11-يونيو-2021

تحتفي الدورة الخامسة من "مهرجان صوْر الموسيقي" بالفنان الراحل زكي ناصيف (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

الاحتجاب والتأجيل هما أبرز سمات الموسم الثقافي في لبنان خلال العام الفائت 2020، حيث وصل عدد الفعاليات والأنشطة الثقافية إلى حدوده الدُنيا للمرة الأولى منذ سنوات، لا بسبب تداعيات تفشي وباء كوفيد – 19 وما ترتب عليها من اجراءاتٍ احترازية فقط، مثل الإغلاقات العامة وتقييد حركة السفر وحظر التجول وغيره، وإنما نتيجة الأزمة الاقتصادية المتمثلة بخسارة الليرة اللبنانية أكثر من 70% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي.

اعتاد "مهرجان صوْر الموسيقي الدولي" منذ انطلاقته، الاحتفاء بمغنيين وموسيقيين لبنانيين عبر استعادة تجاربهم والإضاءة عليها

وفي ظل استمرار الأسباب التي عطلت أكثر من نصف فعاليات الموسم الفائت، يحاول العاملون في القطاع الثقافي استئناف أنشطتهم بهدف إعادة إنعاش القطاع الذي تكبد خسائر مالية فادحة، وإن عبر فعالياتٍ متواضعة مردُّها ضعف التمويل والإمكانيات المحدودة في ظل الأزمة.

اقرأ/ي أيضًا: عن إن أن والضبّور وأغانينا

في هذا السياق، تنطلق عند الساعة السادسة مساءً من يوم غد، السبت الثاني عشر من حزيران/ يونيو الجاري، فعاليات الدورة الخامسة من "مهرجان صوْر الموسيقي الدولي"، تحت شعار "تحية إلى زكي ناصيف". وتقام التظاهرة على خشبة المسرح الوطني اللبناني المجاني في مدينة صوْر، جنوب لبنان.

تأسس المهرجان الذي تنظمه كلٌ من "جمعية تيرو للفنون" و"المسرح الوطني اللبناني" و"مسرح إسطنبولي"، في عام 2015، وأُقيمت دورته الأولى في العام نفسه، بوصفه حدثًا ثقافيًا يسعى إلى تعزيز الموسيقى الفنية المستقلة غير التجارية، والاحتفاء بالموسيقى العربية والعالمية، إلى جانب الإضاءة على رموز الفن اللبناني والعربي، ودعم الفرق المحلية، وفتح جسور التعاون بينها وبين الفرق الأجنبية، وإقامة ورش عملٍ وندواتٍ حوارية تُعنى بالموسيقى والغناء ومشاغلهما.

واعتادت التظاهرة منذ انطلاقها، الاحتفاء بمغنين وموسيقيين لبنانيين عبر استعادة تجاربهم والإضاءة عليها، حيث خصصت دوراتها الأربعة الأولى لكلٍ من وديع الصافي، وصباح، وفيروز، وملحم بركات، ونصري شمس الدين، فيما تُخصَص دورتها الحالية للاحتفاء بالموسيقار الراحل زكي ناصيف ومنجزه الفني.

تشمل فعاليات النسخة الخامسة من "مهرجان صوْر الموسيقي الدولي"، عدة عروضٍ موسيقية وغنائية يقدِّمها فنانون لبنانيون، وتُبث افتراضيًا عبر منصات المنظمين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سيكون الجمهور على موعدٍ مع عروضٍ تقدِّمها "الأوركسترا الوطنية اللبنانية"، وأخرى يقدِّمها "المعهد الوطني العالي للموسيقى"، يستند معظمها إلى منجز زكي ناصيف وفنانين آخرين.

وتتضمن الفعاليات أيضًا، عرض فيلمٍ وثائقي يتناول حياة صاحب "درب الغزلان"، ويقوم على موادٍ قدَّمها "برنامج زكي ناصيف للموسيقى" في "الجامعة الأمريكية في بيروت"، للمنظمين الذين قاموا بتحويلها إلى شريطٍ سينمائي. كما ويشمل الحدث إقامة معرضٍ يضم مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية التي يظهر فيها الفنان اللبناني الراحل.

في حديثه لـ "ألترا صوت"، يشير قاسم إسطنبولي، مدير "المسرح الوطني اللبناني المجاني"، إلى أن برنامج الدورة الحالية سيقتصر على عروضٍ محلية فقط، وذلك بسبب الإمكانيات المحدودة التي دفعتهم إلى إقامتها خلال ليلةٍ واحدة بدلًا من ثلاث كما درجت العادة.

يخصِص "مهرجان صوْر الموسيقي الدولي" دورته الخامسة لاستعادة منجز الموسيقار اللبناني الراحل زكي ناصيف والإضاءة عليها

ويرى إسطنبولي أن إقامة المهرجان، في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة، هو بحد ذاته ما يميز نسخته هذه، رغم الجوانب السلبية المتمثلة في عدم مشاركة فنانين وموسيقيين من خارج لبنان، إضافةً إلى قلة العروض مقارنةً بالدورات السابقة، والوقت المحدود المخصص لإقامتها، دون أن يخلو الأمر من جوانب إيجابية، ولعل أهمها القدرة على إتاحة العروض لأكبر عددٍ من الجمهور بفضل الإمكانيات التي يتيحها تقنيات البث الافتراضي.

اقرأ/ي أيضًا: معرض "Divas".. رائدات الغناء العربي وسيرهنّ

ويلفت ضيفنا في حديثه، إلى أن "المسرح الوطني اللبناني المجاني" الذي يستضيف التظاهرة، هو المسرح الوحيد الذي لم يغلق أبوابه في لبنان، مستفيدًا من اختلافه عن بقية الفضاءات الثقافية في كونه مسرحًا مجانيًا لا تحكمه معادلات الربح والخسارة. وينهي حديثه بتشديده على أهمية: "أن نبقى محكومون بالأمل ليبقى المسرح حيًا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

ألبوم "أحلى من برلين".. آخر معاقل المقاومة

مهرجان "ريدزون" 2021.. فضاءاتٌ داخلية