14-مارس-2024
يتحدث قائد الجيش السوداني، عن نيته مواصلة القتال واستعادة المناطق من قوات الدعم السريع، بعد تقدم بارز للجيش انتهى بالسيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، الذي يعد التقدم الأكبر في الحرب المستمرة من 11 شهرًا.  وبحسب موقع "الترا سودان" وصل قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى منطقة أم درمان بعد ساعات قليلة من سيطرة الجيش على مباني الإذاعة والتلفزيون في شارع النيل أم درمان. وسيطرت قوات الجيش، التي يقول شهود إنها تلقت تعزيزات من خلال نشر طائرات مسيّرة في الآونة الأخي

(GETTY) المُسيّرات التي يمتلكها الجيش السوداني ساهمت في حسم المعارك

يتحدث قائد الجيش السوداني عن نيته مواصلة القتال واستعادة المناطق من قوات الدعم السريع، بعد تقدم بارز للجيش انتهى بالسيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، الذي يعد التقدم الأكبر في الحرب المستمرة من 11 شهرًا. 

وبحسب موقع "الترا سودان"، وصل قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى منطقة أم درمان بعد ساعات قليلة من سيطرة الجيش على مباني الإذاعة والتلفزيون في شارع النيل أم درمان.

وسيطرت قوات الجيش، التي يقول شهود إنها تلقت تعزيزات من خلال نشر طائرات مسيّرة في الآونة الأخيرة، يوم الثلاثاء على مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان.

وفق مصادر لـ"الترا سودان"، فإن الجيش ينشر وحدات في أم درمان، مع الاستعداد لتصاعد في المعارك، خلال الأيام المقبلة

وكانت قوات الدعم السريع، تسيطر على المنطقة منذ الأيام الأولى للحرب في نيسان/أبريل من العام الماضي.

وعلى الرغم من توقف البث من مبنى الإذاعة والتلفزيون، إلا أن التقدم وسع نطاق الجيش عبر وسط مدينة أم درمان القديم، وهو ذو أهمية استراتيجية لأنه يستضيف قواعد عسكرية وكان نقطة عبور لإمدادات قوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان إنهم رأوا مركبات مدمرة تابعة لقوات الدعم السريع وجثث مقاتلين من قوات الدعم السريع بالقرب من مجمع البث، يوم الأربعاء.

وقال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في قاعدة سلاح المهندسين في أم درمان في وقت متأخر من مساء الثلاثاء "رسالتنا إلى متمردي الدعم السريع هي أن القوات المسلحة ستلاحقكم في كل مكان حتى تحقيق النصر".

وأضاف البرهان أن الجيش سيواصل قتال قوات الدعم السريع في أجزاء أخرى من العاصمة وفي منطقة دارفور الغربية وولاية الجزيرة جنوب الخرطوم، وهي المناطق التي حققت فيها قوات الدعم السريع تقدما سريعًا أواخر العام الماضي، "حتى تحقيق النصر الكامل"، بحسب ما جاء في البيان.


اقرأ/ي: كيف تفوق الجيش في معركة الإذاعة؟

الجيش يستعيد مواقع جديدة في أم درمان ويضيق الخناق على الدعم السريع


وفي وقت سابق، قالت مصادر عسكرية لـ"الترا سودان"، إن قوات الدعم السريع عمدت إلى إطلاق قذائف مدفعية من الخرطوم بحري صوب محيط الإذاعة والتلفزيون، يوم الثلاثاء، عقب سيطرة الجيش على المنطقة.

وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش تعامل مع هذه "العملية بصورة محكمة، ولم تؤثر عمليات القصف المدفعي في سيطرته على الإذاعة والتلفزيون".

وذكر مصدر عسكري لـ"الترا سودان"، أن الجيش حصل على أسلحة كبيرة من مبنى الإذاعة، وكانت قوات الدعم السريع تقوم بتخزين الأسلحة لتسهيل الإمداد إلى قواتها في أم درمان.

معارك أوسع

ووفق مصادر لـ"الترا سودان"، فإن الجيش ينشر وحدات في أم درمان، مع الاستعداد لتصاعد في المعارك، خلال الأيام المقبلة.

