05-أكتوبر-2016

مشهد تمثيلي احتجاجي ضد سياسة الأسد وبوتين(صورة أرشيفية/ماريو تاما/Getty)

نقلت وكالة "سبوتنك" الروسية للأخبار خبرًا مفاده أن عرافًا كنديًا شهيرًا يدعى "جون ولدن" قال إن "الحرب السورية ستنتهي في عام 2017 وإن الخليج سيقسم إلى إمارات متناحرة"، حسب توقعاته. وأضاف جون: أن "روسيا ستنفذ ضربة عسكرية شاملة تقضي بها على الإرهاب في غضون شهرين بشكل كامل ثم ينتقل المسار السياسي وستجري انتخابات بحضور أممي"، مشيرًا إلى أن الأسد سينتصر مجددًا، حسب قوله، في ولاية جديدة وسينتخب من قبل الشعب السوري.

نقلت وكالة سبوتنك الروسية خبرًا مفاده أن عرافًا كنديًا شهيرًا قال إن "الحرب السورية ستنتهي في 2017 وإن الخليج سيقسم إلى إمارات متناحرة"

وتابع توقعاته أو "رؤيته"، كما يحب أن يقال عنها، قائلاً إني "أرى الجيش السوري في لبنان بناءً على طلب الجيش اللبناني بعد قيام إمارة إرهابية في الشمال اللبناني حيث سيقوم الجيش السوري بتحرير تلك المنطقة من الإرهابيين نتيجة الخبرة الطويلة التي اكتسبها في الخمس سنوات الأخيرة". وتوقع جون ما أسماه "كارثة من صنع البشر في أوروبا"، وقال "أعتقد أن تسرباً نوويًا سيقضي على آلاف البشر في أوروبا".

اقرأ/ي أيضًا: واشنطن تضرب "فتح الشام".. وتعلق تعاونها مع موسكو

طبعًا الخبر لم ينقله أحد سوى وسائل إعلام النظام السوري والمواقع الإلكترونية المرتبطة به، وصحف ومواقع لبنانية، لكن المضحك حقًا أن تنقله وكالة عالمية روسية للأنباء، فهذا يمثل انحطاطًا إعلاميًا لا مثيل له، فهل النظام وروسيا حقًا مأزومان لاختلاق شهادة منجم من قارة أخرى بعيدة آلاف الكيلومترات ليقرأ لهما المستقبل؟.

الطريف أن الخبر الذي انتشر قبل أيام على مواقع تابعة للمخابرات السورية وغير شهيرة، تواصل نسخه حرفيًا عبر المواقع إلى أن وصل إلى وكالة روسية عالمية، ولكن بصيغة "قص لصق"، دون أي تحرير وكأن الخبر المفبرك خرج من "وكالة" المخابرات لإيصال رسائل سياسية بقالب "تنجيمي" على عادة مهنة "المنجمين"، التي أصبحت مهنة مكاتبها الرئيسية في فروع المخابرات وأخبارها تنشط مع نهاية كل عام لاستقبال العام الجديد.

بحثت لساعات عن المنجم "جون ولدن" هذا لكن لم أعثر له على وجود، لا في عاصمة كندا ولا في أي "زنقة" في تلك القارة الواسعة، فلجأت إلى صورة المنجم المرافقة للخبر التي نشرتها مواقع النظام على اختلافها فكانت إحداها لشخص لا علاقة له بالتنجيم وإنما هو لاعب كرة سلة أمريكي انتقل إلى رحمة الله قبل اندلاع الثورة السورية بعام كامل والأخرى لرجل أوروبي يدعى "هانك" وصورته مستخدمة لتكون بوستر لإعلان عن مركز للأمراض النفسية ورعاية كبار السن، إذ يبدو أن الرجل لديه خبرة في هذا المجال.

استعانت مخابرات الأسد بلاعب كرة سلة أمريكي، وجعلت منه "عرافًا كنديًا" لإنهاء الحرب في سوريا ونصر ونقلها إلى الخليج العربي ونصر الأسد

اقرأ/ي أيضًا: هل تعزل موسكو نفسها دوليًا؟

المثير للسخرية حقًا أن الصورة المستخدمة للاعب كرة السلة هي الأكثر قربًا لاسم الشخص وصورته ولكن وظيفته تختلف فـ"جون ولدن" كما تسميه وسائل إعلام النظام السوري ووسائل الإعلام الروسية واللبنانية وحتى العراقية والأردنية، التي تدور في فلك ما يسمى بمحور الممانعة، ليس إلا جون "وودن" المولود في (14 تشرين الأول/أكتوبر 1910م) والمتوفى في 4 حزيران/يونيو 2010م، والذي كان لاعبًا ومدربًا أمريكيًا في كرة السلة ولُقب بـ "ساحر ويستوود"، كما يخبرنا موقع ويكيبيديا، وكلاعب، كان وودن أول من يحصل على لقب أفضل لاعب كرة سلة في أمريكا ثلاث مرات، كما فاز ببطولة وطنية في جامعة بورديو. وذُكر اسمه كعضو في قاعة مشاهير كرة السلة كلاعب (في 1961) وكمدرب (في 1973)، ليكون أول من يحصل على اللقب في الفئتين على الإطلاق. ولم يحصل على الشرف ذاته سوى ليني ويلكنز وبيل شارمان.

باختصار فإن مخابرات الأسد استعانت بلاعب كرة سلة أمريكي، وجعلت منه "عرافًا كنديًا" لإنهاء الحرب في سوريا ونقلها إلى الخليج العربي، كي ينتصر الأسد ويعاد انتخابه وتنهار أوروبا وتمحى عن الخارطة، وتسجل روسيا نصرًا حاسمًا على العالم أجمع لتعزيز مواقع حليفها "الصادق الصدوق" بشار الأسد.

صور مفبركة تعتمدها مواقع إعلام النظام السوري للمنجم الكندي

اقرأ/ي أيضًا: 

النظام السوري... الأولوية لإبادة حلب

سوريا.. الخطة الأمريكية البديلة تعود للواجهة