للسوريين روايات وفصول، ولكل منها طابعه، فلا غرابة إذا امتزج الألم بالقوة والتحدي عند التحدث عن أحوالهم، والرفض بالفكاهة والضحك حول قضاياهم، وهذا ما يبدو واضحًا بأبرز 10 موضوعات متنوعة تفاعل معها السوريون خلال عام 2021، يستعرضها معكم موقع ألترا صوت.
الانتخابات الرئاسية
ما إن أعلن مجلس الشعب التابع للنظام السوري عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية يوم الأحد 18 من شهر نيسان/أبريل الفائت، حتى انطلقت جهود السوريين لإحباط هذه العملية التي يعدّونها مسرحية هزلية ملّوا تكرارها، ودفعوا ثمنًا باهظًا فاتورة رفضهم لطريقة تقلّد السلطة ووراثتها أبًا عن جد، كما ورثها الأسد الابن بشار، عن أبيه حافظ.
وبعد أكثر من 10 سنوات منذ انطلاق الثورة السورية، ومقتل واعتقال وتشريد ملايين المدنيين على يد النظام السوري، اتفق سوريون أن لا شرعية لهذا النظام المجرم، ولا مكان لرأسه في السلطة، فجاءت حملة #لا_شرعية_للأسد_وانتخاباته صوتًا صارخًا لرفض هذه الانتخابات التي عادة ينفرد بها مرشحها الدائم، بشار الأسد، والذي فاز بها بولاية رابعة بعد إعلان حصوله على 95.1 من أصوات الناخبين المشاركين، وفق زعم النظام.
اقرأ/ي أيضًا: نظام الأسد يضغط بالقوة على السوريين للمشاركة في انتخاباته الصورية
فيما حصل المرشحان المنافسان شكليًا، عبد الله سلوم عبد الله على نسبة 1.5% ومحمود أحمد مرعي على 3.3% من مجموع الأصوات.
بدورها، قالت القوى الثورية السورية وشخصيات مدنية في بيان آنذاك، إن الشعب السوري يستحقّ أن يختار رئيس دولته بشكل حرّ واعٍ ومسؤول كبقيّة شعوب الأرض، عن طريق انتخابات حرة نزيهة متعددة المرشحين، لا عن طريق استفتاء على شخص واحد لا يجرؤ أحد على منافسته، مؤكدة أن شعب سوريا دفع في سبيل الانتقال من عهود الاستبداد والديكتاتورية أثمانًا باهظة، ولن يسمح لمجرم حرب ارتكب فظاعات يندى لها جبين البشرية أن يحكمه مجدداً.
وشارك سوريون بحملة لا للأسد وانتخاباته، بوقفات احتجاجية حول العالم، إلى جانب تفاعلهم على مواقع التواصل.
فكتبت الصحفية وفاء علي عبر تويتر، "اليوم تظاهرنا أمام سفارة نظام الأسد في برلين، لنقول إنه #لا_شرعية_للأسد_وانتخاباته .... فاز الأسد بانتخاباته الكاذبة، بس نحنا موجودين، ورح يضل صوتنا عالي ضد الظلم والإجرام".
من جهته، نشر الصحفي عبدالقادر ضويحي صورة قال إنها من درعا التي لم تتقاعس يومًا، مذيّلًا تغريدته بوسم لا شرعية للأسد وانتخاباته.
الفنان الرسام عزيز أسمر ومثلما عوّد السوريين برسمه جداريات تحاكي واقعهم ووجعهم، رسم جدارية تصف الانتخابات الرئاسية في سوريا، كما تقول المغردة آلاء حاجي أوغلو.
متفاعلون عبر وسم لا شرعية للأسد وانتخاباته تداولوا بشكل مكثف على منصات التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات لمظاهرات احتجاجية من مدن سورية في الداخل.
إقالة حسون مفتي الجمهورية
رغم تأييد أحمد بدر الدن حسون مفتي سوريا للأسد تأييدًا مطلقًا فإن ذلك لم يشفع له، فقد ألغى بشار الأسد منصب مفتي الجمهورية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بموجب مرسوم تشريعي نص على إلغاء المادة رقم 35 من القانون الناظم لعمل وزارة الأوقاف والتي يُسمى بموجبها المفتي العام للجمهورية، وعزز في الوقت ذاته من صلاحيات مجلس فقهي ضمن وزارة الأوقاف والذي كان المفتي عضوًا فيه.
