24-أبريل-2021

بدأت روسيا بالتنازل بشأن ملف نافالني (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

بعد مرور أيام من التصعيد مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على خلفية قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني والحشد الضخم لقواتها على الحدود مع أوكرانيا، استجابت روسيا لمطالب المعارض الروسي بالحصول على رعاية طبية مستقلة، كما سحبت قواتها الرابضة عند الحدود مع أوكرانيا، ووصفت نيويورك تايمز  هذه الخطوات الروسية بتراجع بوتين عن "سياسة حافة الهاوية" التي انتهجها لمدة أسبوع في ملف الصراع مع أوكرانيا، وقضية المعارض المعتقل أليكسي نافالني الذي خاض إضرابًا عن الطعام استمر لثلاثة أسابيع. مع ذلك، فإن الصحيفة أكدت أن ذلك لا يعني بدء مسار سلس وتراجع روسيا بشكل كلي عن التصعيد.

استجابت روسيا لمطالب المعارض الروسي  أليكسي نافالني بالحصول على رعاية طبية مستقلة، كما سحبت قواتها الرابضة عند الحدود مع أوكرانيا

تأتي هذه التطورات، بعد أن كانت الخارجية الروسية قد استدعت يوم الأربعاء نائب السفير الأمريكي لدى موسكو، حيث حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه السنوي أمام "مجلسيْ البرلمان" خصوم بلاده من نتائج تجاوز "الخطوط الحمراء مع روسيا"، مضيفًا أن "روسيا ستقرر بنفسها تلك الخطوط".

اقرأ/ي أيضًا: الاتحاد الأوروبي: الصراع مع روسيا ما يزال احتمالًا مطروحًا

كما أضاف بوتين أن بلاده "بذلت ما في وسعها لإقامة علاقات طيبة مع الدول الأخرى"، لكنه حذر من أنها سترد بسرعة وقسوة على أي "استفزازات أجنبية" على حد تعبيره.

وجاءت تصريحات بوتين عقب فرض إدارة بايدن لعقوبات جديدة على روسيا شملت طرد 10 دبلوماسيين بتهمة "التدخل في الانتخابات الرئاسية والقرصنة"، وإنزال عقوبات اقتصادية بأكثر من 32 كيانا روسيا.

ويعد الوضع الحالي في شرقي أوكرانيا أحد أبرز مصادر توتر العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة والغرب عمومًا، إذ لا تستبعد الولايات المتحدة قيام روسيا بالدخول لأوكرانيا كما فعلت عام 2014 عندما ضمت شبه جزيرة القرم، خاصة وأنها رفعت أعداد قواتها في منطقة الحدود مع أوكرانيا إلى عشرات الآلاف.

ودق وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ناقوس الخطر الثلاثاء عندما قال إنه "سيكون لروسيا قريبا 120 ألفًا من القوات على حدود أوكرانيا" مضيفًا أنه بحث مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن ضرورة تقديم الولايات المتحدة لدعم عسكري عاجل للجيش الأوكراني. وتتهم روسيا في المقابل أوكرانيا وحلف الناتو بمواصلة الحشد العسكري، وتطالبهما بالإحجام عن الأفعال التي قد تقود إلى التصعيد.

داخل روسيا، كانت الشرطة الروسية قد قامت الأربعاء بمداهمة العديد من المقرات المرتبطة بالمعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني كما شنت سلسلة اعتقالات في صفوف مناصريه، وذلك استباقًا لمظاهرات شعبية يخطط لها الداعمون لنافالني المضرب عن الطعام والذي تم نقله إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية.

وفي هذا السياق أفادت منظمة "أو في دي-إنفو" المتخصصة غير الحكومية أن عمليات دهم جرت في 20 مدينة روسية على الأقل يوميْ الثلاثاء والأربعاء.

 أفادت منظمة "أو في دي-إنفو" المتخصصة غير الحكومية أن عمليات دهم جرت في 20 مدينة روسية على الأقل يوميْ الثلاثاء والأربعاء

وكانت محامية نافالني أولغا ميخائيلوفا صرّحت للصحافيين خارج مستشفى السجن بأن نافالني أصبح "ضعيفًا جدًا"، و"يجد صعوبة في الحديث والجلوس". مع العلم أن إدارة السجن منعت أطباء نافالني مرارًا من زيارته وتشخيص وضعه. وقد أثار وضع المعارض الروسي قلق العديد من الدول الأوروبية والمنظمات الحقوقية التي طالبت روسيا بالسماح لأطباء مستقلين برؤيته فورًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 موسكو: انتقادات الغرب لاعتقال نافالني "حالة من الهيستيريا"