29-يونيو-2023
gettyimages

رغم عدم دعوته للبيت الأبيض، أشار نتنياهو إلى أن العلاقات الأمنية مع واشنطن أفضل من أي وقت سابق (Getty)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إنه سيتخلى عن الجزء "الأكثر إثارة للجدل" من خطة التعديلات القضائية، التي حملها الائتلاف اليميني الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، منذ وصوله إلى الحكم من جديد قبل حوالي 6 أشهر، والمرتبط تحديدًا في زيادة سلطة الكنيست الإسرائيلي، على حساب المحكمة العليا، ومنحه صلاحيات إلغاء الأحكام الصادرة عنها.

أكد نتنياهو على أن إسرائيل لن تزود أوكرانيا بالأسلحة الهجومية، حوفًا من وصولها إلى إيران

وأكد نتنياهو في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" الأمريكية، على أنه "منتبه لنبض الجمهور، وما أعتقد أنه سيتحقق".

وأشار نتنياهو إلى نيته تنقيح جزء آخر من خطة التعديلات القضائية، والمرتبط في زيادة سلطة الائتلاف الحكومي، أي الحصة السياسية، ضمن لجنة اختيار القضاة في المحكمة الإسرائيلية العليا، وهو واحد من البنود الخلافية الكبيرة، ورغم ذلك أضاف نتنياهو إنه لم يقرر بعد الشكل الجديد من خطة التعديلات القضائية.

من

ونتج عن دفع الائتلاف الحكومي خطة "التعديلات القضائية" إلى الكنيست، في انطلاق موجة احتجاجات واسعة في دولة الاحتلال، وبالأخص بعد إقالة وزير الأمن يوآف غالانت، الذي حذر من تأثير خطة التعديلات القضائية على تماسك جيش الاحتلال. كما برزت مخاوف اقتصادية، بعد تراجع قوة الشيكل أمام الدولار، وتخفيض تصنيف إسرائيل الائتماني، وسحب عدة شراكات استثماراتها من دولة الاحتلال، بالإضافة إلى رفض عدة وحدات في جيش الاحتلال الالتزام بالخدمة الاحتياطية، وبالأخص في سلاح الطيران، مما دفع نتنياهو إلى التراجع عن الخطة والدخول في مفاوضات "حل وسط" فشلت حتى الآن بالتوافق على كافة البنود المطروحة.

getty

حل وسط في أوكرانيا.. و"حرية العمل في سوريا"

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه "سعى إلى حل وسط في رد إسرائيل على الحرب في أوكرانيا"، رافضًا كافة الدعوات إلى المشاركة في تسليح أوكرانيا بالأسلحة الدفاعية أو الهجومية، موضحًا: "لدينا مخاوف لا أعتقد أنها لدى أيًا من حلفاء أوكرانيا الغربيين". 

وتحدث نتنياهو تحديدًا عن ما يوصف إسرائيليًا بـ"حرية العمل في سوريا"، حيث تقوم إسرائيل بتنفيذ غارات بشكلٍ دوري على سوريا.

وأضاف نتنياهو أنه "يشعر بالقلق من إمكانية الاستيلاء على الأسلحة الإسرائيلية في ساحة المعركة، حال إرسالها إلى أوكرانيا، وتسليمها إلى إيران"، في ظل العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو منذ بداية غزو أوكرانيا.

وأكد نتنياهو على أن إسرائيل لا تستطيع السماح للولايات المتحدة بمنح أوكرانيا نظام القبة الحديدية -تم تطويره بالاشتراك مع الولايات المتحدة-.

أمّا عن العلاقة بين إيران وروسيا، فقد أشار نتنياهو إلى أنه نقل مخاوفه لروسيا، واصفًا العلاقة بـ"المزعجة للغاية".

getty

العلاقة مع واشنطن

من المعروف أن "التوتر" يشوب العلاقة بين تل أبيب وواشنطن، وبالأخص بعد محاولة تمرير "خطة التعديلات القضائية" وخروج اتهامات عديدة من معسكر نتنياهو، تحاول الإشارة إلى تدخل الولايات المتحدة في إسرائيل، فيما ينظر إلى أن قمة التوتر تأتي نتيجة عدم توجيه بايدن دعوةً لنتنياهو من أجل زيارة الولايات المتحدة. بالإضافة إلى تنامي الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، مع زيادة كبيرة في إرهاب المستوطنين.

