02-يناير-2024
أطفال فلسطينيون في أحد مخيمات رفح جنوب قطاع غزة

أطفال فلسطينيون في أحد مخيمات رفح (Getty)

نشرت منظمة الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، تقريرًا استعرضت فيه العديد من الأرقام والإحصائيات التي تعبّر عن سوء وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، والصادرة عن عدة منظمات تابعة لها.

وتضمن التقرير تحذيرات جديدة من العاملين في المجال الإنساني بالمنظمات التابعة للأمم المتحدة، بشأن أوضاع المدنيين في قطاع غزة، وسط استمرار القصف الإسرائيلي المدفعي والجوي الذي تركّز خلال الأيام القليلة الأخيرة على مدن وسط وجنوب القطاع، تزامنًا مع تصاعد حدة الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال.

كل يوم يمثل بحثًا يائسًا عن القوت، غالبًا ما يمضي الناس في قطاع غزة طوال النهار والليل دون تناول الطعام

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وبرنامج الأغذية العالمي، قد أطلقا مؤخرًا عدة تحذيرات من خطر المجاعة والمرض في المناطق المكتظة بالسكان، التي نزح إليها الآلاف هربًا من القصف الإسرائيلي شمال ووسط قطاع غزة.

وفي منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، اليوم الثلاثاء، قال برنامج الأغذية العالمي: "الجميع في غزة جائعون! إن تخطي وجبات الطعام هو القاعدة، وكل يوم يمثل بحثًا يائسًا عن القوت. غالبًا ما يمضي الناس طوال النهار والليل دون تناول الطعام. الكبار يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام".

في المقابل، أكدت "الأونروا" وجود أكثر من مليون شخص يبحثون عن الأمان في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، المكتظة بالنازحين، حيث ينام مئات الآلاف في العراء من دون ملابس، أو مواد كافية تقيهم من البرد.

وفي حين أن نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع، فقد أكدت المنظمات الإنسانية الأممية أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يتعرضون لخطر خاص.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت، في وقت سابق، من خطر وشيك نتيجة تفشي الأمراض المعدية، حيث سجّلت منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، 179 ألف إصابة بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد، وأكثر من 136 ألف حالة إسهال بين الأطفال دون سن الخامسة، وأكثر من 55 ألف حالة جرب وقمل، و4600 حالة يرقان.

وبحسب المنظمة نفسها، فإنه من بين 1.9 مليون نازح في قطاع غزة، هناك حوالي 52 ألف امرأة حامل تلد 180 منهن كل يوم، إضافةً إلى 1100 مريض يحتاجون إلى غسيل الكلى، و71 ألف مريض بالسكري، و225 ألفًا بحاجة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وذلك وسط غياب أي شكل من أشكال الرعاية الصحية نتيجة القصف المتواصل، الذي أدى إلى إخراج 30 مستشفى و53 مركز صحي عن الخدمة.

ولم تقتصر هذه الأرقام والإحصائيات على قطاع غزة، بل شملت أيضًا الضفة الغربية المحتلة التي صعّد الاحتلال من إجراءاته الانتقامية ضدها منذ السابع من أكتوبر، حيث بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا بنيران الاحتلال خلال هذه المدة أكثر من 300 شهيد، ناهيك عن 200 شهيد ارتقوا قبل هذا التاريخ، وهو ما يمثّل: "أعلى رقم في فترة عشرة أشهر منذ بدأت الأمم المتحدة تسجيل الضحايا عام 2005".

وقد شهدت الضفة، بحسب المنظمة الأممية، بين 7 أكتوبر و20 نوفمبر، زيادة: حادة في الغارات الجوية وكذلك التوغلات التي قامت بها ناقلات الجنود المدرعة والجرافات المرسلة إلى مخيمات اللاجئين وغيرها من المناطق المكتظة بالسكان في الضفة الغربية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وإلحاق أضرار جسيمة بالأعيان والبنية التحتية المدنية".

كما أكّد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا)، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أشرفت: "على هدم 1,119 مبنى في الضفة الغربية العام الماضي، وهو رقم قياسي منذ بدء جمع البيانات في عام 2009، مما أدى إلى تهجير 2,210 فلسطينيين من منازلهم". وشدد المكتب على أن التهديد بتدمير المنازل ومصادر العيش: "يساهم في خلق بيئة قسرية تضغط على الناس لمغادرة مناطق إقامته".