25-ديسمبر-2019
Female young behind book with face covered for a red book while...

تحسّن القراءة من المزاج وتقدير الذات (Getty)

تعتبر القراءة واحدة من أفضل الطرق للتخلص من بعض ضغوط الحياة، وزيادة المعرفة، وتحسين القدرة على التركيز. كما أنها قد توفر مفاتيح أساسية للنجاح والتفوق في الحياة العملية.

عندما لا تكون الأهداف التي وضعتها غير مبالغ فيها، ستجد أن تجربة القراءة أقل إرهاقًا وأكثر متعة، وبالتالي أكثر إفادة

وبالقراءة أيضًا يكون لديك موضوع ممتع للحديث حوله مع الأصدقاء والمعارف. وهكذا تكون القراءة مهمة لحياتك على الصعيد الشخصي والعملي في آن معًا.

تبقى المشكلة الأبرز لدى أيّ منا هي توفير الوقت اللازم للقراءة. لذا نستعرض فيما يلي بعض النصائح الأساسية التي قد تساعدك، لو التزمت بها، على قراءة المزيد من الكتب خلال العام، وذلك نقلًا بتصرف عن موقع "Inc".

1. لا تبالغ في أهدافك

إذا لم تكن قارئًا نهمًا، فلا تلزم نفسك بقراءة المزيد من الكتب أكثر مما يمكنك التعامل معه. بمعنى آخر، لا تضع أهدافًا مبالغًا بها قد لا يمكنك تحقيقها.

woman with books

ابدأ بتحديد هدف قراءة يمكن تحقيقه بسهولة، مثل قراءة كتاب واحد فقط شهريًا أو 20 صفحة يوميًا. إذا كنت تقرأ بالفعل كتابًا كل شهر حاليًا، فاقفز لكتابين.

عندما لا تكون الأهداف التي وضعتها أكثر من اللازم، ستجد أن تجربة القراءة أقل إرهاقًا وأكثر متعة. وإذا كانت قراءتك تجربة غير مرهقة، فستكون قادرًا على التركيز والقراءة السريعة حقًا.

2. احتفظ بأهدافك لنفسك

الآن وبعد أن حددت هدفًا للقراءة، تأكد من الاحتفاظ به لنفسك. والسبب هو أنه كلما شاركت هدفًا ما مع الآخرين، يكون هناك دافع أقل لك للعمل بجد لتحقيق هذا الهدف المقصود لذاته. لذلك إذا كنت ترغب في قراءة كتابين كل شهر، فاحتفظ بهذا الهدف لنفسك.

3. لا تكمل كتابًا لم يعجبك

لعلك قطعت نصف كتاب ما وأنت تسأل نفسك في كل يوم "لماذا أقرأ هذا؟". لا تقلق هذا يحدث للكثيرين. لكن بدلاً من محاولة قراءة كتاب لا تستمتع به أو تجده مفيدًا، ليس عليك سوى أن تغلقه وتبدأ في قراءة شيء آخر.

4. اقرأ كتبًا ممتعة تثير اهتمامك

هذه النقطة مرتبطة بالنقطة السابقة، فحين تقرأ كتابًا تجده ممتعًا، سيكون من الصعب ألا تعود إليه وتتابع قراءته. عليك هنا أن تكون مراعيًا لتفضيلاتك الشخصية، ولا تخضع لأحكام الآخرين من حولك. 

woman with a book

ضع في اعتبارك أن ما قد تراه أنت مناسبًا ومفيدًا لك، قد لا يكون كذلك بالنسبة لآخرين، لذلك لا تجزع إذا لم تعجب اختياراتك بعض الأصدقاء، أو لم يكن ما تقرأه مشتركًا معهم. اهتمّ فقط بما تجده ممتعًا ومفيدًا لك.

5. احمل معك كتابًا أينما ذهبت

لن تعدم الفرصة للقراءة خلال اليوم لو أردت ذلك؛ قد تقرأ في الطريق للعمل لو كنت تستخدم المواصلات العامة، شرط أن تكون مريحة.

لا تجزع إذا لم تعجب اختياراتك للكتب بعض الأصدقاء، أو لم يكن ما تقرأه مشتركًا معهم. اهتمّ فقط بما تجده ممتعًا ومفيدًا لك

يمكنك أيضًا الاستماع لكتاب صوتي أثناء قيادة السيارة، أو أثناء انتظار موعد ما. المقصود أن هنالك الكثير من الوقت الضائع خلال اليوم قد تقرأ فيه بضع صفحات من كتابك المفضل لو رغبت في ذلك. يمكنك أيضًا الاستفادة من اقتناء قارئ إلكتروني من أجل استغلال أية فرصة لقراءة المزيد من الصفحات. 

