08-نوفمبر-2023
الدمار في قطاع غزة

تتطلع الإدارة الأمريكية إلى تشكيل قوة متعددة الجنسيات لإدارة قطاع غزة (Getty)

تشغل مسألة إدارة قطاع غزة أمنيًا ومدنيًا، أو ما بات يُعرف بـ"اليوم التالي" لانتهاء الحرب و"القضاء على حماس"، قادة دولة الاحتلال إضافةً إلى الإدارة الأمريكية التي ذكرت بعض وسائل الإعلام أنها بدأت البحث في هذه المسألة مع "إسرائيل" وعدة دول أخرى في المنطقة.

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، بأن "إسرائيل" تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة على قطاع غزة لفترة غير محددة، بهدف منع تشكّل مجموعات مسلحة جديدة بعد "القضاء على حماس". 

ونقلت الصحيفة عن وزير خارجية الاحتلال، إيلي كوهين، قوله إن "إسرائيل" ليس لديها رغبة في إدارة غزة بعد انتهاء الحرب، لكنها قد تبقي على جزء من قواتها في القطاع إن رأت ذلك ضروريًا. 

لم يحقق الاحتلال الإسرائيلي أي إنجازات عسكرية تؤهله للحديث عن مستقبل قطاع غزة ما بعد "القضاء على حماس"

وأشار كوهين إلى رغبة "إسرائيل" في تسليم مسؤولية حكم قطاع غزة إما إلى تحالف دولي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الإسلامية، أو إلى قادة محليين في غزة. 

تتقاطع تصريحات كوهين بخصوص "التحالف الدولي" مع تطلعات الإدارة الأمريكية إلى تشكيل قوة متعددة الجنسيات لإدارة قطاع غزة في حال نجحت "إسرائيل" في القضاء على "حماس". 

وقالت الصحيفة إن واشنطن حذّرت تل أبيب من مخاطر "احتلال" قطاع غزة، واقترحت عليها أن تتولى السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع وإدارته بعد انتهاء الحرب. 

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد قال أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، الأسبوع الفائت، إن على السلطة الفلسطينية حكم القطاع وإدارته خلال المرحلة المقبلة.

لكن هذا السيناريو، بحسب الصحيفة، لا يبدو ممكنًا بسبب ضعف السلطة الفلسطينية التي بالكاد تستطيع إدارة مناطق سيطرتها في الضفة الغربية بحسب الكثير من المحللين. 

ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى وجود حالة من التخبط حيال هذه المسألة داخل دولة الاحتلال، إذ يرى بعض قادتها أنه لا مصلحة لـ"إسرائيل" في البقاء داخل قطاع غزة لفترة طويلة لأن ذلك سيكون مكلفًا.

بينما يحذّر آخرون من نتائج عكسية قد تترتب على الخروج السريع من القطاع بعد انتهاء العملية البرية و"القضاء على حماس". 

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال في مقابلة مع شبكة "ABC News"، الإثنين، إن حكومة الاحتلال ستتولى لفترة غير محدودة المسؤولية الأمنية الشاملة في قطاع غزة كي لا يتكرر ما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت. 

وفي وقت سابق، الثلاثاء، اقترح رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود باراك، تشكيل قوة عربية متعددة الجنسيات تتولى حكم غزة، وتمهد الطريق للسلطة الفلسطينية للعودة إلى القطاع.

وقال باراك في تصريحات لموقع "بوليتيكو" الأمريكي، إنه لم يبق أمام "إسرائيل" سوى بضعة أسابيع للقضاء على "حماس" في ظل تراجع التعاطف معها، مقابل ارتفاع الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار وإعلان هدنة إنسانية. 

وأوضح أن "القضاء على حماس"، وهو الهدف المعلن من الحرب الإسرائيلية على غزة، يتطلب عدة أشهر أو ربما عامًا كاملًا، مشيرًا إلى أن ذلك قد لا يكون ممكنًا في ضوء تراجع الدعم الغربي نتيجة ارتفاع حصيلة الوفيات في غزة. 

وأفادت وسائل إعلام يابانية بأن وزراء خارجية "مجموعة السبع"، المجتمعون في طوكيو، ناقشوا مستقبل غزة ما بعد "القضاء على حماس" خلال عشاء عمل أمس الثلاثاء. 

وفي سياق متصل، ذكر موقع "ميدل إيست آي" أن مصر أبلغت الولايات المتحدة بأن "القضاء على حماس" هدف غير واقعي. 

وقال الموقع في تقرير، الإثنين، إن مصر رفضت عدة عروض أمريكية بشأن إدارة قطاع غزة لفترة مؤقتة بعد انتهاء الحرب، إذ تنظر القاهرة إلى ما يحدث في غزة بوصفه تهديدًا لأمنها القومي، وكانت قد رفضت عدة عروض تتعلق بتهجير  أهل غزة إلى سيناء.

تريد "إسرائيل" تسليم مسؤولية حكم قطاع غزة ما بعد "القضاء على حماس" إلى تحالف دولي أو قادة محليين في القطاع

 يأتي الحديث عن مستقبل قطاع غزة "ما بعد حماس" في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة التصدي للقوات المتوغلة داخل القطاع، وتكبيدها خسائر فادحة في الجنود والآليات. 

ورغم مرور 33 يومًا على بدء العدوان، و11 يومًا على بداية العملية البرية، إلا أن جيش الاحتلال لم يتمكن من تحقيق أي إنجازات عسكرية، ما يجعل من الحديث عن "اليوم التالي" لانتهاء الحرب سابقًا لأوانه، خاصةً في ظل تراجع الدعم الدولي لـ"إسرائيل"، وارتفاع الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار في القطاع.