11-فبراير-2023
زلزال تركيا 2023

أصبح الناس في تركيا وسوريا وأصواتهم خامدة بعد الزلزال المدمّر (Getty)

في فجر الإثنين الماضي،  أصبح عشرات الآلاف من البشر  خلال ثوان معدودة وأصواتهم خامدة ومنازلهم هامدة. ومع دخول اليوم الخامس بعد الزلازل، بدأت المساعدات تتدفق على تركيا، كما بدأت آثار الكارثة تتكشّف للعيان على نحو أشد وضوحًا وأكثر صدمة. فقد قضى في زلزال الإثنين المزدوج أكثر من 23 ألف إنسان، وأجلي عن المناطق المنكوبة عشرات الآلاف الآخرين.

في يوم أمس الجمعة، سعى الأتراك والسوريون إلى ما تبقى من الجوامع وأماكن الصلاة، لإقامة صلوات الجنازة وصلاة الغائب على من فقدوا حياتهم تحت الركام

وفي يوم أمس الجمعة، سعى الأتراك والسوريون إلى ما تبقى من الجوامع وأماكن الصلاة، لإقامة صلوات الجنازة وصلاة الغائب على من فقدوا حياتهم تحت الركام. 

زلزال تركيا 2023

في الأثناء، لم يفقد العديد من الأهالي ورجال الإنقاذ الأمل في العثور على خيطٍ من الحياة هنا أو هناك، في المحافظات التركية العشرة المنكوبة، أو في سوريا وشمالها الذي تضاعفت نكبته وتجددت بتأخر المساعدات والإغاثة لأربعة أيام كاملة بعد الهزات العنيفة. فما يزال عمال الإنقاذ يعثرون على أحياء تحت حطام المباني رغم انقضاء أكثر من 100 ساعة على وقوع الزلزالين الرئيسيين يوم الإثنين. فليلة أمس جرى  إنقاذ امرأة تبلغ من العمر 57 عامًا من تحت الأنقاض في أديمان، بعد 113 ساعة من تهدّم البناء فوق رؤوس ساكنيه. 

زلزال تركيا 2023

وقبلها بخمس ساعات، أنقذ رجال الإنقاذ رضيعًا وشقيقه البالغ من العمر 7 سنوات في كهرمان مرعش، كما ذكرت وكالة الأناضول إنقاذ امرأة ثلاثينية في هاتاي، ثم أظهر مقطع فيديو من أحد الموقع لحظة إنقاذ امرأة تبلغ من العمر 32 عامًا وابنها البالغ من العمر 10 أعوام، بعد 101 ساعة من وقوع الواقعة التي محقت مدنًا بأكملها وسوّتها بالأرض. أما فجر اليوم السبت، فقد نشرت وكالة الأناضول مجددًا مقطعًأ وصف بالمعجزة، إذ تم إنقاذ سيدة تبلغ من العمر سبعين عامًا، بعد 122 ساعة على الزلزال. 

التعاطف مع الضحايا بدا عالميًا في نطاقه، عبر حملات تبرع وإغاثة في مختلف دول العالم، ولاسيما في العالم العربي والإسلامي، حيث جمعت مئات الملايين من الدولارات لصالح المنكوبين. كما عقدت صلاة الغائب على من قضوا في الكارثة في العديد من البلاد العربية، كان أبرزها فلسطين، حيث صلى المسلمون في الأقصى صلاة الغائب، إضافة إلى السعودية والأردن وقطر وماليزيا وباكستان وإندونيسيا والكويت والجزائر وموريتانيا وسواها، حيث دعا الأئمة والخطباء إلى التبرع بعد الصلاة في صناديق خصص ريعها للضحايا وإغاثتهم، كما انطلقت دعوات شعبية ورسمية لجمع التبرعات العينية من الأغذية والملابس والأدوية والبطانيات.

التعاطف مع الضحايا بدا عالميًا في نطاقه، عبر حملات تبرع وإغاثة في مختلف دول العالم 

بحسب الأرقام الرسمية التركية الأخيرة، اقترب عدد القتلى في تركيا وحدها من 20,000 شخص، لتتجاوز حصيلة الضحايا عدد من قضوا في زلزال إزميت المدمّر عام 1999، والذي ظل محفورًا في الذاكرة الجماعية للأمّة التركية على مدى عقود طويلة، وكانت له تبعات اجتماعية وسياسيةواقتصادية عميقة في تركيا. أما في سوريا، فبلغ مجموع عدد القتلى في عموم البلاد زهاء 3384, وهو ما يجعل إجمالي من قضى نحبه منذ يوم الإثنين في كلا البلدين حوالي 24,000 قتيل وقتيلة.