25-فبراير-2023
getty

تأثيرات الحرب الاقتصادية ظهرت في الدول الفقيرة والمهمشة بشكلٍ أكبر (Getty)

ترك الغزو الروسي لأوكرانيا، تأثيرًا كبيرًا في العالم، انعكس على الكثير من مفاصل الحياة، وإلى جانب آلاف الضحايا في الحرب، فقد انعكست الغزو الروسي على سلاسل التوريد وأسعار الطعام والطاقة. وإلى جانب أوكرانيا التي تعاني من الحرب مباشرةً، انعكس الغزو بشكلٍ كبير، على الدول المهمشة والفقيرة حول العالم بشكلٍ كبير.

وساهمت الحرب، نتيجة الاستقطاب الكبير، في إعادة تشكيل العالم ولو بدرجات متفاوتة من دولة إلى أخرى، من ناحية الاصطفافات السياسية والدولية، ومع مرور عام على الحرب، انعكس تأثيرها على الكثير من النواحي، ونقدم هنا 6 تغيرات أساسية، بناءً على تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

ساهمت الحرب في ارتفاع أسعار الحبوب على مستوى العالم إلى مستويات غير مسبوقة، ويعود ذلك بالأساس، لأن أوكرانيا وروسيا، من البلدان الأساسية في تصدير محاصيل القمح إلى العالم

موائد بدون طعام

ساهمت الحرب في ارتفاع أسعار الحبوب على مستوى العالم إلى مستويات غير مسبوقة، ويعود ذلك بالأساس، لأن أوكرانيا وروسيا، من البلدان الأساسية في تصدير محاصيل القمح إلى العالم، فيما يتفاقم هذا الجانب في دول أفريقيا والشرق الأوسط، وهدد بلدان بأكملها بالمجاعة، قبل أن يتراجع هذا التأثير، نتيجة اتفاقية تصدير الحبوب بين كييف وموسكو.

getty

أزمة الطاقة

دفعت الحرب الروسية على أوكرانيا، إلى ظهور أسوأ أزمة طاقة عالمية منذ ما يزيد عن 50 عامًا، حيث ارتفعت أسعار الطاقة بشكلٍ كبير، وارتفعت تكاليف الكهرباء وتضاعفت فواتير الغاز بما يزيد عن 70% في العديد من بلدان العالم، ورغم العقوبات الأوروبية والأمريكية الكبيرة على روسيا في هذا المجال، إلّا أنها بقيت مصدرًا كبيرًا للطاقة في العالم.

getty

تضخم في كل مكان

في الوقت الذي كان الاقتصاد العالمي، يستفيق من تأثيرات جائحة كورونا، التي نتج عن تباطؤ في النمو والتضخم الاقتصادي، جاءت الحرب الروسية على أوكرانيا، لتساهم في تأزيم الاقتصاد العالمي بشكلٍ أكبر، وأصبحت تأثيرات تباطؤ نمو الاقتصادات حول العالم والتضخم وارتفاع الأسعار وتآكل المدخرات، على جدول أعمال رؤساء الدول حول العالم.

getty

إرث الحرب الباردة لا يموت

كان ينظر إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه على وشك الموت قبل أن يتم عامه 75، وذلك يعود تحديدًا إلى سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فيما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قناعة بأن حربه ستساهم في نهاية الحلف، وما يحمله من إرث الحرب الباردة.

ومع سنوية الحرب على أوكرانيا، ومن وارسو وما يحمله ذلك من رمزية عالية، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "الناتو أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى". وساهمت الحرب في منح الحلف دفعةً كبيرةً، وأدت إلى جعله أكثر تجانسًا، بالإضافة إلى سعي دول جديدة للانضمام إليه، وهو نفسه الذي كانت كافة التحليلات تشير إلى نهايته في عام 2020.

getty

إعادة تشكيل أوروبا

تعزز الاهتمام الأوروبي في دول البلطيق وبولندا نتيجة الحرب، وهذه الدول نفسها تمسكت بخطاب قوي، داعم لأوكرانيا من ناحية ومطالبًا بالمزيد من السلاح لها، وتحولت إلى ممر مهم نحو كييف، لدرجة أن بايدن أصبح أول رئيس أمريكي يزور بولندا مرتين خلال 12 شهرًا، فيما ساهم الغزو بعكس السياسة التقليدية المهادنة التي كانت تتبعها فرنسا وألمانيا تجاه روسيا.

مع سنوية الحرب على أوكرانيا، ومن وارسو وما يحمله ذلك من رمزية عالية، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "الناتو أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى"

توترات قادمة من الشرق

شهدت أمريكا والصين، حربًا منخفضة الوتيرة على مدار سنوات طويلة، انخفضت حدتها نسبيًا مع وصول بايدن للبيت الأبيض، قبل أن تتجدد مع حرب أوكرانيا، حيث استمرت الصين في السير على خط رفيع خلال الحرب، من ناحية اتخاذ موقف منها، واتبعت سياسةً أقرب لـ"الغموض الاستراتيجي"، في الوقت نفسه عززت من العلاقة مع موسكو، وتنوي إجراء تدريبات معها بجنوب أفريقيا، فيما تتحدث أمريكا عن علامات حول إمكانية قيام بكين بتزويد موسكو بالأسلحة، والأيام القادمة قد تكشف عن تصلب الصين لصالح روسيا أو الاستمرار في موقف متوازن، مع العلم أن الصين قدمت ورقةً للسلام في أوكرانيا.