وقال نتنياهو إن علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة ظلت قوية، رغم أنه لم يحصل على دعوة لزيارة البيت الأبيض من الرئيس الأمريكي جو بايدن، مضيفًا: "أعتقد أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت، لكنني أتوقع لقاء الرئيس بايدن".

وأضاف نتنياهو: "قضية الدعوة [أي دعوة بايدن] تشوش على آراء الناس"، متابعًا القول: "في الواقع، التعاون الأمني ​​والتعاون العسكري والتعاون الاستخباراتي، بما في ذلك السيبراني، أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى في ظل حكومتينا". مع الإشارة إلى أن نتنياهو كشف قبل أيام عن دعوته لزيارة الصين الشهر المقبل.

العدوان على الضفة الغربية

تشهد الضفة الغربية المحتلة العدوان الإسرائيلي الأكبر منذ نهاية الانتفاضة الثانية، مع اقتحامات شبه يومية، وأعلى عدد من الشهداء منذ حوالي 20 عامًا.

وفي هذا السياق، ألقى نتنياهو باللوم على السلطة الفلسطينية لـ"فشلها في توفير الأمن"، وقال إنه رفض اقتراحات بعض الوزراء في حكومته بضرورة حل السلطة، مضيفًا أنه يدعم الجهود المبذولة لتقوية القيادة الفلسطينية المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال نتنياهو: "كانت سياستي هي الحفاظ على السلطة الفلسطينية بالتأكيد. لا أريد أن تحل بالطريقة التي يتحدث بها الناس. إنه أمر سخيف ببساطة".

getty

أمّا عن الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة، اعتبر نتنياهو أن "حرية أجهزة الأمن الإسرائيلية في العمل في أي مكان في الضفة الغربية هي عنصر حاسم لاستعادة النظام في القطاع"، على حد زعمه.

وفي السياق الفلسطيني، أضاف نتنياهو أن أي "اتفاق سلام مع الفلسطينيين لن يحدث قريبًا"، قائلًا: إن "الفلسطينيين ما زالوا لا يقبلون حق إسرائيل في الوجود"، وفق تعبيره.

وعن إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية، فقد وصف الهجمات المنظمة من قبلهم على القرى العربية باعتبارها "غير مقبولة وإجرامية"، وهي الهجمات التي وصفها قادة أجهزة أمن الاحتلال في بيان بـ"الإرهاب القومي"، وحول هذا الوصف واتفاق نتنياهو معه، قال: "يمكنكم تسميته إرهابًا قوميًا. لا بأس، لكنه لا يحل المشكلة"، وأضاف: "لن أتسامح مع أي من هذه القسوة (Vigilantism). من يحتكر استخدام العنف هو الجيش والقوات الأمنية، وليس أي فرد".

getty

توسيع التطبيع

مع عودة نتنياهو إلى الحكم في إسرائيل، كان "توسيع دائرة التطبيع"، من أبرز الوعود التي قدمها، متحدثًا عن نيته إتمام هذه العملية مع السعودية وغيرها من الدول العربية والإسلامية.

Getty

وحول ذلك، قال لـ"وول ستريت جورنال": "أعتقد أن السلام ممكن مع دول عربية إضافية، مما ينهي الصراع العربي الإسرائيلي بشكل فعال"، وفق تعبيره.

وتابع بالقول: "أعتقد أن ذلك سيؤدي إلى السلام مع الفلسطينيين أيضًا".

قال نتنياهو: "كانت سياستي هي الحفاظ على السلطة الفلسطينية بالتأكيد. لا أريد أن تحل بالطريقة التي يتحدث بها الناس. إنه أمر سخيف ببساطة"

ورفض نتنياهو فكرة أن ائتلافه -الذي يضم أحزابًا متطرفة وبعضها وسم بالإرهاب في الولايات المتحدة وإسرائيل- يمثل حجر عثرة أمام التقدم في اتفاقات التطبيع، قائلًا: "لقد انضموا إلي [أي أحزاب الائتلاف]. وفي النهاية، السياسة نحددها أنا وزملائي في الليكود".