15-ديسمبر-2021

خمسة أعوام مرّت على تهجير عشرات الآلاف من منازلهم في حلب (Getty)

أطلق ناشطون من حلب وباقي المدن السورية،  وسم #راجعين_بلا_الأسد بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لتهجير عشرات الألاف من سكان المدينة من بيوتهم وأراضيهم، نتيجة للحملة العسكرية التي شنها عليهم النظام السوري بالتعاون مع الميليشيات المؤيدة له، بدعم من الطيران السوري، ما أدى إلى مجازر ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء، وسقوط المباني السكنية على رؤوس قاطنيها وتهديم المدارس، المراكز الدينية والأسواق التجارية، فتحولت حلب مدينة أشباح يسكنها الرعب والخراب، وتهجّر أهلها في مشارق الأرض ومغاربها.

الوسم الذي انتشر بسرعة في صفوف الناشطين السوريين، بدا واضحًا من معناه أن أهالي المدينة لا يزالون مصرين على موقفهم الأساسي، والذي خرجوا بسببه إلى الساحات منذ انطلاقة الثورة في العام 2011، المتمثل بالمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد، إذا لا حديث عن العودة إلى الديار ما دام الأسد في السلطة، بحسب ما اتفق عليه مستخدمو الوسم المذكور.

في أبرز التعليقات والتغريدات، قال المغرد محمد عبد القادر حمود " لم نهاجر يا قلعة الأحرار، هُجرنا منك كرهاً، أنا من هذه المدينة السحرية، أنا من قلعة الحرية أنا من حلب، وللحلم بقية."

الناشط أبو نعيم، وهو لاجئ من الغوطة الشرقية هرب إلى الدانمارك، قال إن العالم ينتظر  للاحتفال بسنة جديدة، فيما ينتظر السوريون إسقاط نظام بشار الأسد، لكي يتمكنوا من العودة إلى ديارهم.

وقال في تغريدة أخرى إن السوريين لم يغادروا سوريا بملء إرادتهم، لكنهم نزحوا منها بسبب آلاف البراميل والصواريخ، وأنهم لن يعودوا إليها إلا بعد رحيل الأسد.

الناشط المعارض خلف محمد، وصف الثورة السورية بالثورة اليتيمة، التي انطلق قبل عقد من الزمن، وهو عقد من جرائم الأسد ووحشيته، وعقد من التهجير ومن صمت العالم عمّا يجري، وأضاف: " قمع الناس بالنار وبالأسلحة الكيماوية، ولم نسمع من العالم إلا عن الخطوط الحمراء".

الناشط الإعلامي المعارض ماجد عبد النور، قال في الذكرى الخامسة لما أسماه نكبة حلب، إنهم خسروا المعركة مع روسيا وترك أهل الأرض ارضهم لأنهم رفضوا العيش في ظل الاحتلال، وأشار إلى أن القضية لن تموت فهي ستبقى في قلوبهم، ومهما راهن الطغاة، فإنهم عائدون.

بدوره قال الناشط إيفار إن اللجوء لم يكن خيار السوريين، بل كان آخر سبل النجاة في وطن لا يمتلك أدنى مقومات العيش بكرامة وحرية. واعتبر إيفار أن عودة أي لاجئ إلى بلده قسرًا، يعتبر إجرامًا بحق إنسان مهدد بالاعتقال والتعذيب فور وصوله إلى الأراضي السورية، داعيا إلى عدم قتلهم بهذه الطريقة.

ونشر الناشط أحمد لمحمود مقطع فيديو لتظاهرات شهدتها حلب ومناطق سورية اخرى خلال الثورة السورية، وقال إن الثورة لن تنطفئ، وأنهم لن يتركوها ولن يخونوا دماء الشهداء، وأنهم لم ينسوا من خانهم ومن ظلمهم.

وضمن السياق نفسه اعتبرت الناشطة رشا غن ما قبل 15 آذار 2011 ليس كما بعده، مهما روّج المطبعون مع النظام السوري، وأن الثورة هي بداية نهاية حكم هذه العائلة المجرمة، واجتثاث هذه الحقبة السوداء من تاريخ سوريا بحسب وصفها وتعبيرها.

تعد حلب ثاني أكبر المدن السورية بعد العاصمة دمشق، وقد شهدت المدينة تظاهرات حاشدة مناهضة لنظام بشار منذ انطلاقة الثورة ربيع العام 2011، ولم يلبث ثوارها أن سيطروا على المدينة، وطردوا الجيش الاسدي منها، ليعود الأخير ويشنّ حملة عسكرية شاملة على المدينة القريبة من تركيا، تمت خلالها محاصرة الأحياء الشرقية من المدينة وقطع الإمدادات عنها، وألقيت عليها آلاف القنابل والبراميل المتفجرة، من الطيران السوري والروسي، ومشاركة برية من حزب الله وفصائل أخرى موالية لإيران، انتهت باستسلام المدينة، وتهجير أهلها في كانون الأول\ديسمبر  من العام 2016.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف وقع التغيير الديموغرافي "القسري" في سوريا؟ (1-3)

التهجير الكبير.. كيف وقع التغيير الديموغرافي "القسري" في سوريا؟ (2-3)

الدولة المفيدة تكتمل.. كيف وقع التغيير الديموغرافي "القسري" في سوريا؟(3-3)