23-مارس-2024
gettyimages

(رويترز) كان هجوم موسكو هو الهجوم الأكثر دموية في روسيا منذ حصار مدرسة بيسلان عام 2004

قُتل ما لا يقل عن 93 شخصًا وأصيب 145 على الأقل، في أسوأ هجوم تشهده روسيا منذ سنوات، عندما فتح مسلحون يرتدون زيًا قتاليًا النار وفجروا عبوات ناسفة في قاعة حفلات موسيقية كبرى على مشارف موسكو.

ونقلت وكالة أنباء ريا الروسية، يوم السبت، عن متحدث باسم لجنة التحقيق الروسية، قوله إن عدد القتلى قد يرتفع وإن من السابق لأوانه قول أي شيء عن مصير المهاجمين.

ونقلت ريا عن وزارة الرعاية الصحية الإقليمية قولها، يوم السبت، إن من بين القتلى ثلاثة أطفال. 

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن الهجوم في وقت متأخر من، مساء الجمعة، في منشور على تطبيق تلغرام زعم فيه التنظيم أن مسلحيه تمكنوا من الفرار بعد ذلك. وقال مسؤول أمريكي إن لدى واشنطن معلومات تؤكد ادعاء تنظيم الدولة الإسلامية.

في أول تعليق له على حادث إطلاق النار، تمنى الرئيس فلاديمير بوتين "لجميع المصابين في الهجوم الإرهابي الشفاء العاجل"

وأظهرت الصور قاعة مدينة كروكوس وقد اشتعلت فيها النيران، حيث ظهرت مقاطع فيديو تظهر أربعة مسلحين على الأقل يفتحون النار بأسلحة آلية بينما فر الروس المذعورون للنجاة بحياتهم.

وفي أحد المقاطع، أطلق ثلاثة رجال يرتدون ملابس عسكرية ويحملون بنادق النار من مسافة قريبة على الجثث المتناثرة في بهو قاعة الحفلات الموسيقية.

ويبدو أن المهاجمين قاموا أيضًا بتفجير عبوات ناسفة خلال الهجوم. وذكرت وكالات أنباء أن انفجارين على الأقل وقعا في قاعة الحفلات الموسيقية مساء الجمعة.

وبحلول وقت متأخر من المساء، بدأت السلطات الروسية عملية مطاردة جماعية للمسلحين المشاركين في الهجوم، وحذرت السكان في موسكو وضواحيها من البحث عن أي علامات تشير إلى المهاجمين. ولم تحدد الحكومة الروسية على الفور هوية أي من المشتبه بهم.

وفي أول تعليق له على حادث إطلاق النار، تمنى الرئيس فلاديمير بوتين "لجميع المصابين في الهجوم الإرهابي الشفاء العاجل". وقال الكرملين إن قادة الأمن يطلعونه على الوضع، بما في ذلك ألكسندر بورتنيكوف، رئيس جهاز الأمن الفيدرالي.

ونشر المحققون الروس صوراً لسلاح آلي من طراز كلاشينكوف وسترات بها عدة مخازن احتياطية وأكياس من أغلفة الرصاص الفارغة. ونشرت بعض وسائل الإعلام الروسية صورة مشوشة لاثنين من المهاجمين في سيارة بيضاء.

وقال عمدة موسكو سيرجي سوبيانين إن حكومة موسكو ستلغي جميع الأحداث الثقافية والرياضية وغيرها من الأحداث الجماهيرية في عطلة نهاية الأسبوع بعد الهجوم، حيث قالت السكك الحديدية الروسية والمرافق الكبرى الأخرى إنها تعزز الإجراءات الأمنية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة تحذيرات وطلبت من مواطنيها عدم الانضمام إلى التجمعات العامة في روسيا.

في 8 آذار/مارس، كتبت السفارة الأمريكية في موسكو إنها "تراقب التقارير التي تفيد بأن المتطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف التجمعات الكبيرة في موسكو، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، ويجب نصح المواطنين الأمريكيين بتجنب التجمعات الكبيرة خلال الـ 48 ساعة القادمة".

وقال تنظيم داعش في وقت متأخر من يوم الجمعة إن مقاتليه هاجموا ضواحي موسكو "مقتل وجرح المئات وتسببوا في دمار كبير في المكان قبل أن ينسحبوا إلى قواعدهم بسلام"، وفق البيان.

وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة لديها معلومات تؤكد إعلان تنظيم داعش مسؤول عن إطلاق النار، مضيفَا أن واشنطن حذرت موسكو في الأسابيع الأخيرة من احتمال وقوع هجوم.

وقال المسؤول: "لقد حذرنا الروس بشكل مناسب".

وذكرت تقارير إعلامية روسية أن وحدات شرطة مكافحة الشغب أُرسلت إلى المنطقة أثناء إجلاء الناس وبدأت وحدات سبيزناز التابعة للحرس الوطني الروسي باقتحام المبنى في وقت لاحق من مساء الجمعة.

ويذكرنا إطلاق النار في قاعة الحفلات الموسيقية ببعض أسوأ الهجمات في أوروبا، مثل الهجوم على باتاكلان في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015. والهجوم الذي وقع في نورد أوست في موسكو عام 2002، عندما احتجز مسلحون رهائن في أحد المسارح. مما أدى في النهاية إلى مقتل 40 من محتجزي الرهائن و132 رهينة.

وكان هجوم موسكو هو الهجوم الأكثر دموية في روسيا منذ حصار مدرسة بيسلان عام 2004، والذي قُتل فيه 334 شخصًا، من بينهم 186 طفلًا، بعد أن احتجزهم المسلحون لمدة يومين.

وأدانت السفارة البريطانية في موسكو هجوم الجمعة، قائلةً: "نحن ندين الهجوم الإرهابي على قاعة مدينة كروكوس في منطقة موسكو. إنها مأساة فظيعة". وأضافت: "نتقدم بتعازينا الصادقة لأقارب وأحباء الذين أصيبوا وقتلوا في أحداث اليوم".

وأدان مجلس الأمن الدولي ما وصفه بـ"الهجوم الإرهابي الشنيع والجبان".

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن "صور الهجوم كانت مروعة ومن الصعب مشاهدتها". وأضاف كيربي أن البيت الأبيض ليس لديه ما يشير إلى تورط أوكرانيا في الهجوم.

ووصفت يوليا نافالنايا، زوجة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني، الذي توفي في شباط/فبراير الماضي، الهجوم بأنه "كابوس"، وأضافت في منشور على "إكس": "تعازي لأسر الضحايا والتعافي للجرحى. يجب العثور على جميع المتورطين في هذه الجريمة ومحاسبتهم".

وكتب ميخايلو بودولياك، مستشار الإدارة الرئاسية الأوكرانية، على "إكس": "من المؤكد أن أوكرانيا ليس لها علاقة بإطلاق النار والانفجارات في قاعة مدينة كروكوس. هذا ليس له أي معنى على الإطلاق. ولم تلجأ أوكرانيا قط إلى استخدام الأساليب الإرهابية".

ووقع الهجوم في حفل موسيقي لفرقة الروك الروسية بيكنيك التي تعود إلى الحقبة السوفيتية. وتعد قاعة مدينة كروكوس، التي تتسع لـ 6200 شخص، واحدة من أكبر القاعات الموسيقية وأكثرها شعبية في منطقة موسكو.

وجاءت تحذيرات السفارات الغربية بعد وقت قصير من إعلان روسيا أنها أحبطت عملية إطلاق نار كانت تخطط لها جماعة أفغانية مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال جهاز الأمن الاتحادي إنه أحبط هجومًا على معبد يهودي في موسكو شنه فرع تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، المعروف باسم داعش خراسان.

كما نفذت السلطات الروسية مؤخرًا سلسلة من المداهمات ضد متشددين إسلاميين مسلحين في منطقة إنغوشيا، مما أدى إلى اشتباكات بالأسلحة النارية بين الشرطة والمقاتلين. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف تحذيرات السفارات الغربية في آذار/مارس بأنها "استفزازية".

وقال في وقت سابق من هذا الشهر: "كل هذا يشبه الابتزاز الصريح والنية لترهيب مجتمعنا وزعزعة استقراره".

ولم تواجه روسيا هجومًا إرهابيًا كبيرًا على أراضيها منذ عام 2017، عندما قُتل 14 شخصًا في انفجار في مترو سان بطرسبرغ.

وقتل مفجرون انتحاريون 34 شخصًا في فولجوجراد عام 2013 قبل وقت قصير من دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي. وفي عام 2011، قتل انتحاريون 30 شخصًا في مطار دوموديدوفو في موسكو.