16-أغسطس-2019

ربع مليون قتيل، حصيلة الحرب اليمنية وآثارها خلال خمس سنوات (أ.ب)

حياة مئات الآلاف من اليمنيين على المحك، بين رصاصات الحرب وقصف التحالف السعودي الإماراتي والمجاعة وسوء التغذية وتفشي الأوبئة والأمراض، في بلد أثقلت الصراعات المتواصلة كاهل سكانه.

خلال الخمس السنوات الماضية، لقي أكثر من 230 ألف يمني مصرعهم بسبب الحرب التي تشهدها البلاد وآثارها،

وترتفع وتيرة الصراع في اليمن يومًا بعد آخر وسط تراجع في التحركات الأممية والدولية والمحلية نحو عمليات السلام الذي يأمله اليمنيون، فالأمم المتحدة ضلت طريقها في الوصول إلى حلول لوقف إطلاق النار والدفع بأطراف الصراع نحو طاولة المفاوضات، كما فشلت في معالجة الأوضاع الإنسانية والتخفيف من حدة الفقر والمجاعة.

اقرأ/ي أيضًا: مسؤول أممي: اليمن يتراجع أكثر من 20 عامًا للوراء

فبالإضافة إلى الحرب المستمرة بين الحوثيين والقوات التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي المدعوم بالتحالف العربي منذ 2015، في العديد من محافظات البلاد، بدأت مواجهات أخرى بين الرئيس هادي والقوات الانفصالية المدعومة من الإمارات في المحافظات اليمنية الجنوبية.

الحرب اليمنية

وتعني هذه المواجهات المتصاعدة، ارتفاع أعداد القتلى في أوساط الجنود المحاربين، وأيضًا المدنيين، بشكل مباشر، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد الوفيات غير المباشرة الناجمة عن نقص القدرة على شراء الأغذية ونقص الرعاية الصحية وخدمات البنية التحتية، بشكل يفوق القتل المباشر.

ربع مليون قتيل في خمس سنوات!

فخلال الخمس السنوات الماضية، لقي أكثر من 230 ألف يمني مصرعهم بسبب الحرب التي تشهدها البلاد وآثارها، بحسب بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن.

وكان تقرير سابق صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قد كشف عن عدد أكبر من هذا، مبينًا أن الحرب في اليمن أدت إلى مصرع 250 ألف شخص، فيما أودت الحرب وما خلفته من مجاعة وتفشي للأوبئة والأمراض، خلال الأشهر الستة الماضية فقط بحياة 25 ألف شخص.

80 % يحتاجون للمساعدات

"الوضع في اليمن كارثي"، "البلد الأسوأ في العالم"، "80% من السكان أي 24.1 مليون نسمة، يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية"، "نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر"، و"الصراع يدفع بالبلاد إلى حافة الانهيار"، والعديد من العبارات الأخرى استخدمتها المنظمات الدولية، لوصف الوضع في اليمن لكنها لم تجد آذانًا صاغية لوقف الحرب.

وهذه ليز غراندي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، تؤكد أن "العنف ضد المدنيين في اليمن يفوق كل التصورات وغير مقبول على الإطلاق"، فلا توجد احتياطات كافية لحماية المدنيين، فليس هناك ملاجئ ولا توجد مدينة أو منطقة أو موقعًا أو منزلًا له حرمة، فطيران التحالف يواصل شن غاراته مستهدفًا المواقع المدنية، في مخالفة واضحة للقوانين الإنسانية والدولية.

ومطلع الشهر الجاري، أودت غارة جوية لطيران التحالف الذي تقوده الرياض استهدفت منزلًا، بحياة 12 شخصًا بينهم ستة أطفال في مديرية مستبأ بمحافظة حجة شمال غربي البلاد، وغيرها عشرات الغارات الجوية لطيران التحالف السعودي الإماراتي، استهدفت مناطق مأهولة بالسكان وأسواقًا شعبية، وأودت بحياة المئات من المدنيين.  

40 قتيلًا في أسبوع

وخلال الأسبوع الماضي قُتل 40 شخصًا خلال المواجهات بين المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات، وألوية الحرس الرئاسي التابعة لهادي، وجرح 260 آخرين في مدينة عدن جنوب البلاد.

وتعد الإحصائيات التي تنشرها الأمم المتحدة غيضًا من فيض، إذ إنها لا تشمل سوى الحالات التي استطاعت المنظمة أن تتحقق منها، فالكثير من مناطق البلاد لم تصل إليها المنظمات الأممية، بالإضافة إلى أنها لم تتمكن  من توثيق كل ضحايا الحرب، بسبب استمرار المواجهات في جبهات القتال.

المجاعة في اليمن
80 بالمئة من اليمنيين يحتاجون لشكل من أشكال المساعدات الإنسانية

وكل يوم يموت المزيد من الأشخاص، وسط تساؤلات عن الوقت الذي سوف تستغرقه أطراف النزاع لوقف المأساة الإنسانية في البلاد التي لا يوجد مبرر لاستمرارها واستمرار معاناة الشعب اليمني بحسب ليز غراندي.

فبالإضافة إلى استمرار القتال يستمر الحصار البري والجوي والبحري من قبل التحالف على اليمن، واحتجاز المساعدات الإنسانية والإغاثية والأدوية ما يفاقم من معاناة السكان.

لا تلوح في الأفق أي مؤشرات للسلام، كما أن الأمم المتحدة ومبعوثها لدى اليمن، مارتن غيريفث، وصلا إلى طريق مسدود لحل النزاع في اليمن

ومن هذا كله، لا تلوح في الأفق أي مؤشرات للسلام، كما أن الأمم المتحدة ومبعوثها لدى اليمن، مارتن غيريفث، وصلا إلى طريق مسدود لحل النزاع في اليمن، وباتت جهودهما تقتصر على إصدار البيانات والإحصائيات والإدانات، وكلما طال زمن الحرب "ستكون لهذا الصراع آثار سلبية واسعة النطاق، تجعله من بين أكثر النزاعات تدميرًا منذ نهاية الحرب الباردة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

 "المتغطي بالسعودية عريان".. صدمة غير مفاجئة من انقلاب الإمارات في عدن!

تجارة وتعاطي المخدرات في اليمن.. هوامش الحرب وصُنّاعها