30-ديسمبر-2019

لا مهرب من خوض النقاشات السياسية مع العائلة (Today.com)

الترا صوت- فريق الترجمة

كثير منا يتمنى لو يكتسب مهارة تناول الأحاديث السياسية المحتدمة مع أفراد العائلة الذين نختلف معهم في المواقف السياسية، والخوض بها، ولاسيما في مواسم الإجازات وعطل نهاية الأسبوع أو أثناء الزيارات العائلية، بطريقة هادئة وبناءة. فلا مهرب أثناء هذه الاجتماعات، التي لا مفر منها في كثير من الأحيان، أن تخوض في نقاشات ثقيلة مع أشخاص لا تتشارك معهم مواقفك السياسية الأساسية، والذين يعتقدون أنك مخطئ، أو ربما جاهل، والأسوأ من ذلك أنك قد تعتبر مواقفهم ليست خاطئة وحسب، بل وربما غير إنسانية، أو غير أخلاقية، عند الحديث مثلًا عن مسائل الحروب والسلطة ومسؤولية الشركات الكبرى وجشعها، أو قضايا تتعلق بحقوق المرأة أو الحريات العامة وما سوى ذلك.

ففي هذه الأوقات التي يسود فيها التأزم في الخطاب والحوار، والاستقطاب الحاد بين الأطياف الفكرية والسياسية، قد يكون الحوار "الهادئ" أمرًا بعيد المنال، لكن ربما "كرمال" العلاقات العائلية، أو احترامًا لمن تجلسون في بيته وفي ضيافته، قد يكون من اللازم لو أمكن، التخفيف من حدّة الحوار، كي لا تخرج الأمور عن السيطرة، دون الاضطرار بالضرورة إلى هجر الحديث بالسياسة تمامًا. فما العمل؟

يمكن اتباع الخطوات الآتية، المستفادة بتصرف من موقع Inc الأمريكي، من أجل خوض حوار سياسي هادئ مع الآخرين:

1. اطرح الأسئلة

اطرح أسئلة صادقة بهدف الاستفسار ومعرفة المزيد، لا بهدف الإحراج والإشعار بالتهديد. اسأل مثلًا: "أخبرني عن السبب الذي يجعلك تشعر حيال الأمر بهذه الطريقة؟"، بدلًا من أن تقول: "كيف يُعقل أن تفكر بهذه الطريقة؟"

2. استمع

لا ترتكب الخطأ الشائع بالتظاهر بأنك تستمع للطرف الآخر، بينما ما تقوم به في واقع الأمر هو التحضير لإجابة أو رد ما! خذ وقتًا للاستماع بإنصات للطرف الآخر، كي تنال منه ذلك في المقابل.

3. علّق

قل شيئًا يوحي للطرف الآخر بأنك استمعت إلى ما أدلى به وأنك تفهمه، كي تتأكد من أنك ستنطلق في تعليقك المقبل من أرضية مشتركة مع الطرف الآخر في الحوار، بدلًا من تضييع الوقت في كلام مبني على فهم مغلوط أو غير دقيق للكلام.

4. عبر عن الموافقة

لو كانت هنالك أي موقف تجد أنك تتشارك به مع الطرف الآخر، فاحرص على أن تبلغ هذه الرسالة إليه، سيقلل ذلك من مستوى التحدي في الحوار، ويساعد الطرف الآخر على أن يحرص على أن يعثر على موقف مماثل لديك ليشاركه معك.

تذكر أنّه لا أحد يفضّل الخوض في حوار يتعلق من قريب أو بعيد بالسياسة وهو يشعر بالتهديد أو بالتحدّي

5. شارك التجارب

لا تبخل على الطرف المقابل في الحوار في الحديث عن تجربة شخصية مررت بها توضّح موقفك ومنطلقاتك فيما تؤمن به، ولا شيء أفضل ولا أقوى تأثيرًا من قصة أو تجربة شخصية لإقناع الطرف الآخر أو توضيح الأمور بالنسبة إليه.

تذكر أنّه لا أحد يفضّل الخوض في حوار يتعلق من قريب أو بعيد بالسياسة وهو يشعر بالتهديد أو بالتحدّي، وغالبًا ما سيفسر عمّك أو خالك أو زوج أختك الكبيرة اختلافك معهم في المواقف السياسيّة على أنه نوع من تهديد أو تحدّ ما، مما سيفعل لديهم ردودًا غير مبنية على المنطق بقدر ما هي مبنية على انفعال عصبي، يجعل التواصل الهادئ والبناء ضربًا من المستحيل.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

طرق الإقناع في الحوار

إدارة الحوار أو إدارة التوحش