19-يناير-2024
جندي من جيش الاحتلال بجوار دبابة عند حدود قطاع غزة

(Getty) جندي من جيش الاحتلال بجوار دبابة عند حدود قطاع غزة

اعترف وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، بأنه ما من حلّ كامل لـ"جيوب المقاومة" في غزة.

جاء هذا التصريح في وقت عاودت فيه دبابات الاحتلال الإسرائيلي اجتياح عدد من المناطق في مدينة غزة، بعد انسحابها منها قبل ثلاثة أسابيع.

وشهدت المناطق الشمالية والجنوبية الغربية من قطاع غزة معارك هي الأعنف منذ بداية العام. ووصلت دبابات الاحتلال إلى منطقة تل الهوا، حيث حاصرت عددًا من مراكز الإيواء التي يتجمع فيها الآلاف من النازحين. وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال قاموا بعمليات اعتقال واسعة في صفوف المواطنين.

ويخشى أن يتعرض المعتقلون لعمليات إعدام ميداني بعد اعتقالهم على غرار حوادث سابقة، نفذها جيش الاحتلال في مدينة غزة.

ونقلت منظمات حقوقية شهادات عدة حول قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل المعتقلين الفلسطينيين، وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القانون والقضاء في بدايات عملية التوغل البري، وطالت عمليات الإعدام أطفالًا ونساءً وشيوخًا.

يبدو من عمليات الكر والفر أن ادعاءات جيش الاحتلال بالسيطرة على شمال قطاع غزة بعيدة عن الواقع، في ضوء التطورات الميدانية المتلاحقة يوميًا

وقامت القوات الإسرائيلية بتسليم عشرات الجثامين مجهولة الهوية، إلى جانب تسليم جثامين لعدة أشخاص، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر دون أية معلومات عن هوياتهم، أو أية تفاصيل حول اعتقالهم.

وتقدمت الدبابات باتجاه مستشفى الرنتيسي، الواقع في حي النصر، والذي تم احتلاله سابقًا واتُخذ مقرًا عسكريًا بعد هجوم عنيف تعرض له. وسبقت عملية التوغل غارات طيران طالت المنطقة، خلّفت العشرات من الشهداء وتدميرًا لعدد من الأبنية. كما اعتلى قناصة عدد من البنايات العالية في المنطقة وقاموا باستهداف كل من يتحرك في الشوارع.

وفي محاور الاشتباكات بمدينة غزة، قالت كتائب القسام إنها استهدفت قوة إسرائيلية تحصنت داخل مبنى في حي الزيتون وأوقعت أفرادها بن قتيل وجريح، كما استهدفت مبنى تحصن فيه جنود الاحتلال، في حي الشيخ رضوان، وأطلقت النار على جندي قربه وأصابته مباشرة.

وفي شمالي القطاع، أكّدت القسام أنها استهدف قوة إسرائيلية شرق جباليا، وفجرت عبوة شواظ في قوة أخرى، ما أسفر عن سقوط أفرادها بين قتيل وجريح.

ويبدو من عمليات الكر والفر أن ادعاءات جيش الاحتلال بالسيطرة على شمال قطاع غزة بعيدة عن الواقع، في ضوء التطورات المتلاحقة يوميًا.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن حركة حماس تعيد تأهيل كتائبها العسكرية التي أعلن الجيش عن تفكيكها شمالي قطاع غزة، وذكرت الصحيفة أن حماس تُعيّن قادةً جددًا وتحاول جمع عناصر من كتائب مختلفة.

في المقابل، ادعى يسرائيل زيف، وهو جنرال متقاعد عمل في غزة سابقًا، في حديث لوكالة "رويترز"، بأنه يُعتقد أن ما بين 10 و15 % من القوة الصاروخية لحماس قبل الحرب، والبالغ قوامها نحو 1000 مقاتل لا يزالون على قيد الحياة، ولا يزال هناك نحو 2000 صاروخ متبقية لإطلاقها.

وقال زيف: إن "القوات الإسرائيلية فرضت حتى الآن سيطرة واسعة النطاق على غزة، مما يعني أن بإمكانها المناورة بحرية، باستثناء رفح ودير البلح والنصيرات، نقطة انطلاق الصواريخ".