24-مارس-2023
getty

وزير الخارجية السعودي خلال زيارة موسكو مطلع الشهر الجاري (Getty)

أكدت التلفزة السعودية الرسمية، مساء الخميس، الأنباء التي تحدثت عن مفاوضات تجمع الرياض مع النظام السوري وذلك من أجل إعادة تقديم الخدمات القنصلية، وذلك نقلًا عن مصدر في وزارة الخارجية السعودية. وجاء ذلك بعدما كشفت وكالة رويترز عن مفاوضات بين السعودية ونظام الأسد من أجل استئناف العلاقات.

أكدت التلفزة السعودية الرسمية، مساء الخميس، الأنباء التي تحدثت عن مفاوضات تجمع الرياض مع النظام السوري

من جهتها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تفاصيل موسعة عن المفاوضات، مشيرةً إلى أن المفاوضات جرت بوساطة من روسيا، وعقدت المفاوضات في موسكو والرياض خلال الأسابيع الأخيرة. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن تبلور الاتفاق جاء بعد زيارة بشار الأسد الأخيرة إلى موسكو، حيث لحقها مفاوضات لشخصيات أمنية من النظام في السعودية. 

وبحسب مصادر الصحيفة الأمريكية، فإن المفاوضات تهدف للتوصل إلى اتفاق قبل زيارة محتملة لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق بعد عطلة عيد الفطر في أواخر نيسان/أبريل القادم، فيما أشارت المصادر السعودية والسورية، التي تحدثت للصحيفة، عن إمكانية انهيار المفاوضات.

إعادة الإعمار

وفي حال التوصل إلى اتفاق رسمي خلال الأسابيع القادمة، فإن أبرز الملفات ستكون عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى طرح ملف إعادة الإعمار في القمة العربية المقبلة.

ومن جانب آخر، قالت مصادر إيرانية، إن طهران شجعت النظام السوري على إبرام اتفاق مع السعودية بعد الاتفاق بين الرياض وطهران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت سبعة أعوام. كما أشارت مصادر عربية مطلعة على المحادثات، إلى عواصم عربية أخرى أيدت هذا التقارب، من بينها عمّان ومسقط.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن تركيز المحادثات حاليًا يدور على قضايا الأمنية، كما أن السعودية طرحت قضية المعتقلين السعوديين لدى النظام السوري، فيما طالب نظام الأسد الرياض بقطع تمويلها لأي فصيل معارض يتواجد في سوريا.

ولم يكن الإعلان عن  قرب إعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والنظام السوري بمعزل عن تصريحات سابقة لمسؤولين سعوديين، فقد سبق لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان التصريح، في منتدى ميونخ للأمن الذي عقد الشهر الماضي، أن "إجماعًا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل النظام السوري، وأن الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما، حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين"، على حدِّ قوله.

نفوذ روسي متزايد

تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن تكللت الوساطة الروسية بين السعودية والنظام السوري بالنجاح، فهذا سيعزز من وجودها في الشرق الأوسط، أي وجود موسكو. أما بالنسبة للولايات المتحدة، يعتبر هذا الاتفاق بمثابة تذكير بأنه حتى حين تكون لا تزال القوة العسكرية والدبلوماسية البارزة في الشرق الأوسط، فإن نفوذها ينحسر، بحسب الصحيفة.

ومع نمو النفوذ الروسي في المنطقة، ذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة سترسل طائرات هجومية قديمة من طراز "إيه-10" لتحل محل الطائرات القتالية الأكثر تطورًا في الشرق الأوسط في إطار جهودها لنقل المزيد من المقاتلات الحديثة إلى المحيط الهادي وأوروبا لردع الصين وروسيا.

قالت مصادر إيرانية، إن طهران شجعت النظام السوري على إبرام اتفاق مع السعودية بعد الاتفاق بين الرياض وطهران على استئناف العلاقات الدبلوماسية

ونقل التقرير عن مصادر أمريكية قولها إن نشر طائرات "إيه-10" المقرر في نيسان/ أبريل القادم يأتي ضمن خطة أوسع تتضمن الإبقاء على قوات بحرية وبرية محدودة في منطقة الشرق الأوسط. وقال ويليام وشسلر، المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية والمدير الحالي لمركز "رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط" في واشنطن، إن "العامل الوحيد الأكثر أهمية الذي يؤثر على المنطقة هو تصور الانسحاب الأمريكي، الذي يخلق فراغًا يمكن لدول الأخرى أن تشغله".