12-أغسطس-2019

سقطت عدن في يد مليشيا المجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم إماراتيًا (Getty)

نفذت الإمارات انقلابًا عسكريًا على حكومة عبدربه منصور هادي، بمدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية، جنوب اليمن، وذلك عبر مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي الممول والمدعوم ماديًا وسياسيًا من أبوظبي.

يمثل انقلاب عدن المدبر وممول إماراتيًا، طعنة متوقعة في خاصر التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ 2015

وعلى مدار ثلاثة أيام، تستمر المواجهات المسلحة بين ألوية الحماية الرئاسية في عدن، وبين مليشيات المجلس الانتقالي، فيما تستمر المواجهة على مواقع التواصل الاجتماعي بين الإماراتيين المؤيدين للانقلاب، وبين النشطاء اليمنيين الذين سبق وحذروا من "عبث الإمارات" في بلادهم.

اقرأ/ي أيضًا: بعد تواطؤ السعودية.. عدن تحت سيطرة الإمارات

الانقلاب الذي نفذه على الأرض المجلس الانتقالي، الذي تمتلئ وسائل الإعلام بصور تجمع قادته بولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن زايد؛ هذا الانقلاب يمثل طعنة متوَقّعة في خاصرة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ عام 2015، تحت ذريعة دعم الحكومة الشرعية في اليمن في مواجهة جماعة الحوثي.

ويأتي سقوط عدن في يد القوات التابعة للمجلس الانتقالي، تأكيدًا على الطموح الانفصالي للمجلس الذي كان يروج سابقًا إلى أن معركته مع حزب الإصلاح وممثليه في الحكومة.

"المتغطي بالسعودية عريان"

وتعليقًا على الانقلاب وما أعقبه من ردود فعل، قال الصحفي اليمني، أنيس منصور، إن "المتغطي بالسعودية عريان". يُذكر أن أنيس منصور، وغيره من الصحفيين والنشطاء اليمنيين كانوا يعولون على الرياض لإيقاف المليشيات المدعومة إماراتيًا، عند حدها.

وأضاف منصور: "كنا مصدقين أن السعودية تدعم الشرعية، ومع وحدة واستقرار اليمن. وتم تخديرنا بتغريدات وبيانات، والواقع غير. انكشفت وانفضحت مواقف السعودية في عدن اليوم"، رافضًا أن يوصف ما حدث بتخاذل سعودي، وإنما "تآمر" على حكومة عبدربه منصور هادي.

‏وفي تغريدة أخرى، قال أنيس منصور، المقيم في الرياض: "علينا أن نغادر من الرياض قبل أن يتم نقل كل قيادة الشرعية إلى سجن الحائر، والاعتراف بشرعية الحوثي شمالًا وجنوبًا ضمن اتفاق مع إيران، وتقسيم المنطقة بين السعودية والإمارات وفق مسلسل المؤامرة المتفق عليها". 

من جانبه، كتب نائب رئيس مجلس النواب اليمني عبدالعزيز جباري، مخاطبًا التحالف السعودي، إن "حديثكم عن دعم الشرعية يثير السخرية ويدعو للضحك والبكاء في آنٍ معًا".

وتساءل جباري: "عن أي شرعية تتحدثون وقد ذبحتموها من الوريد إلى الوريد؟"، مختتمًا تغريدته: "لم يفعل الحوثي بالشرعية مثلما فعلتم بها".

أما اللواء اليمني، ثابت جواس، قائد محور العند العسكري، وقائد اللواء 131 مشاة، فلفت إلى أنه لو كانت الإمارات "سلمت الـ400 مدرعة، وكل المدافع والصورايخ الحرارية، والدبابات، التي دفعتها لقوات الانتقالي لإسقاط مدينة عدن؛ لجبهات القتال مع الحوثيين، لتمت السيطرة على العاصمة صنعاء وكل شبر من اليمن".

وتابع جواس: "لكن النوايا غير الواقع فالإمارات لها هدف واحد وهو تقسيم اليمن واحتلال عدن ومحافظات الجنوب بموانئها وثرواتها".

نبوءات "عيال" ابن زايد

يُذكر أنه قبيل أيام من سقوط عدن بيد الانفصاليين، غرد عبدالخالق عبدالله، المستشار السابق لابن زايد، قائلًا: "لن يكون هناك يمن واحد بعد اليوم".

وبعد تنفيذ الانقلاب، عاد عبدالخالق ليغرد قائلًا: "مجدداً يؤكد الرمز الدولي 971 أنه إذا قال فعل"، ليؤكد على أن نية الإمارات المبيتة، كانت دعم انفصال الجنوب اليمني.

كما أن ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي السابق، ظل خلال الأيام الماضية، يحرض المجلس الانتقالي ليسيطر على مدينة عدن و"بناء دولة الجنوب العربي".

وبعد الانقلاب الذي تؤكد كل الشواهد على دعم الإمارات له، عاد خلفان ممجدًا للوحدة، ومطالبًا بالحفاظ عليها "احترامًا لحلم علي عبدالله صالح"!

وفيما يبدو أنها محاولةٌ منه لامتصاص أي غضب سعودي محتمل، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال خلفان إن أبوظبي ستكون مع السعودية فيما تريد، سواءً وحدة اليمن أو غير ذلك، قبل أن يستدرك: "لكن ذلك لن يتحقق إلا بالقضاء على الإرهابيين"، على حد قوله.

طعنة؟

ولا يبدو أن السعوديين على وفاق كامل مع الإمارات، خاصة في الانقلاب. ويمكن إرجاع ذلك لعدة أسباب، قد يكون من بينها أن الانقلاب بهذه الطريقة، فيه زيادة في إساءة سمعة السعودية في اليمن، وهي سمعة لا تحتمل المزيد مع الإدانات من كل مكان في العالم، لجرائم التحالف في البلاد.

ويبرز الغضب السعودي في تغريدة للإعلامي السعودي، منصور الخميس، قال فيها ردًا على ضاحي خلفان: "هناك مثل حجازي يقول: يبوسني في الزفة ويضربني في اللفة"، مضيفًا: "لا خلفان ولا عبدالله عبدالخالق يستطيعون الضحك علينا بأنهم مع التحالف. وسيتحملون نتيجة مايقومون به".

ويؤكد الأكاديمي اليمني، عبدالوهاب التويتي، على فرضية الصراع الصامت بين الإمارات والسعودية، محيلًا إلى أن الانقلاب في عدن كان مواجهة بين الإمارات والسعودية، لكن "مع الأسف بضحايا يمنيين".

واعتبر التويتي أن اليمن باتت "ساحة حرب لتصفية حسابات دول"، معددًا: "في الشمال إيران والسعودية. وفي الجنوب الإمارات والسعودية".

لكن ذلك لم ينس اليمنيين أن للسعودية يد تواطؤ فيما جرى ويجري في بلادهم. يقول المحامي والناشط الحقوقي اليمني، خالد الأنسي، ساخرًا: "لا تلوموا السعودية فقد كانت منشغلة برعاية ضيوف الرحمن أثناء إسقاط عدن، مثلما كانت منشغلة برعاية ضيوف الرحمن أثناء إسقاط صنعاء في 2014".

ونشر الأنسي مع تغريدته، صورة لتغريدة سابقة لضاحي خلفان، يبرر فيها صمت السعودية على سيطرة الحوثيين على صنعاء في 2014، بـ"انشغالها بالحجاج".

 

اقرأ/ي أيضًا:

وجه الإمارات المفضوح في اليمن.. حرب على الشرعية وحقوق الإنسان

مغامرة الإمارات في عدن.. إلى أين يتجه جنوب اليمن؟