10-فبراير-2023
getty

يحتاج الشمال السوري إلى فتح المزيد من المعابر من أجل استكمال عمليات الإنقاذ (Getty)

يصل عدد المعابر التي تقع في الشمال السوري إلى نحو 11 معبرًا رسميًا، سبعة معابر منها معابر حدودية تربط شمال سوريا في تركيا، بالإضافة إلى معابر أخرى، تتصل مع مناطق النظام السوري أو مع مناطق قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

يصل عدد المعابر التي تقع في الشمال السوري إلى نحو 11 معبرًا رسميًا، سبعة معابر منها معابر حدودية تربط شمال سوريا في تركيا

ويُعد معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا أهم المعابر، حيث يعتبر المعبر الوحيد المعترف به دوليًا، خلال العام الماضي، ومنه تعبر المساعدات الدولية إلى الشمال السوري، وهو المعبر الوحيد الذي استمر في العمل.

تمثل معابر الشمال السوري، شريان الحياة للمنطقة، فهي الوحيدة التي تربطه بالعالم عبر تركيا، وتتكاثف أهميتها مع الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، فجر الإثنين، وسط انتظار مساعدات إنسانية لمدة ثلاثة أيام. 

Earthquake Hits Turkey And Syria

وبفعل النداءات المتكررة بفتح كل المعابر لإدخال المساعدات الضرورية للمناطق المكنوبة بفعل الزلزال،سمحت تركيا "بإدخال المساعدات من معبري باب السلامة والراعي، بالإضافة إلى معبر باب الهوى، لإغاثة المتضررين من الزلزال في شمال سوريا" حسب رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة بدر جاموس الذي قال إنه: "بعد التواصل المستمر مع الحكومة التركية تم السماح بإدخال المساعدات من معبر باب السلامة والراعي بالإضافة لباب الهوى المدخل الرئيسي".

باب الهوى.. المعبر المفتوح والأهم

لا يعد معبر باب الهوى، المعبر الأكبر بين الشمال السوري وتركيا، ولكن أهميته تنبع من كونه الأكثر فعالية، كونه المعبر الوحيد المعترف به دوليًا خلال العام الماضي.

وباب الهوى هو معبر حدودي يقع في شمالي غربي سوريا ضمن محافظة إدلب، ويبعد عن إدلب المدينة ما يقارب 33 كيلومترًا، ويقابله في الجانب التركي معبر "جيلفا جوزو" التابع لولاية هاتاي التركية.

 ويعد معبر باب الهوى الطريق البري الأساسي، الذي يربط سوريا ومعها الخليج العربي والأردن في أوروبا، وهو من بين تسعة معابر تربط سوريا في تركيا، ومن ضمن أربعة معابر، تسيطر عليها المعارضة السورية.

والمعبر هو حلقة على الطريق الدولي السوري M45 وعلى الطريق الرئيسي التركي D827 بين مدينتي اسكندرون وحلب، أقرب مدينة على الجانب التركي من الحدود هي ريحانلي في محافظة هاتاي، وأقرب المدن على الجانب السوري هي الدانا و‌الأتارب.

وفي منتصف عام 2012 تمكن الجيش السوري الحر من انتزاع السيطرة على المعبر من قوات النظام السوري. عقب النزاعات على المعبر، تم الاتفاق على تحييد المعبر وتسليمه لإدارة مدنية، ويعتمد أكثر من أربعة ملايين سوري على معبر باب الهوى للحصول على الغذاء والرعاية الصحية.

ويقوم المعبر بتنظيم تدفّق التجارة من الجانب التركي إلى السوري وبالعكس إلى جانب حركة الأفراد، ويعمل فيه 450 موظّفًا (حتى عام 2017).

كيف وصلنا إلى معبر وحيد مفتوح؟

وفي عام 2014 اعتمد مجلس الأمن آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى الشمال السوري والمناطق الخارجية عن سيطرة النظام السوري من قبل الأمم المتحدة، وبناءً على هذه الآلية كان يتم نقل المساعدات عبر أربعة معابر حدودية هي: الرمثا (من الأردن إلى جنوب سورية)، واليعربية (من العراق إلى شمال شرق سورية)، وباب الهوى وباب السلامة (من تركيا إلى شمال غرب سورية).

في الوقت نفسه، استمرت باقي المعابر مع تركيا بالعمل، بشكلٍ متقطع، وذلك يعود لخلافات مع السلطات التركية، أو تعطيل مرتبط أمور لوجستية أو تنسيقية.

ومع الوقت، توقف عمل عدة معابر نتيجة سيطرة النظام على بعضها، والضغط الروسي لإيقاف عملها، والذي نجح في إيقاف عمل ثلاثة معابر، وبقي معبر باب الهوى باعتبار المنفذ الحدودي الوحيد المعترف به دوليًا.

طوال العام الماضي، عملت روسيا على إيقاف عملية دخول المساعدات عبر معبر باب الهوى في محاولة لتعطيله على مدار العام الماضي ومطلع العام الحالي، دون أن تنجح في ذلك، وهي ضمن تصورها لإيقاف آلية المساعدات عبر الحدود لصالح المساعدات عبر الخطوط، أي من داخل مناطق سيطرة النظام السوري.

Earthquake Hits Turkey And Syria

أهمية معبر باب الهوى، تأتي نتيجة مرور من 600 إلى 800 شاحنة محملة  بمساعدات إنسانية  مقدمة من منظمات دولية شهريًا عبره من تركيا إلى إدلب. كان معبر باب الهوى وآلية المساعدات عبر الحدود، مركز النقاشات في مجلس الأمن منتصف العام الماضي ومطلع العام الحالي، وذلك مع التوجه إلى تمديد الآلية. لم تنجح روسيا في إيقاف عمل آلية المساعدات أو معبر باب الهوى، ولكنها نجحت في تخفيض مدة تمديد الآلية لمدة 6 أشهر بدلًا من عام

مع وقوع الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا، عاد الحديث عن معبر باب الهوى من جديد، وسط مطالبات بفتح المزيد من المعابر من أجل إدخال المساعدات إلى الشمال السوري المنكوب، وطالبت عدة منظمات إنسانية ودول بالعمل على فتح المزيد من المعابر من أجل ضمان تدفق المساعدات، مع الإشارة إلى أن معبر باب الهوى لا يكفي لإيصال المساعدات.

أهمية معبر باب الهوى، تأتي نتيجة مرور من 600 إلى 800 شاحنة محملة  بمساعدات إنسانية  مقدمة من منظمات دولية شهريًا

ويعد معبر باب السلامة الأكبر والأكثر أهمية، ولكن إغلاق المعابر بين الشمال السوري وتركيا، عملية تكررت على مدار سنوات خلال العقد الماضي، ما بين الخلافات التركية مع إدارة المعابر، أو على بسبب قضايا "أمنية". لكن أهمية معبر باب الهوى، تنبع من كونه أصبح وجهة الدول والمؤسسات الدولية، من أجل إرسال المساعدات إلى سوريا، وذلك لكونه معبرًا يتم تشغليه بناءً على آلية المساعدات عبر الحدود وبقرار من مجلس الأمن الدولي. ويظهر جليًا حاجة الشمال السوري، إلى فتح المزيد من المعابر، من أجل إنقاذ السوريين هناك، في المنطقة التي تتوالى فيها الكوارث.