29-مارس-2023
getty

يهدف الاجتماع للتمهيد من أجل عقد لقاء يجمع وزراء الخارجية (Getty)

نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أتراك وإيرانيين أنه تقرر عقد الاجتماع الرباعي لنواب وزراء خارجية تركيا والنظام السوري وإيران وروسيا في موسكو خلال شهر نيسان/أبريل المقبل، وبالتحديد في الثالث والرابع منه.

ويهدف الاجتماع لاستئناف الاتصالات بين أنقرة والنظام السوري بعد عداء استمر لسنوات خلال الثورة السورية. ويأتي هذا التأكيد بعد تأجيل الاجتماع الذي كان مقررًا منتصف آذار/مارس الجاري نتيجة مطالبة النظام السوري بضمانات في مقدمتها "جدولة انسحاب القوات التركية من مناطق الشمال السوري"، قبل أي اتفاق على تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. 

يهدف الاجتماع لاستئناف الاتصالات بين أنقرة والنظام السوري بعد عداء استمر لسنوات خلال الثورة السورية

وكانت مصادر غربية قد كشفت أنّ روسيا كثّفت جهودها الدبلوماسية طيلة الأسبوع الماضي لعقد الاجتماع الرباعي الممهد لاجتماع وزراء خارجية الدول الأربعة، كما كشفت ذات المصادر أن الاتصال الهاتفي الذي دار بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان ذلّل إلى حد ما الصعوبات التي دفعت إلى تأجيل الاجتماع أكثر من مرة.

وفي التفاصيل، نقلت وكالة رويترز عن مصادر تركية وإيرانية رسمية، يوم الثلاثاء 28 آذار/مارس، أن "نواب وزراء خارجية النظام السوري وتركيا وإيران وروسيا سيجتمعون في نيسان/أبريل في موسكو"، وأشار تقرير رويترز إلى أنه "بتشجيع من روسيا حليفة بشار الأسد، عقد مسؤولون سوريون وأتراك اجتماعات العام الماضي، في خطوة نحو إعادة العلاقات".

مع الإشارة أيضًا إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد "استبعد هذا الشهر أي لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حتى تبدي تركيا استعدادها لسحب قواتها من شمال سوريا".

وبالعودة لاجتماع نواب وزراء خارجية الدول الأربعة صرح مسؤول تركي كبير لرويترز أنه "سيتم بحث الوضع على الأرض في سوريا خلال الثالث والرابع من نيسان/أبريل في موسكو".

وقال المسؤول التركي إنه "من المتوقع أن يكون هذا الاجتماع استمرارًا للاجتماعات على مستوى الوزراء التي بدأت خلال عملية استئناف العلاقات". مضيفًا القول "مع هذا، وبما أنه لن تكون هناك مشاركة على مستوى الوزراء وسيكون الاجتماع على المستوى الفني، فمن غير المتوقع اتخاذ قرارات مهمة".

وذكرت رويترز أنه لم "يتسن لها بعد التوصل لمسؤولين في وزارة الخارجية التركية للتعليق".

في الطرف الآخر أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإيرانية أنّ موعد الاجتماع في موسكو "سيكون في الأسبوع الأول من شهر نيسان/أبريل المقبل".

كما أكد مصدر من النظام السوري مطلع على المحادثات أن "اجتماعًا بين نواب وزراء الخارجية سيُعقد قريبًا لكنه لم يحدد موعدًا"، حسب رويترز.

يشار في هذا الصدد إلى أن وكالة الإعلام الروسية الرسمية نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، يوم الإثنين، أن "نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري قد يعقدون مشاورات في موسكو في أوائل الشهر المقبل".

وكانت روسيا قد كثّفت من جهودها خلال الأيام القليلة الماضية، لعقد الاجتماع، وفي هذا الصدد أكّدت مصادر سورية وتركية عن "إحراز تقدم في المشاورات الجارية لعقد هذا الاجتماع، المتوقع أن تستضيفه العاصمة الروسية موسكو" نيسان/أبريل المقبل.

فقد أعلنت صحيفة الوطن القريبة من النظام السوري الأحد الماضي عن تفاصيل جديدة حول مفاوضات جارية لتذليل العقبات أمام انعقاد الاجتماع، حيث نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي غربي، قوله "إن المشاورات بشأن انعقاد اجتماع نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري متواصلة"، وأكّدت الصحيفة في هذا السياق  "حصول تقارب" حول عدد "من النقاط التي منعت انعقاد الاجتماع حتى الآن".

كالة الإعلام الروسية الرسمية نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، يوم الإثنين، أن "نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري قد يعقدون مشاورات في موسكو في أوائل الشهر المقبل"

ونبّهت صحيفة الوطن المقربة من النظام في عددها الصادر، يوم الأحد، أنّ "الاشتراطات أو الضمانات" التي أصر عليها النظام بشأن الانسحاب التركي من الأراضي السورية كمقدمة لأي اجتماع وتقارب رسمي "ما زالت على الطاولة، وستشكل أرضية للانطلاق إلى أي مباحثات بين الجانبين"، مشيرةً في هذا الصدد، إلى ما سرّبته بعض وسائل الإعلام الروسية عن استعداد تركيا لسحب قواتها من سوريا، حيث ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن تركيا مستعدة لمراجعة شكل وجود قواتها في سوريا، من أجل تحفيز المفاوضات مع النظام السوري.

يذكر أنّ موسكو  استضافت في كانون الأول/ديسمبر 2022 اجتماعا لوزيري الدفاع التركي والنظام السوري، "وتوسعت المحادثات الثلاثية منذ ذلك الحين لتشمل إيران الحليفة الأخرى للأسد، والتي أيدت علنا التقارب".