القرار لقي في ذلك الوقت تفاعلًا واسعًا بين السوريين، إذ اعتبر البعض إقالة حسون وإلغاء منصب مفتي البلاد ومفتيي المدن "يعني محاولة متقدمة لتغيير هوية سوريا المجتمعية بعد أن أفرغها من سكانها الأصليين وحل مكانهم إيرانيون وموالون لهم، والتعامل مع الأغلبية السكانية على أنها أقلية حتى في دوائر القرار".
ويؤكد الصحفي علي حميدي عبر تغريدة له، أن لإقالة المفتي وإلغاء منصبه أبعاد تكرّس من سلطة المؤسسات الدينية "الخليط" كالمجلس الفقهي، وتلقائيًا من إحكام النظام قبضته على هذه المؤسسات.
وكان حسون طوّع تفسير آية قرآنية لمهاجمة اللاجئين والمعارضين السوريين بسبب مغادرتهم البلاد، باعتبار أن خريطة سوريا مذكورة في القرآن، عندما أقسم الله بالتين والزيتون، وأن من يعيش تحت كنف الأسد "في أحسن تقويم"، فإذا غادرها أهلها "رددناه أسفل سافلين".
راجعين بلا أسد
قبل أيام، وفي الذكرى الخامسة لتهجير أهالي مدينة حلب السورية، أطلق سوريون حملة #راجعين_بلا_أسد تأكيدًا على حق عودتهم إلى مدينتهم وفق مطالبهم التي نادوا بها عام 2011، وتذكيرًا لما عاشوه من مرارة برحلة تهجيرهم عام 2016 من حلب التي دمرها نظام الأسد وحلفاؤه، وبقيت خاوية على عروشها إلى هذه اللحظة، فيما شرّد أهلها في شتى بقاع العالم، حاملين ذكريات ومشاهد تحسبها ملحمة سنيمائية لهول أحداثها.
"في مدينة حلب كانت حقوق الدفن بعد الموت مفقودة" هذا ما قالته المغرّدة شام بيرقدار، مرفقة عبارتها بصورة امرأة جزعة تتوسط المشهد، تركض بين ركام وجثث، في آخر أيام حلب قبل تهجير أهلها.
وتفاعل المدرّس أحمد الحمود مع الحملة، معتبرًا أن الوطن يسكن الروح والذاكرة، ولن يُمحى مهما بلغ جبروت الطغاة.
ماجد عبد النور الناشط المعارض كتب أيضًا ضمن وسم راجعين بلا أسد، "خمس سنوات على نكبة حلب.... ما زالت أطياف شوارعنا وأحيائنا وأشجار حدائقنا ماثلةً أمامنا في كل موقف، لن تموت القضية ما دامت حيّةً في قلوبنا" مؤكدًا على عودتهم يومًا ما إلى مدينتهم، حلب.
متكئة برأسها على كتفه، زوجًا وسندًا وشريكًا لأيام الحصار والجوع والمقاومة، كتبا هذان الزوجان كما تروي الصورة، عبارة قد تُطمس على الجدار لكن لن تمحى من قلوب السوريين، حكاية عبرت وتجاوزت شدّة الأحداث ومرارة التهجير.
لاجئو الدنمارك
خلال الفترة السابقة، صدرت قرارات من الحكومة الدنماركية بحق لاجئين سوريين قادمين من دمشق، تقضي بترحيلهم إلى بلدهم، بحجة أن العاصمة السورية أصبحت مدينة آمنة، إلا أن هذه القرارات لاقت انتقادات واسعة من قبل السوريين والمتعاطفين معهم، فضلًا عن تظاهرات منظمات مجتمع مدني، واستنكار من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية.
اقرأ/ي أيضًا: "راجعين بلا الأسد" حملة الكترونية واسعة في ذكرى تهجير أهل حلب
وغرّد سوريون عبر منصة تويتر بمئات التغريدات، مطالبين بوقف عمليات الترحيل بحق اللاجئين، ومذكّرين بمصير من عاد منهم إلى سوريا، خصوصًا أن تقارير حقوقية تحدثت في وقت سابق عن قصص اعتقال وتعذيب طالت لاجئين فور وصولهم إلى بلدهم على يد أفرع النظام الإجرامية.
