09-أغسطس-2021

الكاتبة نور جمال

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


نور جمال كاتبة وشاعرة من العراق، نشرت العديد من المقالات والقصائد في صحف ومواقع عربية مختلفة. مهتمة بالفنون والسينما.


  • ما الذي جاء بكِ الى عالم الكتب؟

لأن حياة واحدة لا تكفي. بدأت حياتي مع الكتب من بيت العائلة حيث توجد مكتبة في كل غرفة، ابتداءً من مكتبة أبي الدكتور الجامعي المتخصّص في اللغة، فعرفت عن طريقها سيبويه والنحو والنقد والشعر والكثير من الاهتمامات التي لم أكن اعرفها. ومن ثم مكتبة امّي الطبيبة التي كانت تغذّيها بالكتب الإنجليزية الأدبية والطبّية. ثم مكتبة المدرسة إذ كان باستطاعتي استعارة كتاب أسبوعيًّا وإعادته حين أنتهي من قراءته. والمكتبات العامّة حيث كانت تحتوي على الكثير من العناوين التي تستثير فضولي لقراءتها ومجلات الأطفال ما زلت أحتفظ بها، ثمّ ولادة مكتبتي ومكتبة اخواتي. "قبو البصل" كان أوّل كتاب قرأته في عمر الخامسة عشر، وهو مجموعة قصصية لأدباء ألمان، يحمل هذا العنوان نسبةً لقصة موجودة في المجموعة كتبها غونتر غراس، استعرته من مكتبة والدي ولا زلت أحتفظ به ِلغاية الآن، ومن ثم بدأت تتوالى عمليات الاقتناء والشراء حتى صارت المكتبة "فردوسًا صغيرًا" كما يلقّبها بورخيس.

  • ما هو الكتاب أو الكتب الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

 كل الكتب الجيّدة التي نقرأها وتحرّك الركود في أفكارنا هي الأكثر تأثيرًا على الحياة، شخصيًا كل كتاب يأخذني لكتاب آخر ويجعلني أبحث وأشك هو كتاب مهم ومؤثّر لدي، كتب مثل: هكذا تكلم زرادشت لنيتشه، ثلاثية العراق لحنا بطاطو، التصميم العظيم لستيفن هوكينغ، قصة الحضارة لـ ويل ديورنت، رواية عالم صوفي، المعطف لغوغول، كتاب الجمال لروجر سكروتن، كتاب علم النفس التطوري لديفيد باس، رواية الحياة في مكان آخر لكونديرا، قصة الفلسفة لويل ديورانت أيضًا، كل كتب طه باقر، في انتظار غودو لصمويل بيكيت، جميعها أخذتني إلى عوالم أخرى مختلفة، وفيها الكثير من المعرفة والجمال والسحر والشك والتوق للبحث والقراءة المستمرة.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

لا أفضّل كاتبًا على غيرهِ. أي كاتب‏ يكون معياره العمق الذي من الممكن أن يلامسه في نفسي وأفكاري، والعصارة التي تفضي بها قريحته عندما يكتب نتيجة تجاربه الحياتية القاسية هو مفضّل. أميل لأدب الإنسان وعذاباته وتجاربه وأفكاره الشخصية، يمكن القول كل هذه الأشياء وجدتها في "نيتشه"، هذا الرجل الذي ترك أثرًا واضحًا في الأفكار الانسانية حتى هذه اللحظة، يعجبني إمبرتو إيكو صاحب العين الناقدة اسم الوردة الفعلي في عالم الأدب، أحب إدغار موران، رولان بارت، سوزان سونتاغ، أحب غوته والكثير.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

أكتب عن كل الكتب التي أقرأها وأدوّنها في حسابي الشخصي على الموقع العالمي Goodreads ومواقع التواصل الخاصة بي حيث لكل كتاب تقييم ولكل كاتب قمة.

  • هل تغيرت علاقتك بالكتب بعد دخول الكتاب الالكتروني؟

كيفما كان شكل الكتاب فهو صديق لي. سواء كان الكتروني أو ورقي فالكتاب جزء من يومي، إلى جانب مكتبتي الشخصية أنا أمتلك مكتبة الكترونية في هاتفي وحاسوبي الشخصي لكل الكتب النادرة التي يتعذّر الحصول عليها ورقيًّا في المكتبات ومعارض الكتب.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

مكتبتي الشخصية عالمي الخاص. بدأت بإنشاء هذا العالم بعد تعرّضي لحادثٍ شخصي فقدتُ فيه كل شيء، وكأني كنت أشعر لحظة البداية بأنّي سأجد كل ما فقدته فيها، وبالفعل، وجدتُ في مكتبي كل أشياء حياتي، أخبئ كل ما يهمّني من الذكريات، كل كتاب يسكن المكتبة لهُ قصة شخصية وتاريخ في ذاكرتي حيث الشخصيات المفضلة لي، تواقيع من هنا وهناك، تذكارات، تواريخ مهمة، صور، وجوه، أوراق نقدية، حتى أشباحي تسكن فيها.

بالمناسبة، أولئك الذين يرون مكتبتك ويسألونك؛ هل قرأت كل هذه الكتب؟ ‏هم أناس لا علاقة لهم بالقراءة.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

أكملت قراءة كتاب مهم يحمل عنوان إنكار الموت لإرنست بيكر بترجمة الصديقين أحمد عزيز سامي وسارة الجوهر، والآن أقرأ شذرات من خطاب محب لرولان بارت بجانب رواية الصيف الجميل لباڤيزِه بترجمة الصديق گاصد محمد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة أحمد عزيز سامي

مكتبة سارة أزهر الجوهر