحدث الكتب التي تتحدث عن ترامب منذ وصوله لرئاسة الولايات المتحدة، إذ يسرد الكاتبان تفاصيل 43 قصة تصرّف خلالهم ترامب بطريقة غير لائقة، ضمنها 26 تصرف يزعم أنها تضمنت سلوكًا جنسيًا غير مرغوب به، كما ينقل الكاتبان عن أحد أعضاء المافيا السابقين يدعى جون تينو أن ترامب في ثمانينات القرن الماضي كان يذهب إلى ناد جنسي للشخصيات الكبيرة، وتديره عصابة من المافيا في ميدان التايمز، حيثُ طلب في أحد المرات إقامة علاقة جنسية ثلاثية مع ممثلة أفلام جنسية وفتاة شابة.

اقرأ/ي أيضًا: سيارات دونالد ترامب.. 6 سيارات فارهة تثير الجدل حول الرئيس المدلل

وعلى الرغم من اعتراف الكاتبين بأن الرواية التي قدمت ليست دليلًا، إضافًة لأنهما عندما بحثا عن السيدتين اللتين اشتركتا في الحادثة لتأكيدها لم يجدوهنّ، إلا أن ليفين أحد مؤلفي الكتاب يقول: "هناك كثير من الناس الذين يلقبون تينو بالكذاب، ويقولون إن مزاعمه زائفة، لكني شعرت من حديثي معه أن مزاعمه صادقة"، ويشير الكاتبان نقلًا عن تينو إلى أن ترامب كان يفضل امرأة قدمت سابقًا عروضًا جنسية حية مع زوجها، وظهرت في بعض الأحيان ضمن أفلام للكبار فقط.

ويتضمن الكتاب كذلك شهادة لكارين جونسون عن تحرش ترامب بها "عنوًة" في إحدى حفلات رأس السنة التي كانت تقام في منتجع مارالاغو مطلع الألفية الجديدة، وعمل على تقبيلها رغمًا عنها، وشهادة لممثلة الأفلام الجنسية ألانا إيفانز تقول فيها إنها تعرف ثلاثة نجمات أفلام جنسية سابقًا قلنّ إنهنّ تقاضينَ أجرًا مقابل ممارسة الجنس مع ترامب.

 

 اقرأ/ي أيضًا:

 أبرز 5 لحظات لدونالد ترامب في عالم المصارعة الحرة

صرخة ميشيل وولف الساخرة.. مواجهة ترامب بالضحك