08-فبراير-2021

لوحة لـ محمد بن لامين/ ليبيا

حدق جيدًا في الأفق

لن ترى سوى السراب هناك 

لن ترى في البلاد الحقيرة سوى الموت

لن ترى شعر الفتاة المستحيل

ولن تسمع أغنية في المساء

ستظل تدور بك الأرض مثل الرحى

تطحنك الأيام القاسية بمصائبها

سوف تبقى:

الجائع

المريض

الوحيد 

المذبوح بالهم إلى آخر قطرة دم فيك

ستظل تنزف مثل النهر المسكوب

على وجه البلاد الملطخ بالدماء

وسوف تنتظر حتفك

وتحلم بالموت كأنه طوق نجاة 

أنت لا تعرف طعم السَكِينَةِ

لن تغفو في كنف امرأة

تدفئُ بها أيامك الثقال

ولن تشرب كأس الخمر الكثيفة

تحت ظلال الأشجار   

ولن تتطوح منتشيًا في الشوارع

مثل الأوراق المفعمة برياح الصباح

التي تدفعك عاليًا نحو السماء..

حتى المنازل صارت مثل الكهوف

تأوي إليها وتنام في قلب الظلام

والشموع تموت في عَتمَة مواظبة 

حتى الشوارع صارت متاهةً

وأنت طفلٌ ضائعٌ بين لفائف الحياة

تنادي أريد الرجوع..

هل حدقت جيدًا

وهل تعرفت على شكلك القديم 

في مرآة الضياع 

انظر إلى الرجل المقتول فيها

فإن المرآة لا تنكر وجه من تطابقه الآلام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عينُ الغبار

نزيف الذاكرة