31-مارس-2023
getty

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية عدة حالات ترشح للانتخابات الرئاسية من السجن، لكنها لم تكن لرئيس سابق أو مرشح بارز (Getty)

أصبح دونالد ترامب أول رئيس سابق للولايات المتحدة يواجه اتهامات جنائية، وهي لائحة اتهام تأتي بعد عدة أشهر من إعلان الرئيس الأمريكي السابق عن ترشحه من جديد لإعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية 2024. 

ومع الأخبار الأولى عن توجيه اتهامات بحق ترامب، تحدثت مصادر عدة عن انعكاس ذلك على السباق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما يشي بفترة حافلة بالأحداث، مع سؤال حاضر "هل يمكن لترامب الترشح للانتخابات بعد إدانته؟"، أمّا عن إمكانية حدوث الانتخابات وهو في السجن، فهذا افتراض بعيد حتى الآن ويحتاج إلى وقت طويل، ويمكن أن يصدر الحكم على ترامب في هذه القضية بدون سجن. 

ستنعكس الإدانة بشكلٍ كبير على السباق الانتخابي في الولايات المتحدة خلال الأشهر المقبلة

وتجيب صحيفة الواشنطن بوست، بالقول إن الاتهامات لا تمنع ترامب من الترشح للرئاسة، وحتى الإدانة المحتملة لن تؤدي إلى استبعاد ترشيحه للبيت الأبيض، وذلك نقلًا عن أستاذة الحقوق في جامعة نيويورك آنا جي كومينسكي. وأوضحت كومينسكي: "لا توجد في الواقع الكثير من المتطلبات الدستورية للترشح للرئاسة، لا يوجد حظر صريح في الدستور فيما يتعلق بوجود لائحة اتهام معلقة أو حتى الإدانة".

كما يشرح أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة فرجينيا سايكريشنا براكاش، أن الدستور لا يحتوي على بنود تستبعد أي مرشح يسعى إلى الرئاسة إذا كان متهمًا أو في السجن".

أصوات من تحت الركام

وقالت سي إن إن نقلًا عن أستاذ القانون بجامعة كاليفورنيا ريتشارد هاسن إن "لا شيء يمنع ترامب من الترشح أثناء إدانته"، موضحًا أن الدستور يتطلب ثلاثة نقاط، وهي أن يكون المرشح من مواليد الولايات المتحدة، وأن يصل سنه إلى 35 عامًا على الأقل، أو أن يكون مقيمًا في الولايات المتحدة لمدة 14 عامًا على الأقل. ومنع الترشح للانتخابات في الولايات المتحدة، يتعلق فقط بالاستمرار لأكثر من دورتين في الانتخابات الرئاسية، أو الإدانة بالتمرد في الولايات المتحدة.

getty

وبحسب الواشنطن بوست، فإن لائحة الاتهام والإجراءات القانونية اللاحقة قد تؤثر على ترشيح ترامب بطرق إيجابية وسلبية. وقال بعض مستشاريه إن الجدل القانوني يمثل أرضيةً مواتيةً لترامب إن عاد إلى مركز الاهتمام باعتباره الشخصية المهيمنة في حزبه، حيث خرج عدد من منافسيه على ترشيح الحزب الجمهوري للدفاع عنه، فيما كان ترامب قبل أقل من شهر قد أعلن عن نية السلطات الأمريكية اعتقاله، وذلك في محاولات لحشد أنصاره حوله. أمّا الجوانب السلبية في الإدانة، بالنسبة لحملة الترامب الرئاسية، فهي متعلقة في إجراءات التنقل وعقد الحملات الانتخابية.

وفي السياق نفسه، تهدف حملة ترامب إلى وضع الملاحقة القضائية على أنها أحدث "مطاردة الساحرات"، واعتبارها حملةً مسيّسةً تستهدف ترامب، الذي حاول منذ البداية الإشارة إلى أن الاتهام مدفوع سياسيًا من قبل "ديمقراطيين يساريين راديكاليين"، كما قال حاكم ولاية فلوريدا إن تحقيق براغ تم تمويله من قبل رجل الأعمال الليبرالي جورج سوروس.

getty

انتخابات من السجن؟

ويشير الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة فيرجينيا دان أورتيز، حالات ترشح من داخل السجن، مقدمًا مثالًا على يوجين ديبس الذي ترشح للرئاسة أثناء وجوده خلف القضبان في سجن اتحادي في أتلانتا كمرشح للحزب الاشتراكي في عام 1920، وقد أدين دبس بانتهاك قانون التجسس على خلفية خطاب مناهض للحرب، وفاز بأكثر من 3% من الأصوات على الصعيد الوطني من داخل السجن. 

كما يقدم موقع cbsnews مثالًا آخر، على ليندون لاروش وهو مرشح هامشي تبنى نظريات المؤامرة حول كارثة اقتصادية، وترشح للرئاسة في كل الانتخابات بين عامي 1976 و2004. وقد أدين بتهمة الاحتيال الضريبي في عام 1988، لكن هذا لم يمنعه من إدارة حملته من السجن في عام 1992.

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية عدة حالات ترشح للانتخابات الرئاسية من السجن، لكنها لم تكن لرئيس سابق أو مرشح بارز 

ويواجه ترامب سياقًا متشابكًا من ناحية قانونية، ويخضع لثلاثة تحقيقات جنائية منفصلة، حيث يحقق المدعي العام في أتلانتا في جهود ترامب لإلغاء فوز بايدن عليه في ولاية جورجيا خلال انتخابات 2020. كما يدقق مستشار فيدرالي خاص في جهوده الكبيرة للتشبث بالسلطة التي بلغت ذروتها في أعمال الشغب في 6 كانون ثاني/ يناير، وكذلك يفحص تخزينه لوثائق سرية بعد ترك منصبه. وعلى عكس التحقيقات التي نشأت من الفترة التي قضاها في البيت الأبيض، فإن هذه القضية تدور حول قضية سبقت رئاسة ترامب.