طيفُك خلفَ البابَ يوشوشُني:
"يا أنايَ اقتربي
انتعي النسيانَ، واتّبعيني
أنا وهنٌ في بعدك،
ووصلُك ترياقُ سمومي".
أرتجلُ عن صهوة قلبي
فألجمُ السمعَ عن حواسي
أثبّتُ حدواتِها باللامبالاة
أحنّط ملامحَك الدقيقةَ على هيئة قصيدةٍ؛
لأتبارزَ ضدّ خيولِ الذاكرةِ.
شيطانُ حبِّك أستعيذُه كتابةً
تتخمُ حجرتي بأوراق ممزّقة
مكوّرةٍ على صرير الأبجديةِ.
تسيلُ ملامحي على الورق، تتعرّقُ يداي
وكأن داحوسًا تبرعمَ بينَ أظافري
يلوي عنقَ الكلماتِ... وعنقي
أتداعى سطرًا سطرًا
أتلثلثُ بينَ الخطوطِ
يتعثّرُ القلمُ، أنحني لرفعه
تصطدمُ جبهتي بقرميد الخيبات
وتنزفُ الذاكرة؛
لتتلطّخَ الروحُ بلزوجة الكبرياء...
أتهاوى بينَ مثقلةِ الحنينِ، ولا أحدَ يسلو عني
أتذكّرُ كم من السقوط عانيْتُ مرارًا!
كم للقياك قدّمْتُ نذرًا!
لأستقيمَ عجالًا وألتفتَ حولي بذعر
أتحسّسُ جراحي المقدّدةَ
أنتحبُ حتى الصباح
تتعربدُ نكهةُ الخذلانِ شفتاي تجرُّني النزعة.
كم كنْتُ يا أناي أمضي إليك كلَّ مساء!
والسؤالُ يرتجفُ في فمي عنك
بقير أدمعي أعربدُ الطريقَ الثلمَ من خطى حنيني.
وأنت يا خطيئتي الأبدية
بقيْتَ برمادي تنفخُ متعاليًا
تشرعُ بابَك يومًا، وتوصدُه شهورًا
أرجو وصلَك، مُدلفةً تحتَ إبطِ شرقيتك
فيا شجرةَ التوتِ الشهيةِ
أنا كنْتُ أوراقَك المصفرّةَ
والخريفُ فرضياتٌ واهيةٌ
مزّقْتُ صورَ إثمِ ملامحِك ذاتَ صباح وأشرعْتُ النافذةَ؛
لتحملَك عني بساطٌ للرياح
لكن السماءَ كانَتْ بالغيوم حُبْلى، خشيْتُ عليك من البلل
وثغاءُ مولودِها المقمّطِ على الشبابيك أدمى قراري
أودعْتُك بصناديق قلبي المبحوحةِ اشتياقًا
تصاولْنا عمرًا في معترك البقاء
كانَتِ المعاركُ بينَنا سجالًا
سيفي كان الحبُّ، وسيفُك الخيانة.
اقرأ/ي أيضًا: