15-ديسمبر-2023
الأمريكان والاستيطان في الضفة الغربية

تظهر الإدارة الأمريكية قلقًا من تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية (Getty)

فرضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حظرًا على سفر المستوطنين اليهود المتطرفين الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية، لكن هناك ثغرة صارخة بالنسبة للمواطنين الأمريكيين، الذين يستوطنون الضفة الغربية، ويساهمون في العنف الاستيطاني، وفق تقرير لـ"الغارديان".

وتشير الصحيفة البريطانية، إلى ثغرة كبير في القرار الأمركي، إذ أن من يحملون المواطنة الأمريكية، كانوا في طليعة تصاعد عنف المستوطنين في الأراضي المحتلة، والتطهير العرقي المستمر للفلسطينيين من أراضيهم، ولكن باعتبارهم حاملي جواز سفر أمريكي، فلا يمكن منعهم من دخول بلدهم.

وتضيف الصحيفة، "انتقل العديد من الأمريكيين الذين يقدر عددهم بنحو 60 ألف أمريكي إلى الضفة الغربية. لكن مجموعة أساسية من المواطنين الأمريكيين ذوي الدوافع الأيديولوجية كانوا في طليعة بناء المستوطنات الدينية على الأراضي المصادرة من الفلسطينيين، بينما قاد آخرون صعود ما وصف بـ ’إرهاب المستوطنين’".

تشير الصحيفة البريطانية، إلى ثغرة كبير في القرار الأمركي، إذ أن من يحملون المواطنة الأمريكية، كانوا في طليعة تصاعد عنف المستوطنين في الأراضي المحتلة، والتطهير العرقي المستمر للفلسطينيين من أراضيهم

وقال هدار سوسكيند، رئيس منظمة أمريكيون من أجل السلام الآن، إن "ميليشيات المستوطنين هذه تستمد الإلهام من اثنين من الأمريكيين المشهورين بأنهما الأبوان الروحيان لحملة العنف ضد الفلسطينيين العاديين". وهم منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي باروخ غولدشتاين، الذي كان من أتباع أمريكي آخر، وهو الحاخام مئير كاهانا، مؤسس حزب كاخ الديني اليميني المتطرف الذي تم حظره في نهاية المطاف في إسرائيل والولايات المتحدة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.

وأضاف: "إذا سألت من هم أبرز الأمثلة على التطرف الاستيطاني العنيف والقاتل حرفيًا، فإن الجوابين هما غولدشتاين وكاهانا. هؤلاء الناس هم أنبياء حركة المستوطنين".

ويمتلك كاهانا، حديقة على اسمه في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، في داخلها تحتوي على قبر ومزار لباروخ غولدشتاين. والمتحدث باسم مستوطني الخليل الذين يحافظون على النصب التذكارية لكهانا وغولدشتاين كان لسنوات عديدة أمربكيًا من نيوجيرسي، واسمه ديفيد وايلدر.

ويمثل الأمريكيون حوالي 15%من إجمالي عدد المستوطنين في الضفة الغربية وشرق القدس، لكن نفوذهم يفوق أعدادهم.

قالت سارة هيرشهورن، مؤلفة دراسة عن المستوطنين الأمريكيين اليهود، إنه "عادةً ما نصف الهجرة الأمريكية بأنها هجرة اختيارية لأن هؤلاء ليسوا مهاجرين مثل الأوكرانيين اليوم أو أولئك الفارين من الاضطهاد أو الفقر. بدلًا من ذلك، يتطلع الأمريكيون إلى تحقيق مجموعة من القيم الأيديولوجية أو الدينية أو نمط الحياة. بعضهم أراد نمط الحياة الذي عاشوه في نيوجيرسي والذي لم يكن نمط الحياة الذي كانت تعيشه إسرائيل قبل 20 أو 30 عامًا، لكنهم بنوه في المستوطنات".

وأضافت هيرشهورن، أن "الجزء الأكبر من اليهود الأمريكيين وصلوا في العقد التالي لحرب عام 1967 وبدء احتلال الضفة الغربية. وكانوا مؤسسي المستوطنات مثل إفرات وتقوع المبنية على الأراضي الفلسطينية المصادرة. وقالت إن الكثيرين كانوا من الديمقراطيين الذين اعتبروا المشروع الاستيطاني مستنيرًا".

وتقدر هيرشهورن أن 100 ألف مستوطن أميركي آخرين يعيشون في شرق القدس المحتلة والكتل الاستيطانية المحيطة بالمدينة مباشرة. وكان لهم دور فعال في الاستيلاء على منازل العرب من خلال المنظمات الاستيطانية الممولة تمويلًا جيدًا.

وكان الوافدون الأمريكيون في وقت لاحق من اليهود الأرثوذكس ومن بينهم غولدشتاين. ولكن بينما استجاب البعض للانتفاضة بالعنف، كان المواطنون الأمريكيون أيضًا في طليعة الترويج لحركة الاستيطان لبقية العالم.

قال هدار سوسكيند، رئيس منظمة أمريكيون من أجل السلام الآن، إن "ميليشيات المستوطنين هذه تستمد الإلهام من اثنين من الأمريكيين المشهورين بأنهما الأبوان الروحيان لحملة العنف ضد الفلسطينيين العاديين"

وعن ذلك، قالت سارة هيرشهورن: "إننا نرى الأمريكيين يستخدمون مهاراتهم، سواء اللغة الإنجليزية، ولكن أيضًا قدرتهم العميقة على التواصل مع الجماهير الغربية بشأن المفردات والقيم، لتحويل العلاقات العامة لحركة المستوطنين الإسرائيليين بشكل جذري إلى تسويق المشروع وتبريره للجمهور الغربي".

وأضافت هيرشهورن، أن ذلك كان له بدوره تأثير مهم على السياسة الإسرائيلية حيث يخدم المستوطنون الأمريكيون في أدوار رئيسية بما في ذلك منصب رئيس ديوان الوزراء وكبار مساعدي أعضاء الكنيست الإسرائيلي.

واستمرت بالقول: "مع تحول جزء كبير من السياسة الإسرائيلية إلى الأمركة على نحو متزايد، ترى هذه الشخصيات تظهر بشكل مهم للغاية. لذلك من المؤكد أن لها تأثيرًا على السياسة الداخلية الإسرائيلية حتى لو لم يكن ذلك دائمًا مرئيًا للجميع".