25-يناير-2024
يسعى الجيش الإسرائيلي لإنشاء قواعد دائمة داخل غزة (GETTY)

(AFP) يقوم الجيش الإسرائيلي بتدمير المباني في غزة لإنشاء منطقة عازلة

تتزايد الدعوات لانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، ورفض الخطة الإسرائيلية لإقامة منطقة عازلة في داخل القطاع، ومع ذلك فإن قيادة الجيش الإسرائيلي، قامت بوضع خطط لتأسيس مواقع مراقبة دائمة في غزة.

وكشف ضابط إسرائيلي أن نتنياهو، وأعضاء من الحكومة الإسرائيلية، طلبوا من جيش الاحتلال إنشاء قواعد دائمة داخل قطاع غزة.

وصرّح الضابط بأن الأمر ببناء المواقع العسكرية قد صدر شفهيًا، مضيفًا: "تلقينا توجيهات بتحديد مواقع تمركز دائم للجيش داخل غزة". وأشار إلى أن وزارة الأمن وقيادة الجيش قد كلفت، بشكل غير رسمي، عددًا صغيرًا من الضباط بهذا الأمر.

وأشار الضابط إلى أن أسوأ سيناريو يمكن تصوره هو أن يقوم نتنياهو وشركاؤه بتكرار الوضع في غزة كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة، حيث يحظى الجيش الإسرائيلي بـ"حرية العمل" من خلال مداهمات للمنازل واعتقال الفلسطينيين دون تصريح قضائي.

وأضاف الضابط أن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة لا يعتزمون الانسحاب من غزة، لذلك يبحث نتنياهو عن وسائل وحلول لتخفيف الضغط الدولي على عمليات الجيش في غزة من خلال تقليص وجوده، لكن مع الحفاظ على تواجده داخل القطاع.

لا ينوي نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة الانسحاب من غزة، لذلك يبحثون عن وسائل وحلول لتخفيف الضغط الدولي على عمليات الجيش في غزة من خلال تقليص وجوده

واعتبر الضابط أن هذا النموذج هو "نسخة أكثر عسكرة من الوضع في الضفة الغربية"، مشيرًا إلى أن الخطة تتضمن زيادة في عدد المواقع العسكرية والجنود.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي يخطط لجعل آلاف الدونمات من أراضي غزة تحت سيطرته بعد الحرب، ولهذا الغرض يقوم الجيش بتدمير آلاف البساتين والأراضي الزراعية والمنازل لإقامة المنطقة العازلة. وعلى هذا الأساس، يقوم جيش الاحتلال بشراء المزيد من الجرافات، من أجل تنفيذ عمليات الهدم.

بدورها، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن إسرائيل هدمت حوالي 1100 مبنى من أصل 2800 مبنى قرب مستوطنات غلاف غزة، في سعيها لإقامة المنطقة العازلة.

رفض مسؤولون إسرائيليون التعليق على مساحة المنطقة العازلة. ومع ذلك، صرح الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يادلين، بأنه يتوقع أن تفرض إسرائيل منطقة عازلة تتراوح بين 500 متر إلى كيلومتر واحد داخل قطاع غزة.

وفي مقابلة مع "وول ستريت جورنال"، قال جندي إسرائيلي تواجد في قطاع غزة، بداية من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم، إنه عمل ووحدته الاحتياطية في جيش الاحتلال، في شمال قطاع غزة، لـ"إنشاء أرض مفرغة"، وأضاف: "كان المهمة تطهير منطقة بعرض كيلومتر واحد على طول الحدود"، وهي المنطقة الأمنية التي يتم الحديث عنها إعلاميًا، ويقدر بأنها ستكون بعرض كيلومتر واحد، وسيمنع أهالي القطاع من الدخول إليها.

وباستخدام الجرافات وغيرها من المعدات الثقيلة، قال الجندي إنهم قاموا "بتسوية الدفيئات الزراعية وغيرها من المباني، وحرثوا الحقول الزراعية". مضيفًا: "لقد تم تسوية كل شيء بالأرض"، مشيرًا إلى تحول المنطقة من حقول زراعية إلى عسكرية ومنطقة محظورة.

وتقع المنطقة الأكثر بناءً، في المنطقة التي يسعى الاحتلال إلى تحويلها إلى عازلة بالقرب من خان يونس، أكبر مدينة في جنوب غزة. ووجدت دراسة أن 67 %، أو 704 من أصل 1048 مبنى، تم هدمها على مسافة كيلومتر واحد من الحدود في جنوب القطاع.

وقال العقيد الإسرائيلي السابق الذي خدم في قطاع غزة والمتخصص في شؤون الحدود، شاؤول أرييلي، إن إقامة منطقة عازلة دائمة داخل غزة ستكون على الأرجح غير قانونية، وفقًا للقانون الدولي، لأن إسرائيل ستتولى السيطرة على الأراضي خارج حدودها المعترف بها، ويمنع عليها القيام بأي تعديلات دائمة باعتبارها قوة احتلال.

يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن انتقاله إلى المرحلة الثالثة من العدوان على غزة، إذ يزعم أن العمليات ستكون أقل كثافة وستتضمن استخدام عدد أقل من القوات البرية والضربات الجوية، مع التركيز على العمليات الخاصة.

على الرغم من ذلك، لم تظهر على الأرض علامات على هذا الانتقال، مع استمرار الجيش في قصفه العنيف لمناطق شمال غزة والمناطق المحيطة بخانيونس جنوب القطاع، حيث تشهد هذه المناطق مواجهات عنيفة.

وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلن بنيامين نتنياهو أن جيش الاحتلال سيواصل عملياته في غزة حتى "تدمير حماس"، مع التأكيد على ضرورة أن "تحكم إسرائيل على كامل المنطقة غربي النهر [أي نهر الأردن] في المستقبل".

ومع ذلك، أظهرت تقييمات المخابرات الإسرائيلية والأمريكية أن مسألة "القضاء على حماس" ما تزال تعتبر بعيدة المنال. وفضلاً عن ذلك، فإن إصرار نتنياهو على تحقيق أهدافه جعله في تصادم مع أعضاء في مجلس الحرب. وقد أعلن أحد أعضاء المجلس الحربي، غادي أيزنكوت، في وقت سابق، أن "الهزيمة المطلقة لحماس ليست هدفًا واقعيًا".