09-يناير-2024
استيطان قطاع غزة

الجلسة شارك فيها قادة الاستيطان، وكل حديث عن استيطان غزة، كانت تحصل على ترحيب واسع (Getty)

تحول الكنيست الإسرائيلي، إلى ساحة من أجل إطلاق المواقف المتطرفة ضد قطاع غزة، وبينما ينحصر قرار إدارة العدوان في المجلس الحربي الضيق، فإن ما تبقى من الكنيست وأعضاء الحكومة الإسرائيلية، ينشغلون في طرح الأفكار حول "تهجير أهالي قطاع غزة، وإعادة الاستيطان هناك"، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر.

وفي الوقت الذي نشهد فيه عدة تصريحات علنية حول ذلك، فإن جلسات الكنيست تكشف عن الكثير أيضًا، ووفق صحيفة "هآرتس"، فإنه وخلال جلسة، عقدت في الكنيست، تحت عنوان "تعزيز الوعي بالنصر الإسرائيلي"، الأسبوع الماضي، برز الحديث عن "إعادة استيطان" قطاع غزة، وبالأخص من تيار الصهيونية الدينية.

وخلال الجلسة، كان المتحدث الأبرز، اليميني المتطرف والمستوطن تسفي سوكوت، الذي منح 30 ثانية للحديث، خصصها للحديث عن "ردع العرب" عمومًا، والاستيطان في غزة، إذ قال: "يجب أن ينتهي هذا الحدث بطريقة يتردد صداها في كل مكان في العالم العربي. في الضفة الغربية، بين ’عرب إسرائيل’ [كما وردت]، في سوريا، في لبنان، يجب على الجميع أن يروا ما حدث لغزة ويفهموا، أن هذا هو آخر شيء يريد أن يحدث في حياتهم".

يرفض أعضاء الكنيست، تحول إلى مرحلة جديدة من العدوان على غزة، وتستمر المطالبة في مواصلة العدوان بالوتيرة نفسه

وأضاف سكوت: "على الأقل في شمال قطاع غزة، علينا أولًا أن نغزو، ونضم، وندمر جميع المنازل، ونبني أحياء، أحياء كبيرة وواسعة، ومستوطنات كبيرة في ذلك المكان الذي سيتم تسميته على اسم أبطالنا، وسنوزع قطعًا مجانية هناك على الجنود الذين قاتلوا وعلى الجرحى"، كما ورد.

واستمر في القول: "هذه الصورة، وهذا هو الأهم، غزة المدمرة، ساحة فلسطين ستصبح ساحة البطولة الإسرائيلية، هذه الصورة سوف يتردد صداها في كل بيت حول العالم، حتى يرى الجميع ما يحدث لأولئك الذين يعبثون معنا"، وفق تعبيره.

ومن بين الحضور كانت زعيمة المستوطنين دانييلا فايس والمعلق اليميني نافي درومي. وفي الوقت، الذي "يزن أعضاء المجلس الحربي كل كلمة"، فإن أعضاء الكنيست أكثر تخففًا في الحديث عن نيتهم "تدمير غزة".

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه "في كل مرة يذكر فيها أحد إعادة الاستيطان في غزة، ينفجر تصفيق حاد من الجمهور".

ووفقاً للرئيس المشارك للتجمع أوهاد تال من حزب الصهيونية الدينية، الذي يتزعمه المتطرف بتسلئيل سموتريتش، فإن "هدف الحرب يجب أن يكون السيطرة الكاملة على قطاع غزة. غزة كانت دولة إسرائيل، ويجب أن تعود إلى كونها أراضي دولة إسرائيل"، وفق تعبيره.

وكانت وزيرة الاستخبارات غيلا غمليئيل، من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هي التي قدمت الخلفية لكل ما سبق. بالقول: "لقد انهار نظام حماس، ولا توجد سلطة بلدية، ويعتمد السكان المدنيون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية من الخارج، وهناك نقص في فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، وسيتم تحويل 60% من المناطق الزراعية في غزة إلى مناطق عازلة، ومعظم. آلاف المنازل غير آمنة للعيش فيها. ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة ويسيطر على جميع معابر غزة وحدودها". مضيفةً: أن "فكرة نقل المسؤولية عن غزة إلى السلطة الفلسطينية، تشكل خطرًا على إسرائيل. فالسلطة الفلسطينية كانت تسيطر بالفعل على غزة وتم عزلها بالقوة من قبل حماس. ولدى كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية آراء مماثلة لآراء قادة حماس ويؤيدون 7 أكتوبر. لم نقاتل ولم ندفع ثمنا باهظا من الدماء من أجل إقامة كيان فلسطيني معادٍ"، بحسب تعبيرها.