وقال مصدر عسكري إن المعارك العسكرية في أم درمان ستنتقل إلى أحياء جديدة لاستعادتها من الدعم السريع. وتشمل هذه الأحياء أمبدة والصالحة وأجزاء من المربعات وأجزاء من منطقة الفتيحاب.

وأضاف المصدر أن سيطرة الجيش على أم درمان أصبحت وشيكة أكثر من أي وقت مضى نتيجة التقدم في سلاح المهندسين والسيطرة على الإذاعة والتلفزيون وفتح الإمداد بين المهندسين وكرري العسكرية.

وفي سياق متصل، أعلن والي ولاية الجزيرة أن استعادة مدينة ودمدني عاصمة الولاية سيكون قريبًا.

وقال والي الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم الخير، إن القائد العام للجيش ونوابه ومساعديه، مهتمون بقضية استرداد ولاية الجزيرة من قوات الدعم السريع.

وتسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من ولاية الجزيرة منذ 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وتُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين ومهاجمة القرى والبلدات، وتحصي منظمات حقوقية مقتل أكثر من 100 مواطن بسبب انتهاكات هذه القوات.

كيف تقدم الجيش السوداني؟

ويرى الباحث في الشأن الإستراتيجي محمد عباس، في حديث لـ"الترا سودان"، أن الجيش نجح في السيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون خلال شهرين من الهجمات العسكرية، التي تقدم من خلالها إلى الإذاعة عبر محور بيت المال والملازمين، وفي الأثناء كان يقوم بإضعاف الدعم السريع في منطقة أم درمان بشكل عام من خلال عمل استخباراتي اختلف كثيرًا عما كان عليه بداية الحرب، ومراقبة الإمدادات التي تصل إليها وقطعها.

وأردف: "خلال الشهر الماضي قامت قوات الدعم السريع بتغيير كبير في القيادات الميدانية التي تسيطر على الإذاعة والتلفزيون، ومع ذلك لم تنجح في الاحتفاظ بالموقع، لأن الجيش كسب المعركة بأسلوب الخلخلة وعدم التعجل في النتيجة، حتى منصاته الإعلامية لم تتعجل في إعلان النتائج على الأرض".

ويعتقد عباس أن الطائرات المُسيّرة لعبت دورًا بارزًا في ترجيح كفة الجيش في "معركة الإذاعة"، وهذا يعني أن الجيش يمكنه أن يحقق المزيد من العمليات العسكرية الناجحة، خاصة في مناطق الجزيرة ونيالا والجنينة.

من جانبه، يقول الباحث في الشأن الأمني والعسكري عادل إبراهيم لـ"الترا سودان"، إن العامل الذي عزز من تقدم الجيش يتمثل في القوات البرية والمُسيّرات، لقد كان هذين العنصرين من "أسرار تفوق" الجيش في "معركة الإذاعة".

وقال إبراهيم إن الجيش أهمل عنصر القوات البرية طيلة السنوات الماضية، لذلك عندما اندلعت الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023، تفوقت الدعم السريع بوجود عامل حاسم لديها، وهي القوات البرية التي تمتلك سرعة المناورة والحركة عبر سيارات الدفع الرباعي.

ويقول إبراهيم إن مهمة سلاح الطيران في أي معركة هي إضعاف الخصم، بالتالي إتاحة الفرصة للقوات البرية للتقدم، وفي بعض المعارك لصعوبة عمل سلاح الجو يتم الاستعانة بالمُسيّرات التي تتميز بالمرونة والتحليق فوق مسافات منخفضة، والتصويب والدقة عند تنفيذ الضربات.

وأوضح إبراهيم أن تفوق الجيش في "معركة الإذاعة" يعني سيطرته ميدانيًا على المناطق المحيطة بالكامل، وصولًا إلى جسر شمبات من ناحية أم درمان، بالتالي السيطرة على وسط المدينة والتقدم نحو أحياء أمبدة خلال الفترة القادمة.

وأردف: "ستتراجع قوات الدعم السريع إلى أقصى غرب أم درمان لتحمي انتشارها في العاصمة، ومن الواضح أن هجوم الدعم السريع على أجزاء من ولاية الجزيرة منذ 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي جلب لها ضعفًا ميدانيًا في العاصمة".