31-مارس-2023
getty

ينوي بولسونارو استنمرار الانخراط في الحياة السياسية البرازيلية (Getty)

بعد مكوثه ثلاثة أشهر في الولايات المتحدة عقب هزيمته في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر عاد الرئيس البرازيلي السابق اليميني جايير بولوسونارو أمس الخميس إلى البرازيل، مؤكدًا عزمه خوض السياسة مجددًا ومتمسكًا بخطابه المحافظ ومعارضته للرئيس الجديد لولا دا سيلفا ومشروعه السياسي والاقتصادي، علمًا بأن بولسونارو ملاحق قضائيًا بعدة تهم قد تؤدي لسجنه وحرمانه من المنافسة في الانتخابات الرئاسية القادمة.

بعد مكوثه ثلاثة أشهر في الولايات المتحدة عقب هزيمته في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر عاد الرئيس البرازيلي السابق اليميني جايير بولوسونارو إلى البرازيل

وبحسب وكالة فرانس برس لم يستطع بولسونارو فور وصوله المطار من  إلقاء التحية على 200 من أنصاره الذين كانوا ينتظرونه في المطار، وذلك بسبب البروتوكول الأمني الصارم الذي وضعته السلطات بعد وصوله من فلوريدا قبيل الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت العالمي.

وكرسالة على العودة السياسية ولعب دور المعارض الأبرز توجه بولسونارو مباشرة إلى مكاتب الحزب الليبرالي الذي ترشح تحت رايته للانتخابات الرئاسية بحسب الصور التي بثتها "سي إن إن البرازيل" لموكب السيارات الذي رافقه.

getty

وأعلن بولسونارو، نقلًا عن وكالة رويترز، في خطاب أمام قادة الحزب الليبرالي على مواقع التواصل الاجتماعي أن "من هم في السلطة حاليًا وليس لفترة طويلة لن يستطيعوا أن يفعلوا ما يشاؤون بمستقبل بلادنا"، وفق قوله، في إشارة إلى خصمه الرئيس الحالي لولا دا سيلفا.

وأردف بولسونارو قائلًا: "لدينا ما يقارب 20% من المقاعد في الكونغرس ولدينا حلفاء من أحزاب أخرى. نحن الأغلبية ونريد ما هو أفضل لبلدنا"، حسب زعمه.

وبعيد الخطاب "أطل بولسونارو من نافذة لتحية مناصريه الذين ارتدوا الأصفر والأخضر بحسب ألوان العلم البرازيلي قبل أن يخرج سريعا من المبنى لتحيتهم"، حسب رويترز.

getty

وكانت الشرطة العسكرية البرازيلية قد حشدت عددًا كبيرًا من عناصرها في المطار والشوارع المحاذية "خشية حصول اضطرابات بعدما نشر الحزب الليبرالي دعاية كثيفة على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن عودة الرئيس السابق"، وفقًا لفرانس برس.

يشار إلى أنّ بولسونارو وبعودته إلى البرازيل "يعرّض نفسه لملاحقات قضائية مع إمكان عدم تمكنه من الترشح مجددا واحتمال سجنه"، إلا أن عودته، من شأنها أن "تعقد المشهد السياسي لخلفه اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية".

وكان بولسونارو غادر البرازيل في 30 كانون الأول/ديسمبر حتى قبل انتهاء ولايته وقاطع مراسم تنصيب لولا في الأول من كانون الثاني/يناير، واصفا خسارته "بغير العادلة" ومشككًا في نتائج الانتخابات.

وعاد بولسونارو إلى البرازيل، في وقت يواجه فيه الرئيس لولا دا سيلفا مرحلة صعبة بعد أقل من ثلاثة أشهر من توليه مهامه، حسب فرانس برس.

فعلى الصعيد السياسي، "سيكون على لولا الآن أن يحكم مع معارضة منظمة، وذلك يُمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا" كما قال جايرو نيكولاو الخبير السياسي في مؤسسة جيتوليو فارغاس لوكالة فرانس برس.

getty

المتابعة القضائية

ويخضع الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو للتحقيق في خمسة قضايا أمام المحكمة العليا، ومن شأن إدانته في أي منها أن تقوده مباشرة إلى السجن. 

وتزامنت عودته الحالية مع تزايد الجدل في البرازيل "حول مجوهرات بقيمة 3,2 ملايين دولار تلقاها من السعودية وقد يكون حاول إدخالها بشكلٍ غير شرعي إلى البرازيل".

وكانت الشرطة البرازيلية قد استدعته في الخامس من نيسان/إبريل الماضي للإدلاء بإفادته حول تلك القضية. إلا أن الزعيم اليميني المحافظ يواجه أيضا متاعب في عدة قضايا أخرى بعدما خسر حصانته.

آخر تلك القضايا يتعلق بدوره في أعمال الشغب التي وقعت في 8 كانون الثاني/يناير ضد مواقع السلطة في برازيليا التي تعرضت للتخريب من قبل آلاف من أنصاره.

في حين تتعلق بقية القضايا المرفوعة ضده بجنح مفترضة حصلت خلال ولايته من بينها "تضليل حول نظام اقتراع إلكتروني أو بشأن كورونا".

يخضع الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو للتحقيق في خمسة قضايا أمام المحكمة العليا

كما تطاله  قضايا في 16 تحقيقًا على الأقل أمام المحكمة الانتخابية العليا. ويشير الخبراء القانونيين أنه من الممكن أن يحكم عليه في حالة إدانته "بعدم الأهلية للمشاركة في انتخابات لمدة ثماني سنوات، ما قد يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2026". 

وهو ما جعله وأنصاره يفكرون في ترشيح زوجته، التي أصبحت زعيمةً للقسم النسائي في الحزب الليبرالي، كمنافس محتمل للرئيس اليساري الحالي لولا دا سيلفا.