16-يونيو-2023
يتقدم الجنود الأوكرانيون على الأرض وسط توقعات بمعارك عنيفة على الأرض (GETTY)

يتقدم الجيش الأوكراني على الأرض وسط توقعات بمعارك عنيفة (GETTY)

أعلن الجيش الأوكراني عن تحقيقه المزيد من لتقدم خلاله هجومه المضاد المستمر، وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية الجنرال أوليكسي هروموف، في إفادة صحفية، أن قوات بلاده استعادت السيطرة على أراضٍ تجاوزت مساحتها 100 كلم مربع.

يستمر الجيش الأوكراني في تحقيق مكاسب على الأرض، من خلال هجومه المضاد

وأكد القائد العسكري الأوكراني، بأنه في المراحل الأولى من الهجوم المضاد، تم تحرير 7 تجمعات سكنية في دونيتسك بشرق البلاد، وفي زاباروجيا بالجنوب.

وأشارت مصادر عسكرية أوكرانية إلى أن الجيش الأوكراني أصبح على بعد 3 كم من بلدة مالا توكماتشكا في مقاطعة زاباروجيا، وعلى مسافة تصل إلى 7 كم من بلدة في جنوب فيليكا نوفوسيلكا في مقاطعة دونيتسك.

هجوم مع وصول وفد السلام الأفريقي

وسمعت صافرات الإنذار في العاصمة كييف، مع وصول رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إلى العاصمة كجزء من وفد سلام من المتوقع أن يزور موسكو أيضًا، وسط الإشارة إلى إطلاق صواريخ روسية من البحر الأسود تجاه كييف.

وعلق مسؤول مكتب الرئيس الأوكراني إندريه يرماك، على القصف الروسي، بالقول: "يريد بوتين أن يثبت أنه على استعداد لتجاهل سلامة القادة الأجانب، فهو في الواقع لا يهتم لأنه يشعر بالإفلات التام من العقاب. ويمكن لأي شخص أن يكون مكان زعماء الدول الأفريقية".

وصل الرئيس الجنوب الأفريقي سيريل رامافوزا، اليوم الجمعة، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، وذلك ضمن سعيه لطرح مبادرة سلاح من قارة أفريقيا.

وقالت رئاسة جنوب أفريقيا على تويتر، إن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا وصل إلى أوكرانيا يوم الجمعة في إطار مهمة سلام أفريقية.

زكي وزكية الصناعي

ومن المتوقع أن يلتقي رامافوزا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة ثم يسافر إلى روسيا لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبرج، يوم السبت.

ونشرت رئاسة جنوب أفريقيا لقطات لرامافوزا، خلال وصوله بالقطار إلى منطقة بوتشا بالقرب من كييف بعد السفر عبر بولندا.

ويرأس الرئيس الجنوب الأفريقي، وفدًا يضم رئيس السنغال ماكي سال، وقادة من زامبيا وجزر القمر ورئيس الوزراء المصري.

وبحسب وثيقة إطارية للبعثة، فإنها تقترح القيام في "إجراءات بناء الثقة" من خلال الجهود الأولية للوساطة.

وتنص الوثيقة الإطارية، التي كشفتها "رويترز"، على أن هدف البعثة هو "تعزيز أهمية السلام وتشجيع الأطراف على الموافقة على عملية مفاوضات تقودها الدبلوماسية".

وقالت الوثيقة إن "الصراع وكذلك العقوبات التي فرضت على روسيا، كان لها تأثير سلبي على الاقتصادات الأفريقية وسبل العيش".

وتسرد الوثيقة عددًا من الإجراءات التي يمكن أن يقترحها القادة الأفارقة كجزء من المرحلة الأولى لمشاركتهم مع الأطراف المتحاربة.

وأشارت إلى أن هذه الإجراءات قد تشمل انسحاب القوات الروسية، وإزالة الأسلحة النووية التكتيكية من بيلاروسيا، وتعليق تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية التي تستهدف بوتين، وتخفيف العقوبات.

بودكاست مسموعة

وجاء في الوثيقة أن "الإجراءات المذكورة أعلاه يجب أن تهدف إلى تسهيل خلق بيئة مواتية لوقف إطلاق النار، وهذا سيسمح للأطراف ببناء الثقة والنظر في صياغة استراتيجياتهم لاستعادة السلام".

الهجوم في بدايته

وقالت وكالة "رويترز"، إن الهجوم الأوكراني المضاد، في مراحله الأولى، مع وجود عشرات الآلاف من القوات الأوكرانية المدربة حديثًا، ومئات المركبات المدرعة الغربية التي لم تشارك بالقتال حتى الآن.

