07-أغسطس-2019

يحتاج اليمن أكثر من 100 مليار دولار لإعادة الإعمار (أ.ف.ب)

لم تتوقف الحرب في اليمن بل يستمر التصعيد يومًا بعد آخر، فلم تجد مأساة اليمنيين آذانًا صاغية، سواءً من أطراف الصراع أو الأمم المتحدة والدول الفاعلة في المنطقة.

خلال خمس سنوات من الحرب تراجع اليمن في المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، أكثر من 20 عامًا، بحسب مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

مأساة مكتملة الأركان تلك التي يعيشها اليمنيون: يفتقد السكان لوجبات الطعام البسيطة والمياه الصالحة  للشرب، مع تفشٍ للأمراض والأوبئة، ودمار في البنية التحتية، وزيادة معدلات الانتحار بسبب كل ما تشهده البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: جوع اليمنيين.. 10 ملايين ضحية ومساعدات دولية مبددة

"لا نجد ما نطعم أطفالنا سوى ما يجود به فاعلو الخير، أو ما تحصل عليه الأسرة من مساعدات الأمم المتحدة"،  تقول أم عبدالله (37 عامًا)، وهي تسكن دكانًا مع زوجها وأطفالهما الأربعة، في محافظة إب وسط اليمن.

الحرب في اليمن
الكارثة اليمنية هي الأسوأ في العالم

نزحت أم عبدالله مع أسرتها من الحديدة غرب اليمن، إلى محافظة إب. تقول لـ"الترا صوت" إن زوجها يبيع السواك، ولا يجني أكثر من 1500 ريال في اليمن (6 دولارات تقريبًا)، في حين تكلف أجرة الدكان 30 ألف ريال في الشهر، وما يتبقى لهم، لكل شيء آخر في الحياة: الطعام والشراب والعلاج واللبس، وغير ذلك.

اليمن إلى الوراء

تمثل حالة أم عبدالله نموذجًا لما آلت إليه أوضاع البلاد، فخلال خمس سنوات من الحرب تراجع اليمن في المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية، أكثر من 20 عامًا، بحسب أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

حديث شتاينر جاء خلال زيارة له استمرت خمسة أيام، شملت مدن: عدن وصنعاء والحديدة. وأكد شتاينر على أن وضع البلاد يجعلها ما تشهده "أسوأ أزمة إنسانية يعرفها العالم"، مشيرًا إلى 80% من السكان يعتمدون شكلًا من أشكال المساعدات الإنسانية.

وقال المسؤول الأممي، إن الحرب في اليمن "تسببت في مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، ناهيك عن توقف عجلة الاقتصاد في البلاد على نحو شبه كامل".

وأضاف: "الناس يتضورون جوعًا ويعانون كثيرًا، فمؤسساتهم ومدارسهم وإدارتهم المحلية انهارت، وبالنسبة للكثيرين منهم لم تعد الحياة كما كانوا يألفونها من قبل".

انقلاب الحياة رأسًا على عقب

ويؤكد حديث المسؤول الأممي ما سبق وأشار إليه مسؤولون أمميون آخرون بوصف ما يشهده اليمن باعتباره الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم. ورغم كل التأكيدات على خطورة الوضع في اليمن، لا يبدو أن ثمة بادرة لإيقاف الحرب أو التدخل لإنهائها.

تراجع اليمن 20 عامًا إلى الوراء، سيكلف لإعادة إعمارها ما لا يقل عن 100 مليار دولار أمريكي، بحسب ما جاء على لسان سالم الخنبشي، نائب رئيس الوزراء في حكومة عبدربه منصور هادي.

 

إنها الحرب التي قلبت الحياة في البلاد رأسًا على عقب، كما يقول الناشط عبدالرقيب القادري، مضيفًا: "ختى لو توفر المال لدى البعض، لن يستطيعوا الحصول على ما يريدون، فالكثير من البضائع غير متوفرة في السوق بسبب الحصار".

بات اليمن معتمدًا على الخارج لتوفير 90% من احتياجاته بالحدود الدنيا، وعلى رأسها الغذاء الذي يحتاج لـ14.8 مليار دولار سنويًا

وهكذا بات اليمن معتمدًا على الخارج لتوفير 90% من احتياجاته بالحدود الدنيا، وعلى رأسها الغذاء الذي يحتاج إلى 14.8 مليار دولار سنويًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حرب العطشى.. 15 مليون يمني يعانون من نقص مياه الشرب

مسؤول أممي: الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ منذ نصف قرن