المغردة هديل قبابنة نشرت صورة لضحايا التعذيب في المعتقلات الأسدية، وأشارت إلى أن أي لاجئ سيعود سينتظره مصير مشابه.
بدوره، تفاعل أحمد الحمود مع هذه الحملة أيضًا، وأرسل شكرًا لكل من وقف مع السوريين في محنتهم، "قليلة الكلمات بحق كل حر من شعب الدنمارك وقف ضد حكومته ووقف مع محنة اللاجئين".
ولاقت صورة أسماء الناطور اللاجئة السورية وهي تودع جارتها الدنماركية بعد صدور قرار ترحيلها تعاطفًا كبيرًا على وسائل التواصل، وغرّد متضامنون بدعوى إيقاف القرار الصادر بحقها.
أنا لاجئ
أطلق سوريون وسم #أنا_لاجئ الأيام الماضية وتفاعلوا برواية قصص لجوئهم، وذكرياتهم الموجعة التي عاشوها خلال رحلة اللجوء وما بعدها، خصوصًا أن أعدادهم تجاوزت 13 مليون لاجئ ونازح سوري منذ عام 2011، بحسب الأمم المتحدة.
وغرّدت لبابة الهواري عبر تويتر متحدثة عما أسمته لجوء بالوراثة، إذ ولدت لعائلة هاجرت منذ ثمانينيات القرن الماضي من مدينة حماة السورية، وأنجبت هي الأخرى ضمن رحلة اللجوء التي لم تنته بعد.
الكاتب علي حنيف داوود شارك بالوسم، وقال إنه لاجئ منذ طفولته لقرابة 53 عامًا متواصلة.
ووجه يامن علي نصيحة لأحد أطفال المخيمات، بأن يحزم حقائبه نحو الغرب، لأن لا سلام ولا هدوء في الشرق، "أسرع قبل فوات الأوان" يقول يامن.
وتحت الوسم ذاته، تداول ناشطون مقطع فيديو لأطفال سوريين في أحد مخيمات اللجوء على الحدود اللبنانية، وهم مبتهجون على أنغام أغنية قصة حب للفنان رامي عياش، راسمين بسمة على شفاه كل من شاهدهم.
عمر الغبرا وزيرًا في كندا
إلى هنا لن نتجاوز الحديث عن اللاجئين السوريين والمهجرين منهم، إذ يقف ناشطون عند حكاية مهاجر سوري وصل لمنصب وزير للنقل في كندا، مفتخرين بقصة من قصص نجاح عديدة سجلها لاجئون سوريون، عمر الغبرا كان نموذجًا لها.
الشاعر السوري أنس دغيم غرّد متهكمًا على من يدّعي عدم توفر بديل عن بشار الأسد، بخبر تعيين عمر الغبرا وزيرًا للنقل في كندا.
من جهته، نشر الناشط رامي عساف تغريدة عبر تويتر استهزأ فيها من أسلوب النظام السوري المخابراتي بتعيين وزرائه، بأن عمر الغبرا أول وزير سوري ينفد من تقييم المخابرات السورية.
وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عيّن سوري الأصل النائب السابق في البرلمان الكندي، عمر الغبرا، وزيرًا للنقل في 12 يناير/كانون الثاني هذا العام.
قضية الموز
تفاعل آلاف السوريون مع تريند الموز، بعد ظهور أتراك في تقرير مصور يحمّلون فيه اللاجئين السوريين مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في تركيا، وصوّر لاجئون مقاطع وصورًا كوميدية وأخرى هجومية تعليقًا على ادعاءات الذين ظهروا في التقرير.
قضية الموز لم تنحصر بمقاطع تهكمية، بل توسعّت بردود فعل غاضبة من قبل الأتراك على تفاعل السوريين، معتبرين أنهم استهزأوا بأوضاعهم المادية الحرجة هذه الفترة، فيما وصلت القضية إلى صدور قرارات ترحيل بحق لاجئين سوريين صوّروا فيديوهات وهم يتناولون الموز.
المحامي المعارض محيي الدين شارك بالتريند وكتب مازحًا "ما يكونوا فكروا كنا عم نقول في اول الثورة، الموز ولا المذلة".
الصحفي أويس عقاد اعتبر أن نشر المقابلة مع المواطنين الأتراك على وسائل الإعلام العربية، ساهم بتحويل خطاب العنصرية من قبل الأتراك إلى خطاب كراهية بين السوريين، وأنه كان بمثابة أداة تحريض بين الشعبين يجب تجنبها وتسليط الضوء على ما هو إيجابي.
