27-نوفمبر-2023
نتنياهو ورئاسة الحكومة الإسرائيلية

يحاول نتنياهو الترويج لنفسه سياسيًا طوال الأيام الماضية (GETTY)

يسعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى استغلال العدوان على غزة من أجل تمرير رسائل سياسية، والبدء بدعاية انتخابية جديدة له في ظل استمرار التوترات داحل حزبه، بسبب رفضه تحمّل مسؤولية ما جرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.  

وفي حين يوفر العدوان المستمر على غزة، غطاءً لنتنياهو للاستمرار في الحكم، لا يزال هاجس خروج رئيس الوزراء الأطول حكمًا في إسرائيل من المشهد السياسي يلاحقه بعد مرور حوالي شهرين على عملية "طوفان الأقصى"، وبداية العدوان على غزة.

تعود خشية نتنياهو إلى قلقه من إمكانية حصول تمرد في حزب الليكود ضده

وفي هذا الإطار، يتحدث تقرير لوكالة "رويترز"، عن أن نتنياهو الذي احتفظ منذ فترة طويلة بصورة "السياسي الصارم أمنيًا، الحازم في مواجهة إيران" يخوض حرب على جبهتين، إحداهما في مواجهة حماس والأخرى من أجل بقائه السياسي.

ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي ومجموعة من وزرائه لموجة ضخمة من الانتقادات بسبب الفشل في منع عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر 240.

وكشفت الوكالة، عن أن ثلاثة وزراء في حكومة نتنياهو، تعرضوا للسخرية والإساءة عندما ظهروا علنًا، واعتبرت ذلك تسليطًا للضوء على حجم الغضب الشعبي إزاء الإخفاقات في الحكومة الإسرائيلية.

في المقابل، يقول التقرير إن مكتب نتنياهو أصدر مطلع هذا الأسبوع مقاطع مصورة تظهره في غرفة العمليات بوزارة الأمن. كما أظهرت صورًا أخرى ارتداءه خوذة وسترة واقية من الرصاص خلال لقاءه الضباط والجنود من جيش الاحتلال، على حدود شمال قطاع غزة.

وأشارت "رويترز" إلى أنه، من المتوقع أن يستفيد نتنياهو من الحرب التي تشن على قطاع غزة، قائلةً: إن "هذا سيمدد فترة تأجيل محاكمته المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام بتهم الفساد، كما يؤجل كذلك التحقيق حكومي المزمع في مسببات عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر الذي تعرضت له إسرائيل في ظل حكمه".

بالإضافة لذلك، فإن نتنياهو يأمل من خلال اختلاطه مع الجنرالات في إنقاذ سمعته، عبر إدارته للحرب وإعادة المحتجزين، في وقت يرفض فيه الاعتراف بالمسؤولية أو الاستقالة.

ويتحدث كاتب السيرة الذاتية لنتنياهو، أنشيل فيفر، أن نتنياهو رغم تمكنه من البقاء في السلطة لفترة طويلة، فإن ذلك لن ينقذ سمعته، وأضاف: "أنه الآن موصوم بشكل لا رجعة فيه بالفشل في منع هجوم السابع من أكتوبر، بسبب استراتيجية السماح لحماس بالاحتفاظ بالسيطرة في غزة مع ما تمتلكه من ترسانة عسكرية، وبسبب جهود الإغاثة المدنية غير الملائمة على الإطلاق من جانب حكومته منذ السابع من أكتوبر"، وفق قوله.

وتابع صاحب كتاب "بيبي: الحياة المضطربة، وأوقات بنيامين نتنياهو" الصادر عام 2018، بأن الاستطلاعات في الأسابيع القليلة الماضية أظهرت أن الإسرائيليين يثقون في المؤسسة الأمنية، وليس في قيادة نتنياهو للجهود الحربية. مؤكدًا أن "فشل السابع من أكتوبر هو إرثه. ولن ينسب إليه أي نجاح ستحققه إسرائيل بعد ذلك مهما كان".

لافتات تطالب بمحاكمة نتنياهو

وفي هذا السياق، يظهر رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس، الذي انضم لحكومة الحرب التي شكلها نتنياهو بعد أيام من هجوم حركة حماس، لقيادة الحرب واستعادة الرهائن.

وبحسب التقرير، يوفر غانتس، الذي خدم في الجيش لمدة 40 عامًا تقريبًا، وينتمي لتيار الوسط، لنتنياهو وحزبه، حكومة أكثر استقرارًا، ويقلل من تأثير حلفاءه في اليمين المتطرف، والتيار الديني في الحكومة الائتلافية. لكن رغم اتفاقهم على الحرب، إلا أنهما على خلاف سياسي.

وقد عقد غانتس ونتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت من حزب الليكود عددًا من المؤتمرات الصحفية المشتركة لتقييم العدوان المستمر على غزة.

وقد أظهرت صورة لإحدى هذه المؤتمرات، التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، نتنياهو بمفرده بينما وقف غالانت وغانتس جنبًا إلى جنب.

وقد أظهر استطلاع للرأي أُجري في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أن الحكومة الائتلافية، التي يقودها نتنياهو، وحصلت 64 مقعدًا في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، ستحصل اليوم على 45 مقعدًا فقط، في حين سيحصل ائتلاف يقوده بيني غاتس على 70 مقعدًا، وهو ما يخوله تولي رئاسة الحكومة القادمة.

من جهته، قال زعيم المعارضة يائير لبيد الذي ينتمي لتيار الوسط، قبل أسبوعين إن الوقت حان لاستبدال نتنياهو بدون انتخابات.

وأشار إلى أنه سيكون هناك دعم واسع النطاق لحكومة وحدة يقودها حزب الليكود، لكن لم يظهر أحد من الحزب لمنافسة نتنياهو.

وكتب لابيد على منصة إكس: "لا يمكننا الدخول في دورة انتخابية مرة أخرى العام المقبل بينما نواصل القتال ونشرح الأسباب وراء اعتبار أن الجانب الآخر يشكل كارثة".

الليكود يتمرد؟

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن نتنياهو قام بعقد اجتماعات مباشرة مع أعضاء الكنيست من حزب الليكود، وذلك بهدف تثبيت "موقعه داخل الليكود"، بعد حديث عن إمكانية استبداله ومطالبته بتحمل المسؤولية عن فشل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

نتنياهو ينوي عقد انتخابات مباشرة بعد الحرب، ولكنه لا يفكر في اعتزال العمل السياسي

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن نقاش سري دار داخل الليكود، حول إمكانية استبدال نتنياهو، في تصويت حجب للثقة داخل الحكومة.

ويوم الجمعة، التقى نتنياهو مع العديد من أعضاء الكنيست بشكل فردي، بما في ذلك كيتي شطريت، دان إيلوز، حانوخ ميلبيتسكي وبواز بيسموث. وقال مصدر في الليكود: "نتنياهو خائف من النقاش حول بديله ويريد التأكد من عدم انضمام أحد إلى الانقلاب ضده"، ويقوم بترويج حملة انتخابية تدور حول "التعهد بمواصلة الحرب على غزة، وأنه الوحيد القادر على منع قيام دولة فلسطينية". ووفق مصدر الليكود، فإن نتنياهو ينوي عقد انتخابات مباشرة بعد الحرب، ولكنه لا يفكر في اعتزال العمل السياسي.