وبحسب تقديرات عسكرية، فإن المعارك الحاسمة لم تبدأ بعد. لكن، الخطر بالنسبة لكييف، هو استنزاف القوات الأوكرانية قبل وصولها إلى خطوط الدفاع الروسية، مما يصعب اختراقها، حيث قامت روسيا بإعداد آلاف المواقع الدفاعية، بما في ذلك حقول الألغام، والخنادق المضادة للدبابات، وصفوف من الحواجز الخرسانية.

في المقابل، أشارت رويترز إلى أن المشاهد القادمة من هناك تؤكد على ضراوة القتال المندلع، واستشهدت بمقاطع مصورة  لجثث جنود روس، وعربات عسكرية محترقة، منتشرة على طول الطريق المؤدي إلى بلدة ستوروغيف الأوكرانية المحررة حديثًا.

وقال جنود من الجيش الأوكراني للوكالة، إن "نحو 50 جنديًا روسيًا قتلوا في عملية تطهير، وأسر 4". فيما لم تتمكن الوكالة التحقق من عدد القتلى الروس رغم أن الجثث ما زالت متناثرة عبر الطريق وفي الحقول المجاورة، وفق قولها.

 مدفع ذاتي الدفع من طراز هاوتزر على جبهات القتال في دونيتسك

تمكنت مجموعة صحفية من وكالة "رويترز"، الوصول إلى قرية نيسكوشن الأوكرانية التي تم تحريرها يوم الثلاثاء، مؤكدين أن القوات الأوكرانية تتقدم في المرحلة الأولى من هجومها المضاد ضد الجيش الروسي.

وقدمت "رويترز" أول تأكيد مستقل للتقدم الأوكراني، حيث وصل فريق من مراسليها  إلى بلدة نيسكوشن المدمرة في جنوب شرق أوكرانيا، بعد أيام من إعلان كييف أن قواتها طردت القوات الروسية من البلدة، إلا أن روسيا لم تعترف رسميًا بفقدان نيسكوشن، وعدة بلدات أخرى.

ونقل مراسل "رويترز" الأجواء داخل البلدة، قائلًا: "لا يوجد مبنى غير مضرر، ولم يكن من الممكن رؤية أي شخص في نيسكوشن، التي كان عدد سكانها بالمئات قبل الغزو الروسي في شباط/ فبراير 2022".

محاولات لاختراق جبهة باخموت

على الجانب الروسي، أعلن زعيم الانفصاليين بمقاطعة دونيتسك دينيس بوشيلين، صباح الجمعة، أن القوات الأوكرانية تحاول اختراق الدفاعات في أطراف باخموت، وعرقلة تقدم الوحدات الروسية.

وقال بوشيلين في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية: "يبذل العدو إجراءات استثنائية لكسر دفاعاتنا في أرتيوموفسك [الاسم الروسي لباخموت]، وعدم السماح لنا بتنفيذ عمليات هجومية تالية، لكن من جانبنا نحن على استعداد بشكل أفضل ويتم التنسيق بشكل أفضل بين الوحدات الموجودة في تلك الاتجاهات".

كتيبة أحمد إلى بيلغورود

وقال رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، أمس الخميس، إنّ مقاتلين من الشيشان انتشروا في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا لمنع هجمات ما وصفهم بـ"جماعات التخريب الأوكرانية".

وأكد قديروف، إن مقاتلين من كتيبة "زاباد-أخمات" انتشروا بالقرب من قرية نيخوتيفكا الحدودية، ونقطة تفتيش في منطقة غريفورون، التي شهدت هجومًا عبر الحدود في أيار/ مايو الماضي.

وأضاف حاكم الشيشان أن القوات سوف تعمل بالتنسيق مع حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف، ووزارة الدفاع الروسية، وهيئة الأمن الروسية الفدرالية "FSB"، والحرس الوطني من خلال نائب مجلس الدوما آدم ديليمخانوف، ورئيس مديرية وزارة الداخلية لمنطقة كورتشالويفسكي في الشيشان رستم أغويف.

وفي وقتٍ سابقٍ، وقعت كتيبة "أحمد" الشيشانية عقدًا مع وزارة الدفاع الروسية للمشاركة في الحرب بأوكرانيا تحت لواء الجيش الروسي رسميًا.

وتشهد منطقة بيلغورود الحدودية، منذ الشهر الماضي، سلسلة من عمليات التوغل للحدود من قبل جماعات روسية معارضة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جهتها، نشرت وكالة "ريا نوفوستي" صورًا لعتاد عسكري قالت إنه لمن وصفتهم بـ"المخربين الأوكرانيين داخل بيلغورود الروسية".

وأظهرت الصور عربات عسكرية مدمرة، قالت الوكالة، إنها تابعة للقوات الأوكرانية التي حاولت دخول أراضي بيلغورود الروسية.

علم أوكراني فوق بناء مدمر في بلدة نيسكوشن

هجمات متبادلة بالمُسيّرات والصواريخ

من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الروسية في القرم إسقاط 9 مسيّرات أوكرانية فوق شبه الجزيرة. كما نقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع، قولها: إن "القوات الروسية نجحت في قصف منشآت تصنيع طائرات مسيّرة في أوكرانيا باستخدام أسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى".

في المقابل، قالت هيئة الدفاع الجوي في كييف، إن الأراضي الأوكرانية تعرضت لهجمات بصواريخ كروز وطائرات مُسيّرة، الخميس، وبحسب السلطات الأوكرانية، فإن المناطق الصناعية في منطقة دنيبروبيتروفسك تعرضت لهجوم بـ3 صواريخ كروز، وأضافت أن "الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت أكثر من 20 طائرة مُسيّرة، 13 منها فوق أوديسا على البحر الأسود".

وأفاد سلاح الجوالأوكراني أن قوات الدفاع الجوي دمرت ليلاً طائرتين بدون طيار من طراز "شاهد" فوق منطقة ميكولايف.

كما أشار الجيش الأوكراني، إلى الجيش الروسي قصف بالمدفعية مبان سكنية في نوفوبيريسلاف في منطقة خيرسون، مما أسفر عن مقتل زوجين.

دعم عسكري مستمر

من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الخميس، أنّ أوكرانيا لا تزال لديها القدرة والقوة النارية الكافية على تنفيذ هجومها المضاد، رغم خسائرها الأولية.

وقال خلال مؤتمر صحافي بحضور وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، بعد اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في مقر حلف شمال الأطلسي "ناتو"، إن الخسائر متوقعة على الجانبين، وأضاف "لا يمكن التنبؤ بالحرب، وسنواصل تزويد أوكرانيا بما تحتاج إليه للنجاح".

وفي هذا الإطار، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، بأن كندا تعهدت بتوفير 500 مليون دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا، من بينها صواريخ أرض جو، وأضاف أن "أهم أولوياتنا حاليًا هي توفير احتياجات أوكرانيا من منظومات الدفاع الجوي"، مشيرًا إلى أن بلاده "وفرت تدريبًا مميزًا، وقدرات كبيرة للجيش الأوكراني في حربه ضد روسيا".

كما نقلت وكالة "رويترز" عن وزير الدفاع الألماني، قوله: "سنؤمن 64 صاروخًا إضافيًا من طراز باتريوت لأوكرانيا".

بدورها، قالت وزارة الدفاع النرويجية في بيان، أمس الخميس، إن 'النرويج والدانمارك اتفقتا على التبرع بـ9 آلاف قذيفة مدفعية إضافية لأوكرانيا"، وأضافت الوزارة أن 'النرويج ستوفر القذائف، بينما ستتبرع الدانمارك بالصمامات والشحنات الدافعة". وستتبرع النرويج أيضًا بـ7 آلاف قذيفة من مخزونها الخاص، والتي تم إرسالها بالفعل إلى أوكرانيا، بحسب الوزارة.

من جانبه، كشف الأمين العام للناتو أن الطيارين الأوكرانيين يتم تدريبهم على قيادة طائرات إف -16، ورغم عدم التوافق على إرسال الطائرات الحربية إلى كييف، إلّا أن ينس ستولتنبرغ قال إن تدريب الجنود الأوكرانيين جارٍ.

وزير الدفاع الأمريكي ونظيره الأوكراني خلال اجتماع بمقر حلف الناتو

شروط روسية لحل الأزمة الاوكرانية

قدمت روسيا رؤيتها لحل الأزمة الأوكرانية، والظروف التي يمكن فيها أن تستخدم فيها سلاحها النووي، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "استخدام السلاح النووي من قبل روسيا ممكن فقط لأغراض دفاعية".

قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "استخدام السلاح النووي من قبل روسيا ممكن فقط لأغراض دفاعية"

وخلال مؤتمر صحفي، كشفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية عن شروط موسكو لتسوية الوضع بأوكرانيا، قائلةً: إن "تسوية الأزمة في أوكرانيا سيكون بعودتها إلى وضعية الحياد، وتأكيد وضعها غير النووي، والاعتراف بالمناطق الجديدة وفق الحقائق الراهنة، وضمان كييف للحقوق الأساسية لمواطنيها والسكان الناطقين باللغة الروسية وممثلي الأقليات بما في ذلك منح اللغة الروسية وضعًا رسميًا"، بالإضافة لـ"وقف الأعمال القتالية، ووقف الدول الغربية مد كييف بالأسلحة".