ووصلت في الخلاصة، قائلةً: "إدارة مؤقتة - يجب نقل قطاع غزة إلى السيطرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة ومصر والأردن والإمارات والسعودية، بالتوازي مع السيطرة العسكرية للجيش الإسرائيلي على غزة.. وفي أي بديل، إن نزع السلاح الكامل لقطاع غزة مطلوب، وتنفيذ عملية اجتثاث التطرف من جميع السكان وإلغاء استمرار وضع اللاجئين".

واستمرت في الحديث عن "الهدف الإسرائيلي القديم" الذي يدعو إلى "تصفية قضية اللاجئين، بالقول: "يجب على وكالة اللاجئين التابعة للأونروا، خلق الظروف التي تشجع الفلسطينيين الذين يرغبون في بناء حياتهم في مكان آخر... ومن خلال العمل الدبلوماسي والاتصالات المناسبة، سيكون من الممكن تسخير النظام الدولي لتحقيق ذلك".

وقالت ليمور سون هار-ملك، من حزب "عوتسما يهوديت" الذي يتزعمه المتطرف إيتمار بن غفير، إنها لم تعجبها فكرة "صورة النصر"، وقالت: "هناك نصر واحد فقط، سواء على أعدائنا أو بيننا وبين شعبنا. وهي عودة الاستيطان إلى قطاع غزة".

وبعد أن قالت إنه يجب النظر في "خطة الهجرة الطوعية"، أضافت: "كل الأعداء يراقبون اليوم... حزب الله في الشمال ينظر إلى غزة، وسوريا تنظر إلى غزة، الضفة الغربية تنظر إلى غزة، وعرب إسرائيل ينظرون إلى غزة"، بحسب قولها.

من جانبه، قال السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة داني دانون، وعضو الكنيست عن حزب الليكود: "لن يحدث شيء بدون حسم. علينا أن نتحلى بالعزيمة والقوة، ويجب أن نواصل السير على الطريق الذي بدأناه. والآن قرر مجلس الوزراء تغيير شكل العملية والتحول إلى الجهود الجراحية، ومن المستحيل أن نفعل ذلك. كن حاسمًا. [نريد] شريطًا أمنيًا يزيد عرضه عن كيلومتر، ومن يدخل هذا الشريط سيتم إطلاق النار عليه". وفيما يتعلق بـ"الهجرة الطوعية"، قال إنها "جيدة لسكان قطاع غزة وجيدة لدولة إسرائيل... نريد السماح لسكان غزة بالمغادرة، وعلينا أن نتحدث عنها ونشجعها". 

السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة، سبق له كتابة مقالة مع عضو الكنيست رام بن براك، تدعو إلى تهجير أهالي القطاع المحاصر

وقال الجنرال (احتياط) في جيش الاحتلال أمير أفيفي، رئيس جماعة هابيتونستيم المتشددة، والمعروفة أيضًا باسم منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، إن إسرائيل بحاجة إلى "الجلوس على رفح بأكملها من أجل السيطرة على الحدود مع مصر". وقال إن السيطرة العسكرية على "غزة لن تكون كافية؛ وهذا النهج سوف يفتقر إلى الشرعية على المدى الطويل، وبالتالي كان من الضروري إقامة مستوطنات يهودية".

وأعرب وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو عن دعمه "للهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة، وهو أحدث مشرع من الائتلاف الحكومي يقترح مثل هذه الخطوة.

وفي مقابلة مع موقع الأخبار الإسرائيلي "واينت" يوم الإثنين، سُئل الوزير عن دعمه لعملية "النقل المقترحة لسكان غزة من منازلهم". فأجاب: "هذا ليس نقلًا. نحن نتحدث عن الرغبة في تحسين الوضع المعيشي لسكان غزة... الذين يرفضون العيش في هذه الظروف"، أي القصد تهجير أهالي غزة.