17-مارس-2023
getty

المفاوضات مع الأسد شملت تهريب المخدرات من سوريا (Getty)

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال تفاصيل ما وصفتها بصفقة من شأنها تطبيع العلاقات بين النظام السوري وعدة دول عربية كانت قد قطعت علاقتها مع نظام الأسد في دمشق منذ اندلاع الثورة السورية. 

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال تفاصيل ما وصفتها بصفقة من شأنها تطبيع العلاقات بين النظام السوري وعدة دول عربية

وتتضمن بنود الصفقة بالإضافة لإعادة العلاقات مع دمشق كبح نفوذ إيران في المنطقة، عبر بذل الكثير من التعهدات والمغريات لنظام بشار الأسد تتضمن إعادة الإعمار والضغط على الدول الغربية لرفع العقوبات المفروضة على النظام السوري، حسب المصادر التي تحدثت لصحيفة وول ستريت جورنال.

وتقول صحيفة وول ستريت جورنال، نقلًا عن مصادرها إن الأردن قاد المحادثات في البداية وقطع فيها أشواطًا وجدت صداها في التقارب الأخير الذي ظهر إلى العلن بين عمّان ودمشق. مع الإشارة إلى أنّ الأسابيع الماضية شهدت زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق، في أول زيارة لسوريا منذ اندلاع الثورة، بالإضافة لزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري أيضًا لدمشق، وذلك بعد حديث هاتفي هو الأول لعبد الفتاح السيسي مع الأسد عقب الزلزال المدمر.

getty

وبحسب المسؤولين الذين تحدثوا إلى وول ستريت جورنال فإن عرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع نظام الأسد اشترط "موافقة الأسد على التعاون مع المعارضة السياسية السورية، والقبول بقوات عربية لحماية اللاجئين العائدين، ومكافحة تهريب المخدرات، وأن يطلب من إيران التوقف عن توسيع نفوذها في البلاد".

إلا أنّ المحادثات المتعلقة بهذه الصفقة، حسب مستشار للنظام السوري ومسؤولون عرب وأوروبيون مطلعون "لا تزال في مرحلة مبكرة، فضلًا عن أن بشار الأسد لم يُظهر اهتمامًا بمطلبين محوريين فيها هما مطلب الإصلاح السياسي واستقبال قوات عربية على الأراضي السورية".

يضاف إلى ذلك، أن الدول الغربية "لم تُبد أي ميل لإنهاء العقوبات الصارمة المفروضة على النظام السوري لما ارتكبه من انتهاكات لحقوق الإنسان في البلاد".

ومع ذلك، أشار تقرير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وتسبب في مقتل نحو 6 آلاف سوري، أعطى قوةً دافعة للمحادثات، "إذ يسعى بشار الأسد لاستغلال الكارثة الإنسانية من أجل تقليص عزلته، على حد قول المصادر".

وفي سياق الزلزال، أشارت عدة مصادر إعلامية لاستغلال لنظام الأسد للمأساة، وحول ذلك تقول الصحيفة الأمريكية: "في 6 شباط/ فبراير، وبعد ساعات فقط من وقوع الزلازل، طلبت بثينة شعبان، مستشارة الأسد، من مسؤولي وزارة الخارجية والصحة الاستفادة من التعاطف الناتج عن الكارثة للضغط على الرأي العام الدولي لإنهاء العقوبات واستخدام المساعدات لتوثيق العلاقات مع الدول العربية".

وبحسب أحد مصادر الصحيفة: "كانت الرسالة هي تعظيم الاستفادة من الأزمة".

وحول قرار فتح نظام الأسد المعابر مع الشمال السوري، تشير الصحيفة إلى أن جاء بطلب من وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد من الأسد، حيث يسود الاعتقاد في الإمارات أن في هذه الخطوة وسيلة للأسد لتحسين مكانته الدولية.

getty

ولفت تقرير وول ستريت جورنال إلى أنّ المحادثات الرامية إلى إعادة العلاقات من النظام السوري "زادت فاعلية بانضمام السعودية، حيث دعا الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في شباط/فبراير الماضي، إلى إنهاء الوضع الراهن في سوريا، والسماح لها بالتعافي من أزمتها الإنسانية طويلة الأمد".

ولعلّ ممّا يعزّز هذا التوجه استئناف السعودية مؤخرًا للعلاقات مع إيران في اتفاق توسطت فيه الصين، "ما يدل على أن المملكة مستعدة لتغيير مسارها السابق في الاصطفاف الجيوسياسي بالمنطقة"، حسب مصادر وول ستريت جورنال.

وذكرت مصادر الصحيفة الأمريكية أن جدول أعمال القمة العربية القادمة التي ستعقد في العاصمة السعودية الرياض سيخصص جانبًا كبيرًا منه "للقضايا المتعلقة بمساعي دمج النظام السوري وإعادة بناء البلاد".

وعودة إلى الموقف الأمريكي والأوروبي من الحراك العربي الرامي إلى إعادة العلاقات مع نظام الأسد أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى تصريحات نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، عقب الزلزال، في شباط/فبراير الماضي، عندما قال إن بلاده "تشجع التطبيع  فقط إذا نفَّذ نظام الأسد خريطة طريق تتجه نحو عقد انتخابات حرة".

الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وتسبب في مقتل نحو 6 آلاف سوري، أعطى قوةً دافعة للمحادثات، إذ يسعى بشار الأسد لاستغلال الكارثة الإنسانية من أجل تقليص عزلته

كما لفتت الصحيفة النظر إلى تصريحات مسؤولين أوروبيين قالوا فيها إن الاتحاد الأوروبي "لا يزال متخوفًا من السجل السيئ لبشار الأسد في انتهاكات حقوق الإنسان وعدم رغبته في إجراء انتخابات حرة"، ولذلك من المستبعد أن تقدّم دعوة للحكومة السورية للمشاركة في "مؤتمر المانحين المقرر عقده في الأشهر المقبلة لجمع التبرعات من أجل إعادة بناء المناطق المتضررة من الزلزال".