30-نوفمبر-2021

رحلة اللجوء في جزيرة ليسبوس اليونانية (Getty)

 

 تحت وسم #أنا_لاجئ كتب آلاف السوريين قصص لجوئهم، وذكرياتهم الموجعة التي عاشوها خلال رحلة اللجوء أو بعدها على مدار عشر سنوات، مطالبين بحقوقهم وحقوق أبنائهم، ومذكّرين بالأسباب التي دفعتهم للجوء، وما يكابدون في البلاد المضيفة من عناء.

ولعل الهروب من قصف قوات النظام السوري وحلفائه أبرز الأسباب التي دفعت بالسوريين للجوء، أو كما قال ردينة سليم أحد المتفاعلين مع الوسم، " لو لم أخرج من سوريا لكنت الآن صورة ورقمًا في ملف قيصر"، في إشارة إلى التهديد بالاعتقال الذي رافق معظم السوريين أثناء تواجدهم في بلدهم، حتى لو أنهم لم يشاركوا بأي حراك ثوري.

وبحسب الأمم المتحدة فهناك أكثر من 13 مليون لاجئ ونازح سوري منذ عام 2011، 6.7 مليون نازح سوري داخلياً، وأكثر من 6.5 مليون لاجئ سوري حول العالم، تستضيف الدول المجاورة لسوريا 5.5 مليون منهم.

حكاية لاجئ

غرّدت لبابة الهواري عبر تويتر متحدثة عما أسمته لجوء بالوراثة، إذ ولدت لعائلة هاجرت منذ ثمانينيات القرن الماضي من مدينة حماة السورية، وأنجبت هي الأخرى ضمن رحلة اللجوء التي لم تنته بعد.

أما آلاء دهّان، فتروي حكايتها عن اللحظة التي افترقت فيها عن والدها على الحدود السورية اللبنانية، لتبدأ آنذاك رحلة اعتقال والدها، ورحلة لجوئها هي.

أكوام من ركام، هذا ما اختصره فيديو أرفقته فيحاء الشام، عبر مشاركتها في وسم أنا لاجئ، والذي قالت أعلاه "أنا لاجئة لأن هذا ما تبقى من قريتي".

 

وكما حال الكثير من السوريين الذي فقدوا أحبائهم دون وداع أخير، كتب الصحفي السوري عبادة كوجان عبر تويتر، عما يعتريه من مشاعر فقد وشوق لوالديه.

 

من جانبه، عزا عبد الوهاب لجوئه إلى القصف الذي طال منطقته، مؤكدًا أنه "رغم كل الدمار وتشابه الأبنية قادر إني أعرف بيتي وقادر إني أعرف كل شهيد استشهد هون وهوي عم يدافع عن أهله وعرضه".

 

بدوره، تحدّث محمد عبد القادر عن أمله لسنوات بالعودة لبيته، والذي انتهى أخيرًا بتشرده.

محمود حلواني أحد مستخدمي منصة تويتر تفاعل هو الآخر مع وسم أنا لاجئ، فكتب عن صديق طفولته زياد، الذي قاسمه مقعد الدراسة، وما يعنيه أن يكون المرء سوريًا، فإما لاجئًا كحال حلواني، أو معتقلًا كزياد.

لم يكن خيارًا

كتب حسين مطر أحد المتفاعلين مع الوسم عن لجوئه، بأنه "لم يكن خياراً أو رفاهية، كان تهجيراً ظالماً، تفاصيله مؤلمة، أساليبه كثيرة؛ لكن مصيره واحد...كان أشبه بطلوع الروح".

"اكتر من عشر ساعات مشي، ما كان معنا مي، زحف وركض وطريق كان جدا طويل، بدون هاتف بدون حدا بعرفه وانتظار لساعات طويلة ولوجهة اصلا ما كان في حدا يستقبلني فيها، ملخص أبشع 3 أيام من رحلتي لصير لاجئ" يروي المصور الصحفي سامر دعبول.

بدوره، أوضح كمال أحد مستخدمي منصة تويتر أن اللجوء كان قدرًا وليس خيارًا، وأن أي شخص قد يكون يومًا ما لاجئًا فارًا من ظلم الحكام وبطش الجيوش.

تأكيدًا على ما سلف، اعتبر فريد المحلول أن اللجوء كان الحل الوحيد، ولم يكن خيارًا أو رفاهية.

الصحفي تمام أبو الخير، قال إن اللجوء لم يكن خياره وإنما اقتلع من أرضه اقتلاعًا.

وتفاعل فريق ملهم التطوعي أيضًا مع الوسم، بتغريدة قال فيها: "لم يكُن خياراً أو رفاهية، كان تهجيراً ظالماً، تفاصيله مؤلمة، أساليبه كثيرة؛ لكن مصيره واحد".

 

لجوء في الوطن

"جسمي معي غير أنّ الرّوح عندكم، فالجسم في غربةٍ والرّوح في وطن" هذا ما غرّد به ريان عبر تويتر، مرفقًا تغريدته بصورة قال أنها لحيّ بيت جده في مدينة حلب.

ويروي ماجد عبد النور عبر تغريدة له رحلة تهجيره على يد قوات النظام السوري وروسيا، باعتباره لاجئ في "بقايا من الوطن".

وعن اللجوء في الوطن، قال محمد أبو يزن، إنه يقيم قريبًا من بيته الذي أُجبر على الخروج منه قسرًا، وما زال ممنوعًا من العودة إليه، وهذا ما يعتبره موتًا من نوع آخر.

 

أنا أيضًا

كصحفية أتمت تقريرًا يستعرض تفاعل سوريين مع قضية لجوئهم، أنهيتُ كتابة هذا التقرير، ثم بكيت.

أنا أيضًا لاجئة، لا يعيرها العالم أي اهتمام إلا باعتبارها رقمًا ضمن إحصائيات رسمية، توثق كارثة العصر، الحرب السورية.

أنجبت طفلة أول ما حصلت عليه من أوراق ثبوتية، كانت هوية لاجئ، لأتساءل كل يوم، أي ذاكرة مفرغة من الأحباب والأماكن ستحملها معها ابنتي عن وطنها في بلد اللجوء؟ ثم تتضخم الأسئلة إذا ما كان المولود في بلد لجوء سيء المعاملة قليل الإنسانية.

في خضمّ المآسي التي يعيشها اللاجئون، كان لكل واحد منهم قصة لا تلخصها منشورات بعدد أحرف محددة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا دفاتر مطولّة تسرد التفاصيل، ولا حتى شهادات حية أو منقولة تروي معاناتهم، لكن وسم #أنا_لاجئ جاء بمثابة تنبيه أو إشعار هامشي، أراده سوريون لاجئون برًا أو بحرًا أو جوًا، ليذكّروا بأحوالهم، ويطالبوا بحقوقهم من عيش وكرامة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مصير مجهول يواجه اللاجئين السوريين في الدنمارك بعد قرار بإلغاء تصاريح إقامتهم

اللجوء الكبير .. جسر بين ضفتي المتوسط