16-مارس-2021

من المعرض

ألترا صوت – فريق التحرير

يستضيف "معهد العالم العربي" في العاصمة الفرنسية باريس، مطلع نيسان/ أبريل المقبل، معرضًا فنيًا يجمع بين الفن والتوثيق والسيرة، ويسعى من خلالها إلى الإضاءة على حقبةٍ كاملة لا يزال تأثيرها، بشكلٍ أو بآخر، قائمًا حتى هذه اللحظة في العالم العربي.

يتناول المعرض سير رائدات الغناء العربي عبر عرض مقتطفاتٍ من أفلامهن وحفلاتهن الموسيقية، إلى جانب مجموعة واسعة من الصور الفوتوغرافية

المعرض الذي يحمل عنوان "Divas: من أم كلثوم إلى داليدا"، والذي كان من المقرر افتتاحه مطلع آذار/ مارس الجاري، على أن يستمر حتى الخامس والعشرين من تموز/ يوليو القادم، يضيء على واقع الفن العربي في الفترة الممتدة بين عشرينيات وسبعينيات القرن الفائت، عبر تتبّع سيرَ فناناتٍ عربياتٍ لا يزال تأثيرهن قائمًا حتى اليوم، وهن: أم كلثوم، وفيروز، ووردة الجزائرية، وأسمهان، وصباح، وليلى مراد، وسعاد حسني، وداليدا.

اقرأ/ي أيضًا: "تراتيل خافتة".. العنف المجتمعي وقضايا اللاجئين

يتناول المعرض سيرَ هؤلاء الفنانات عبر عرض مقتطفاتٍ من أفلامهن وحفلاتهن الموسيقية، إلى جانب مجموعة واسعة من الصور الفوتوغرافية، منها ما لم يُنشر من قبل، والملصقات السينمائية، والرسومات، والمقابلات النادرة، ناهيك عما كُتب عنهن في صحف ومجلات تلك الحقبة، وبعض أغراضهن الشخصية، وغيرها من الوثائق التي تضيء على العصر الذهبي للأغنية والسينما العربية، ودور هؤلاء الفنانات المركزي في هذه المجالات التي ساهمن، وبحسب بيان المعهد العربي، في إحداث ثورةٍ فيها.

ويحاول القائمون على المعرض أن يُقدّموا، من خلال هذه السيَر، لمحاتٍ من التاريخ الاجتماعي للمرأة العربية، وولادة النسوية داخل هذه المجتمعات الأبوية، وتسليط الضوء على مشاركتها في النضال القومي العربي ضد الاستعمار، ودورها في صناعة الاستقلال، وهو ما ينطبق أيضًا على المغنيات اللواتي أحدثن حالة جماهيرية أدخلت الفن عمومًا، والغناء خصوصًا، في صلب السياسة وسياقاتها آنذاك.

وبحسب بيان المعرض، جسدت هؤلاء المغنيات اللواتي رسّخن وجودهن في المشهد الفني من القاهرة إلى بيروت، ومن المغرب إلى باريس، فترة من الانفعال الفني والفكري، وصورة جديدة تمامًا للمرأة العربية، وشكلًا من أشكال التجديد السياسي والوطني، منذ عشرينيات القرن الفائت وصولًا إلى سبعينياته.

يُغطي "Divas" أربع لحظات أساسية، يُقدِّم في الأولى استعراضًا لرائدات الغناء العربي في الفترة الممتدة بين عامي 1940 و1970، مثل أم كلثوم، ووردة، وأسمهان، وفيروز، بينما تستعرض الثانية النتاجات السينمائية للمغنيات العربيات، فيما تُخصَص الثالثة لتغطية النتاجات المسرحية لمغنيات مثل ليلى مراد، وسامية جمال، وصباح، وتحية كاريوكا، وهند رستم، وداليدا.

يسعى القائمون على المعرض من خلال استعراض سير المغنيات العربيات إلى الإضاءة على التاريخ الاجتماعي للمرأة العربية وولادة الحركات النسوية

اقرأ/ي أيضًا: معرض "صندوق الفرجة".. حفريات في الذاكرة العربية

ويفرد المعرض أيضًا مساحة لاستعراض آراء فناني اليوم حول نجمات الغناء العربي اللواتي يعد إرثهنّ مصدر إلهامٍ عميق لجيلٍ جديد بالكامل، منهم المصورة اللبنانية رندا ميزرا، والملحن وائل قديح، والفنانة الإيرانية شيرين نشأت، والفنانين لمياء زيادة، ويوسف نبيل، ونبيل بطرس، وغيره، على أن تقام حول المعرض ندوات وحفلات موسيقية وعروض بصرية تخدم فكرته وموضوعه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"العودة إلى تدمر".. إعادة اكتشاف المدينة وتراثها

"موصل الفن والحياة".. إعادة بناء تراث المدينة وذاكرتها