24-يناير-2024
gettyimages

(Getty) نسبة رفض صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، ترتفع في اليمين والمركز (الوسط)، وتنخفض قليلًا في التيار اليساري

تدعم أغلبية المجتمع الإسرائيلي استمرار الحرب على قطاع غزة، حتى لو كان ذلك على حساب صفقة تبادل للأسرى، إذ يعتقد 60% منهم أنه من "الخطأ" موافقة إسرائيل على صفقة تبادل "الكل مقابل الكل"، مقابل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة.

والنتيجة تكشف عن استمرار المزاج العام الإسرائيلي الانتقامي من قطاع غزة، ولو كان ذلك على حساب حياة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.

وبحسب استطلاع الذي نفذه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فإن نسبة رفض صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، ترتفع في اليمين والمركز (الوسط)، وتنخفض قليلًا في التيار اليساري.

وتعتقد نصف العينة المستطلعة من المجتمع الإسرائيلي، بأن الحرب على قطاع غزة، ستستمر لأكثر من أربعة أشهر.

أمّا عن ما يوصف في إسرائيل بـ"المرونة الوطنية" أو "المناعة" أو "الحصانة"، والقدرة على احتمال استمرار الحرب، فهي نتيجة ثابتة، بحسب الاستطلاع، إذ تدور في المتوسط حول 89 %.

لا تزال نزعة "الانتقام والثأر" من قطاع غزة حاضرةً داخل المجتمع الإسرائيلي، حتى لو كان ذلك على حساب حياة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية

وفي ظل استمرار الحرب الدموية على قطاع غزة، فإن حوالي 88 % من العينة، ترى في أداء جيش الاحتلال الإسرائيلي "جيدًا". ويرى 46% منهم أن أداء حكومة الحرب الإسرائيلية "جيدًا".

وعن العلاقة مع الولايات المتحدة وضرورة التنسيق معها خلال الحرب، فإن 38 % من المجتمع الإسرائيلي، يرى ضرورة في ذلك. فيما يعتقد 49.4 % منهم بأن الحرب على قطاع غزة "يجب أن تخضع لاعتبارات الجيش الإسرائيلي فقط".

هل ستظهر بوادر الانقسام في إسرائيل؟

من جانبه، يرى المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هارئيل أن "الجدل حول مواصلة الحرب من المتوقع أن يصبح أكثر شراسة". مضيفًا: "لقد كانت إسرائيل في هذا الوضع من قبل، خلال حرب لبنان الأولى وخلال سنوات المنطقة الأمنية في جنوب لبنان. وقد شهدتها الولايات المتحدة على نطاق أوسع خلال حرب فيتنام في أواخر الستينيات. الجدل الدائر في إسرائيل منقسم إلى حد كبير عبر خط الصدع السياسي القديم بين اليمين واليسار".

وأضاف هارئيل: "ادعاء اليمين، الذي بنيامين نتنياهو، هو أن السبيل الوحيد للمضي قدمًا هو الاستمرار في ضرب غزة. والحجة هي أن حماس تكبدت خسائر فادحة، وإذا استمر الجيش الإسرائيلي في الضرب بقوة فإن المنظمة ستصل إلى نقطة الانهيار التي قد تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن بشروط أفضل".

ويعرض هارئيل وجهة نظر الجانب الآخر في إسرائيل بالقول: "يشعر اليسار بقلق متزايد بشأن حياة الرهائن والحاجة الملحة إلى إطلاق سراحهم، ويشعر بالقلق من أنهم إذا لم يتم إطلاق سراحهم فسوف يموتون في الأسر". متابعًا القول: "يستمر نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت (اللذان لا يتفقان تقريبًا على أي شيء آخر) في الوعد بتحقيق نصر حاسم على حماس. ومع ذلك، فإن هذا النصر، كما كان واضحًا حتى عندما بدأت الحكومة في تقديم وعود غير مسؤولة في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، يستغرق بعض الوقت. وفي غياب نصر واضح أو استسلام قيادة حماس أمام الكاميرا، يتم جر إسرائيل مرة أخرى إلى الخطة البديلة للقوات العسكرية المتفوقة في هذا النوع من الصراع، وهي على وجه التحديد الإعلان عن أعداد القتلى في صفوف جماس".

ويشكك هارئيل بإعلانات إسرائيل عن الاغتيالات التي تنفذها في صفوف حركة حماس، ويصفها بـ"الإجراء الخاطئ"، قائلًا: "تنتقل حماس دون صعوبة كبيرة من عملية عسكرية رسمية نسبيًا إلى حرب العصابات في فرق صغيرة. وأرقام الضحايا التي أصدرها الجيش الإسرائيلي ليست مؤكدة على الإطلاق، كما يعترف كبار الضباط أنفسهم".

وفي تحليله، أضاف: "ربما توفر الخسائر غير المعتادة في الجيش، وقودًا للاحتجاج الناري من قبل عائلات المحتجزين في غزة الذين يطالبون باتفاق فوري، ومعارضي نتنياهو الذين يطالبون بالدعوة لإجراء انتخابات الآن. ورغم أن الغضب إزاء إخفاقات 7 تشرين الأول/أكتوبر لم يهدأ على ما يبدو، إلا أنه لم يُترجم إلى تحركات غاضبة تعرض استقرار حكم نتنياهو للخطر. لقد حدث ذلك ببطء إلى حد ما خلال حرب 1973 وحرب لبنان الأولى والثانية".

وتابع، قائلًا: "إن الشعور بتعثر المجهود الحربي يزيد من الاهتمام بمقترحات صفقة التبادل. وتسربت التفاصيل لأول مرة إلى وسائل الإعلام الأمريكية بداية الأسبوع. وبعد أن كثفت العائلات إجراءاتها الاحتجاجية هذا الأسبوع، نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل أخرى كثيرة. ومن المرجح أن تكون هذه محاولة نتنياهو ليُظهر للعائلات أن هناك مناقشات جدية جارية للتوصل إلى اتفاق".