نصائح إضافية للقراءة المتخصصة

  • مهارة القراءة تتطوّر تراكميًا

نحن نتفاعل بشكل يومي وواسع مع النصوص في أوضاع مختلفة، عند قراءة المقالات مثلًا أو تصفح كتاب نراه لأول مرة في موضوع معيّن مثير للفضول. وهذا على مستوى القراءة السريعة الأولية. ثم تأتي بعد ذلك القراءة العميقة، وهو مجموعة من العمليات المعقدة التي تدفع بالفهم والمعالجة إلى حد أعلى، يشمل التفكير الاستنتاجي ومهارة القياس، والقدرة على التحليل النقدي والربط، ومهارة التبصّر، وهي مهارات يحتاج الدماغ إلى تطويرها وتعزيزها باستمرار على مدى السنوات. 

  • لاحظ التغير في السلوك القرائي

وجدت دراسة مؤثرة أجريت عام 2005 كيف تغير سلوك البشر القرائي خلال العقد الماضي، أي بالتزامن مع تزايد الاعتماد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقضي البشر وقتًا متزايدًا أمام الشاشات أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يعني التأثير على الوقت المخصص للقراءة تاريخيًا، إضافة إلى التأثير على نوعية القراءة، إذ يتم تفضيل القراءة السريعة التجميعية، على القراءة المتأنية الاستجمامية. من المهمّ عدم التفريط بالقراءة لغرض المتعة، وتنمية هذه المهارة والحفاظ عليها. 

  • شارك في صناعة المعنى مع الكاتب 

يجب على القراء الانخراط بشكل نشط في بناء المعاني وتفكيكها وإعادة تأويلها مع الكاتب، والتدافع مع النص بشكل بنّاء وممتع وقابل لإعادة الإنتاج، ولاسيما عند القراءة المتعمة للنصوص السردية، مثل القصص القصيرة أو الروايات. 

  • لا تتخلى عن الكتاب المطبوع 

الكتب التقليدية المطبوعة بين دفتين هي الأكثر قدرة على إثارة الرغبة في التركيز والانغماس في القراءة، بخلاف الأجهزة الإلكترونية، سواء كانت حاسوبًا أو هاتفًا أو جهازًا لوحيًا أو حتى قارئًا إلكترونيًا متقدمًا. صحيح أن الشاشات في ذاتها ليست ذات أثر ضار على التركيز، بخلاف الانطباع الشائع، لكن المشكلة في عناصر التشتيت العديدة على هذه الشاشات، من إشعارات وتنبيهات، إضافة بطبيعة الحال إلى النمط الجديد من الاستخدام لها، والذي يفضل السرعة والتقليب السريع، وهو ما قد ينسحب مع الوقت إلى طبيعة نشاط القراءة نفسه. 

Paper books with digital e-reader
  • أعد اكتشاف متعة القراءة 

اقرأ بفضول، وحاول التركيز من أجل فهم اختيارات الكاتب على مستويات اللغة والمفردات والشخصيات والحبكة. حاول أن يكون إلى جانبك مفكرة تكتب عليها ملاحظاتك أثناء القراءة، وغالبًا ما يكون هذا مفيدًا للغاية في بناء متعة القراءة والعيش معها، وجعلها عادة يوميّة في حياتك. 

نصائح للقراءة للقراء الجدد

  • تجنب عناصر الإلهاء:

عليك أن تقرأ في مكان يوجد فيه أقل عدد ممكن من المشتتات وعناصر الإلهاء، وذلك للسماح لنفسك بالتركيز بشكل كامل على القراءة لمدة محددة من الوقت. 

  • تجنب الكتب المعقدة في البداية: 

اقرأ رواية ممتعة أو عملًا مفيدًا ومحفزًا ترغب في الانتهاء منه. هذا سيساعدك على تحقيق خطوة مهمة في حال لم تكن قد قرأت الكثير من الكتب في الماضي، وسيدفعك إلى البحث عن هذا الشعور باستمرار، أي شعور الرضا المتعلق بالانتهاء من كتاب كامل

Students working in groups in library
  • اعرف ما تريد من النص:

يمكن أن يكون هذا مفيدًا إذا كنت تتبع طريقة القراءة السريعة.

  • سجّل تقدمك وشاركه مع الآخرين:

سجل عدد الكتب التي تقرأها كل عام، وشارك العناوين المهمة التي تقرأها مع الآخرين، ولو كان ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. سيجعلك ذلك حريصًا على قراءة المزيد. 

  • الممارسة، الممارسة، الممارسة:

عليك أن تتدرب على القراءة حتى تتقنها وتجعلها جزءًا أساسيًا وطبيعيًا من حياتك.