26-يوليو-2021

المترجمة سارة أزهر الجوهر

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


سارة أزهر الجوهر مترجمة عراقية. خريجة كلية الآداب، قسم الترجمة، في الجامعة المستنصرية. صدر لها في الترجمة، بالشراكة مع أحمد عزيز سامي، زوجها، ثلاثة كتب هي: "كونديرا: كتاب الضحك الشيطاني" مجموعة من المؤلفين، و"أنا عبوة ديناميت: حياة فريدريش نيتشه" لـ سو بريدو، و"إنكار الموت" لـ إرنست بيكر.


  • ما الذي جاء بكِ إلى عالم الكتب؟

لطالما تخيَّل بورخيس أن الفردوس هو المكتبة، أو عالمٌ يشبه المكتبة، وبدايتي مع الكتب كانت حرفيًا من رحم الفردوس/ المكتبة. عندما بدأت دراستي الثانوية في مدرسة "أم المعارك" سابقًا و "حُنين" حاليًا، كانت والدتي مدرِّسة للغة العربية في هذه الثانوية سلفًا. بالإضافة إلى وظيفتها، كانت مسؤولة عن مكتبة المدرسة أو أمينة لها. خلال الصفوف الشاغرة، كنت أدخل على والداتي في المكتبة، أتأمل رفوفها وعناوين كتبها وتقسيمات الحقول المعرفية لتسهيل عملية البحث. في الثالثة عشرة من عمري، استعرت أول كتاب من تلك المكتبة، وكان رواية "بلاد الثلوج" لمؤلفها الياباني ياسوناري كواباتا. لم أفهم حقًا تلك الرواية في وقتها، ولكنها كانت العتبة الأولى نحو الفردوس، وتجربتي الأولى مع الكتب. بعد سنوات وسنوات وجدت نسخة من ذات طبعة تلك الرواية العالقة في ذهني، اقتنيتها وهي ضمن قائمة كتبي المفضلة.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتكِ؟

أؤمن أن جميع الكتب قادرة على التأثير على الإنسان بشكلٍ أو آخر، إذا ما استثنينا الكتب الهابطة أو التجارية. من هنا أجد صعوبة في تحديد أهمية بعض الكتب ومدى تأثيرها علي، ولأنني مضطرة سأذكر بعض الكتب التي تركت أثرها علي في مراحل مختلفة من عمري. الأول كان كتاب علي الوردي "مهزلة العقل البشري" الذي قرأته في مرحلتي الجامعية الأولى، كتابٌ فتح عيني على المشاكل التي نعيشها وتحيط بنا، ولكن لصغر سننا أو لعدم اطلاعنا على الكتب لا نعرفها؛ وهنا تكمن أهمية القراءة. تركت رواية ألبير كامو "الغريب" كذلك أثرًا في قلبي. أُعجبت وقتها بشخصية مورسو البطل اللامبالي وبقدرة كامو على فضح عبثية الأشياء والوجود. من الكتب الأخرى التي أثرت فيَّ، هو كتاب "حيونة الإنسان" للراحل ممدوح عدوان، كتاب يذكرنا دائمًا أن التربية على العنف ستتسبب بارتداد العنف على المجتمع نفسه. وكتاب "معنى الجمال: نظرية في الاستطيقا" لمؤلفه والتر ستايس، لأن هذا الكتاب يُعنى بتعريف الجميل والجمال وصياغة مفهوم الفن. و"نهاية اللعبة" لـ بيكيت، وهي واحدة من مسرحيات بيكيت المفضلة لدي، فهي تكشف رعب الوجود وغياب معناه والعدمية التي تلفُّه.

  • من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

 ليس لدي كاتب مفضل بعينه، بل عدة كتَّاب، اختبرت معهم تجارب وعوالم وأفكار مختلفة. لكن يمكنني القول: أغوتا كريستوف صاحبة "ثلاثية مدينة ك" التي تضم "الدفتر الكبير"، و"البرهان"، و"الكذبة الثالثة". أنا معجبة بأغوتا كريستوف نفسها قبل عملها. إنها امرأة يحتذى بها، ومثالٌ متقد عن المثابرة والاصرار والعزيمة، على الرغم من عدميتها. لقد كتبت أغوتا ثلاثيتها بلغة فرنسية كانت لا تجيدها، بعد أن هربت من بلدها المجر إلى سويسرا خوفًا من ملاحقة الاتحاد السوفيتي. أما عن ثلاثيتها، فهي تحفة أدبية بحق، حقيقية وصادمة وساحرة. كما أنني معجبة كبيرة بـ ميلان كونديرا وأعماله، والموضوعات التي يشتغل عليها في رواياته، وخاصة في "كائن لا تحتمل خفته"، و"رقصة الوداع"، و"المزحة". يتمتع كونديرا بقدرة كبيرة على أن يجعل من الأحداث التافهة أحداث حاسمة ومصيرية في حياة المرء وأبطاله.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

في الحقيقة كلا، لا أكتب شيئًا عما أقرأ، احتفظ لنفسي بهذه الخصوصية، ثم أن هنالك الكثيرين ممن يكتبون لنا ملخصات ومراجعات جميلة.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

علاقتي مع الكتاب الورقي ما زالت على حالها، متينة ومتجددة. لا أفضل القراءة الالكترونية، هي مزعجة بالنسبة لي.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

اختلطت كتبي بكتب أحمد، زوجي، الكثيرة. تحتوي مكتبتنا على أكثر من ٢٥٠٠ كتاب. هي مكتبة متنوعة فيها من الروايات الكثير، وكتبٌ فلسفية مهمة وتأسيسية، وهنالك خانة الشعر، وخانات عدة للنقد والأدب بشكل عام، وعناوين متفرقة قليلة عن السياسة وعلم الاجتماع والاقتصاد. للمكتبة في حياتنا أهمية كبيرة، نعمل بين الفينة والأخرى على ترتيبها وإعادة تنظيمها ورفدها بعناوين جديدة.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

 اعكف حاليًا على قراءة رواية كاميلو خوسيه ثيلا "عائلة باسكوال دوارت"، وهي الرواية الإسبانية الأهم بعد الحرب الأهلية، والتي أسست لما بعد الواقعية الإسبانية. كما اقرأ كتاب المرحوم حسام الآلوسي "مدخل إلى الفلسفة" وهو كتاب ضروري إذا ما أراد المرء دخول عالم الفلسفة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة سلمان عز الدين

مكتبة بلال خبيز