ومن بين من شارك بقضية الموز، الصحفي المعارض ماجد شمعة، والذي اعتقلته السلطات التركية تمهيدًا لترحيله، إلا أن القضاء برّأه وتم الإفراج عنه لاحقًا بعد استمرار اعتقاله لأيام، وتضامُن سوريين معه بشكل واسع تحت وسم #لا_لترحيل_ماجد_شمعة.
فتاة الحسكة
أثار مقطع مصور لجريمة قتل بشعة ارتكبت بحق فتاة قاصر بدم بارد على يد ذويها في مدينة الحسكة بداعي "الشرف"، غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولقي تفاعلًا بشكل واسع من قبل وسائل إعلام عربية وأجنبية.
وبحسب ما تداول عن الحادثة فإن الفتاة قتلت على يد أقربائها بعد رفضها الزواج من ابن عمها، وكان الجناة زعموا أنها حاولت الهرب مع شخص تقدم لخطبتها من قبل.
وعلى إثرها، خرجت مظاهرات احتجاجية على ما يسمى عرفيًا "جرائم شرف" ترتكب بحق النساء.
وقالت الناشطة الحقوقية هديل بوقريص عبر حسابها على تويتر إن فتاة الحسكة "شهيدة من شهيدات الغدر القانوني .. المجتمعي .. الذكوري".
فيما استنكرت روان الرجولة عبر تغريدة لها تصوير الحادثة، ونشرها على الانترنت.
المغردة ألطاف الخالدي اعتبرت أن المجتمع صادر أبسط حق من حقوق النساء بمثل هذه الجرائم، وهو حق اختيار الشريك.
فضيحة مدرس بجامعة الفرات
صيف هذا العام، انتشرت تسجيلات صوتية ومصورة لأحد أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة "الفرات" وهو يتحدث بألفاظ غير أخلاقية محاولًا ابتزاز إحدى الطالبات جنسيًا.
واستدعت هذه الفيديوهات تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع "الفضيحة"، في حين أحيل المعني للتحقيق.
جامعة الفرات في مدينة دير الزور أقرّت بعد نتائج التحقيقات بصحة التسجيلات الصوتية والمصورة لأحد أعضاء الهيئة التدريسية في كلية البتروكيمياء.
ووفق وسائل إعلام سورية محلية، فإن عميد كلية الحقوق في جامعة الفرات، أحمد عبد الرحيم، صرّح بوجود مرض نفسي وإعاقة جسدية لدى المتهم، وقال إنه "اعترف بارتكاب المخالفة عدة مرات في مكتبه الخاص، حيث وضع عقوبة لنفسه وقدم استقالته وأقر الدكتور خلال التحقيق بخط يده أنه ارتكب هذا الفعل".
وشجعت المغردة أليسار على فضح المتحرشين والمبتزين ممن يستغلون مناصبهم لأفعال غير أخلاقية، كما حدث مع الدكتور بجامعة الفرات.
خسارة منتخب النظام
تعدّ خسارة منتخب سوريا الممثل للنظام في مسابقة كأس العرب، إحدى الموضوعات التي تفاعل معها السوريون هذا العام.
وخرج المنتخب من المنافسة بعد فوزه بمباراة أمام تونس، وخسارته بمباراتين واحدة أمام موريتانيا، وأخرى بمواجهة الإمارات.
سوريون معارضون استغلوا خسارة المنتخب ليشمتوا به ويذكّروا أن هذا المنتخب "منتخب البراميل" كما يصفوه، يمثل نظام الأسد الذي ارتكب آلاف الجرائم والانتهاكات بحق السوريين.
وشارك الرسام التشكيلي عمار آغا القلعة تعليقًا رياضيًا على سبب خسارة المنتخب السوري، حيث أن "الطيران الروسي لم يشارك بالهجوم".
في حين، شكر سوريون منتخب موريتانيا لتسببه في خروج الفريق من المنافسة، مستنكرين مَن أحزنه خسارة منتخب "البراميل" ولم يحزنه خسارة آلاف الأرواح من السوريين.
اقرأ/ي أيضًا:
21 سابقة فريدة سجّلها التاريخ في العام 2021
عام مليء بالخيبات.. 6 أحداث شغلت الأردنيين في عام 2021