26-مارس-2017

قوات من الأمن الجزائري في مواجهة تظاهرة عمالية (أ.ف.ب)

أثارت تصريحات الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائرية جمال ولد عباس جدلًا سياسيًا وإعلاميًا في الجزائر، حيث قال ولد عباس إن الحزب يدعم ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة وسادسة ورئيسًا مدى الحياة.

أثار الأمين العام للحزب الحاكم في الجزائر جدلًا بقوله الحزب يدعم ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة وسادسة ومدى الحياة

تصريحات أطلقها أمين الحزب العتيد في لقاء سياسي مع مرشحي الحزب في منطقة "المدية" غربي العاصمة الجزائرية تحضيرًا للانتخابات التشريعية المقررة في الرابع من آيار/مايو المقبل.

اقرأ/ي أيضًا: من أجل البرلمان.. "حرب الكراسي" تندلع في الجزائر

كما اعتبر ولد عباس في تصريحاته أمام كوادر حزب جبهة التحرير الوطني أن الانتخابات التشريعية المقبلة محطة أولى للانتخابات الرئاسية المنتظرة في 2019، قائلًا لكوادر الحزب: "في انتخابات 2019 الصح يبان، أي يظهر"، مجددًا بذلك دعم الحزب للرئيس بوتفليقة منذ اعتلائه كرسي رئاسة قصر المرادية بأعالي العاصمة الجزائرية في سنة 1999.

وبخصوص الانتخابات البرلمانية المقبلة، أكد ولد عباس أن "الجبهة لن تفوز فقط بالانتخابات ولكنها سيكتسحها"، أي أنه يتوقع فوز الحزب بالأغلبية البرلمانية، مع العلم أن الحزب فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في 2012 بـ 220 مقعدًا من مجموع 462 مقعدًا في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان الجزائري).

ويرى متتبعون للشأن السياسي في الجزائر، أن هذه التصريحات لا تتماشى مع مواد الدستور الجزائري الذي لا يتيح الترشح لأكثر من ولايتين رئاسيتين، بعد التعديلات التي أقرها الرئيس بوتفليقة في شهر شباط/فبراير 2016، كصيغة جديدة فيما يتعلق بالترشح للرئاسيات، والذي يبقي بهذا التعديل للرئيس الجزائري بوتفليقة إمكانية الترشح لولاية واحدة أخرى (وهي الخامسة في مجموع حكمه منذ 1999) في عام 2019 إذا رغب في ذلك.

تصريحات الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني لقيت استهجانًا كبيرًا في الساحة السياسية في الجزائر، واعتبرت من طرف المتتبعين "مزايدات سياسية" وهذا لكون الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة منذ الوعكة الصحية التي ألمت به في نيسان/أبريل 2013 لا يتيح له الترشح لولاية خامسة.

واعتبر الإعلامي مروان الوناس أن تصريح الأمين العام للحزب الحاكم في البلاد "نوع من العبث السياسي"، قائلًا لـ"ألترا صوت" إن كلام مسؤول الحزب العتيد "مبالغة كبيرة في التزلف" ولا يليق من رجل سياسي يدرك على الأقل أن الدستور يحدد الرئاسة بولايتين لا أكثر".

اقرأ/ي أيضًا: القوائم الانتخابية في الجزائر.. لمن يدفع أكثر

ومثل هذه التصريحات من قيادة الحزب، بحسب المتابع للشأن السياسي في الجزائر الأستاذ في العلوم السياسية فؤاد بوسبتة هي "محاولة منه لتأكيد ولائه للرئيس بوتفليقة"، خاصة في ظل تجدد الخلافات الداخلية داخل حزب جبهة التحرير الوطني وبدء تجمع كوادر وقيادات الحزب المطالبة بإقالة ولد عباس من قيادة الحزب، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات التشريعية.

التصريحات الدائمة "المبايعة" للرئيس بوتفليقة دليل على وجود فراغ سياسي في البلاد وعدم وجود رؤية وانعدام الثقة في المؤسسات الدستورية 

وأضاف بوسبتة في تصريح لـ"ألترا صوت" أن هذه التصريحات تكرس مزيدًا من الغموض الذي يكتنف الوضع السياسي للجزائر، وتؤكد غياب مؤشرات مخارج واضحة للانسداد السياسي الذي تعيشه الجزائر والإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية مع تفاقم ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة المعيشية عمومًا واحتجاجات عمالية وطلابية في عديد المناطق.

اللافت، أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤولون سياسيون جزائريون ورؤساء أحزاب، دعواتهم موالية للرئيس بوتفليقة الترشح لمدة خامسة، فقد صرح بمثل ذلك من قبل رئيس أمل تجمع الجزائر عمار غول ورئيس التجمع الجمهوري بلقاسم ساحلي، ورئيس الحركة الشعبية عمارة بن يونس، والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحي، وهي أحزاب موالية وتتشبث في كل مناسبة بتنفيذ برنامج الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، لكن في قراءة أخرى لأحزاب المعارضة السياسية في الجزائر فإن هذه التصريحات "المبايعة" دليل على وجود فراغ سياسي في البلاد وعدم وجود رؤية وانعدام الثقة في كون المؤسسات الدستورية هي من ستحدد مستقبل البلاد.

اقرأ/ي أيضًا: 

المال السياسي بعبع الانتخابات البرلمانية الجزائرية