04-نوفمبر-2017

حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)

منذ أن أقرت الحكومة المغربية قانونًا، بموجبه يتم منع صنع الأكياس البلاستيكية (الميكا باللهجة المغربية) واستيرادها وتصديرها وتسويقها واستعمالها، تشن السلطات حملات تفتيش واسعة لـ"تطهير" الأسواق من "الميكا" مع معاقبة المتورطين في ترويجها، لكن رغم ذلك لا يزال المغاربة يستخدمون الكيس البلاستيكي لحمل حاجياتهم الخاصة، سيما وأن ما يسمى بـ"الأكياس الصديقة للبيئة" تباع بأثمنة جد باهظة في السوق.

يتساءل الكثيرون عن الهدف الحقيقي من وراء حملة "زيرو ميكا"، التي لا يبدو أن الرأي العام متحمس لها أو يلمس فائدة منها

إصرار رسمي على منع الميكا..

بمناسبة مرور عام على دخول قانون منع الأكياس البلاستيكية حيز التنفيذ، كشف وزير التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، حفيظ العلمي، خلال الشهر المنصرم عن حصيلة هذا الحظر، حيث ذكر أن "الحكومة قادت حوالي 562 شخصًا إلى المحاكم بسبب تصنيعهم أو ترويجهم للميكا، مكبدة إياهم 450 ألف دولار كغرامات مالية".

الوزير المغربي قال أيضاً في خضم حديثه في جلسة شفوية بمجلس النواب، إن "هناك شركات جديدة تصنع الأكياس الورقية والبلاستيك غير المنسوج"، مضيفًا أن عدد هذه الشركات وصل إلى 57 شركة، أنتجت حتى الآن ما يفوق 10 مليار كيس صديق للبيئة.

ونفذت السلطات المغربية حوالي 2534 عملية مراقبة في المصانع، و439 ألفًا و788 عملية في قطاع التجارة، صادرت أثناءها ما مجموعه 456 طنًا من "الميكا"، بالإضافة إلى 53 طنًا أخرى مهربة، وكانت الحكومة المغربية قد خصصت غلافًا ماليًا قدره 200 مليون درهم، من أجل دعم الشركات الجديدة التي ستنتج الأكياس الورقية، حسب أرقام الوزارة.

وقد صاحب هذا التحرك الزجري الصارم من قبل السلطة ضد "المطبعين" مع الأكياس البلاستيكية حملات إعلامية في القنوات الرسمية ودعوات جمعوية بشعارات براقة تحذر من خطورة استعمال الأكياس البلاستيكية تحت شعار"زيرو ميكا"، وهو ما أثار الكثير من الاستغراب لدى المواطنين، الذين كانوا ينتظرون حلول عاجلة لمشاكل أسوأ وأخطر بكثير من "قضية الميكا" كالصحة والتعليم وغيرهما وهو ما طرح أيضًا تساؤلات عدة.

اقرأ/ي أيضًا: نفايات إيطالية في المغرب واستياء شعبي

سياسيون ورجال أعمال يستفيدون من قرار المنع

يتساءل الكثيرون عن الهدف الحقيقي من وراء حملة "زيرو ميكا"، التي لا يبدو أن الرأي العام متحمس لها بما فيه الكفاية، خاصة وأنها حظيت بدعم قوي وتعبئة من قبل الدولة.

بالنسبة لوزير التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، حفيظ العلمي، فيقول إنهم "توصلوا في الحكومة إلى منع هذه المادة قانونيًا للحفاظ على البيئة"، وقدم رقمًا قياسيًا لعدد الأكياس البلاستيكية التي يستهلكها المغاربة سنويًا بلغ 26 مليار، أي بمعدل 800 كيس بلاستيكي للفرد الواحد، محتلاً بذلك الرتبة الثانية عالميًا، بعد الولايات المتحدة الأمريكية التي يتجاوز عدد سكانها 323 مليون نسمة، وهو ما جعل البعض يشكك في دقة هذا الرقم الذي قدمه الوزير.

بالمقابل يجد ناشطون حقوقيون، بينهم  العربي تابت رئيس فرع مدينة تمارة للعصبة المغربية لحقوق الإنسان، أن قصة منع "الميكا" لا تعدو أن تكون سوى مجرد "عملية ذر للرماد في عيون المنتظم الدولي وتجميل الصورة الخارجية للبلد تحت يافطة البيئة"، خصوصًا بعد تنظيم المغرب المؤتمر الدولي للمناخ "كوب 22" العام الماضي.

يرجع المغاربة سن قانون بإيقاف ترويج الأكياس البلاستيكية إلى رغبة نخبة المال والسياسة جني الأموال عبر تسويق الأكياس الإيكولوجية

اقرأ/ي أيضًا: ما هي أفضل أماكن السياحة البيئية في العالم؟

[[{"fid":"93616","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)","field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)","field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)","height":500,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

ولا يظهر أن قرار الحكومة المغربية بحظر الأكياس البلاستيكية متناسقاً مع التوجه البيئي الذي تروج له، إذ في الوقت الذي تمنع فيه استعمال "الميكا" بحجة الإضرار بالبيئة، تكتظ شوارع المدن المغربية بالنفايات ويستمر الزحف الإسمنتي على المساحات الخضراء وتستنزف الثروات البحرية والطبيعية على قدم وساق، بل سبق أن استوردت المملكة سفينة محملة بالنفايات قادمة من إيطاليا في نفس الشهر الذي أقرت فيه الحكومة حظر الميكا.

في حين يذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، ويرجعون سن قانون بإيقاف ترويج الأكياس البلاستيكية، التي كانت تباع بأثمنة رخيصة، إلى رغبة نخبة المال والسياسة في جني الأموال من تسويق "الأكياس الإيكولوجية" بأسعار مرتفعة، وفي هذا الصدد كشفت يومية "المساء" المغربية أنه يوجد سياسيون ورجال أعمال معروفون دخلوا سوق الأكياس البديلة/ الإيكولوجية، ورصدت استيرادًا ملحوظًا لآليات ضخمة من ألمانيا، تتكفل بإنتاج آلاف الأكياس الورقية في بضعة دقائق، مما يحيل إلى أن هذه اللوبيات تسعى إلى احتكار سوق الأكياس كمنجم ذهب، يدر عليهم الأموال الطائلة.

يُذكر أيضًا أن المغرب احتل المرتبة 31  في مؤشر التلوث العالمي لسنة 2017، بينما حصل على المركز 40 في نفس المؤشر خلال 2016، متقدمًا تسع درجات نحو البلدان الأكثر تلوثاً، ما يعني أن قرار حظر "الميكا" لم يساعد البلد في محاربة التلوث.

[[{"fid":"93621","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)","field_file_image_title_text[und][0][value]":"حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)"},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)","field_file_image_title_text[und][0][value]":"حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)","title":"حملة زيرو ميكا في المغرب لإيقاف تداول الأكياس البلاستيكية (فيسبوك)","height":250,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا يستعيد اللبنانيون ملف النفايات مع الشتاء؟

اليمن.. محميات عدن الطبيعية مهددة!