26-مارس-2024
تصل المستشفيات في قطاع غزة، إلى حالة أزمة حقيقية في ظل استمرار عدوان الاحتلال عليها بشكلٍ مباشر ومنع وصول الإمدادات الصحية اللازمة بشكلٍ عاجل.

يقول مسؤولو المساعدات الدولية إن جميع سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأن المجاعة وشيكة في الشمال (GETTY)

تصل المستشفيات في قطاع غزة، إلى حالة أزمة حقيقية في ظل استمرار عدوان الاحتلال عليها بشكلٍ مباشر ومنع وصول الإمدادات الصحية اللازمة بشكلٍ عاجل.

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية: "لقد وصل الوضع الطبي في مستشفيات غزة إلى حالة أزمة لا يمكن تصورها، حيث تُترك جروح كبيرة مفتوحة دون علاج، ويواجه الطاقم الطبي نقصًا مزمنًا في المواد الطبية الأساسية، بما في ذلك الشاش الجراحي ومواد تثبيت الكسور".

وجاء هذا التقييم، بناءً على وصف فريق طبي للطوارئ نظمته ثلاث مجموعات إغاثة أمضت أسبوعين في إجراء العمليات الجراحية وغيرها من الرعاية في المستشفى الأوروبي بالقرب من خانيونس.

القيود الإسرائيلية أدت إلى نقص الإمدادات الطبية، بما في ذلك الأساسيات مثل الشاش والألواح والمسامير المستخدمة لتثبيت العظام المكسورة

وجاء التحذير بشأن الأوضاع الطبية المتردية، في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل أنها ستتوقف عن العمل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) في قطاع غزة، التي تدعم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وفي وصف زيارته لمستشفى خان يونس، قال بيان فريق الطوارئ الطبي إن العاملين في مجال الرعاية الصحية أُجبروا على الإخلاء أو لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى.

وأضاف أن القيود الإسرائيلية أدت إلى نقص الإمدادات الطبية، بما في ذلك الأساسيات مثل الشاش والألواح والمسامير المستخدمة لتثبيت العظام المكسورة.

وقال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن الإمدادات الطبية الحيوية تعطلت بسبب القيود التي فرضتها إسرائيل على المساعدات لغزة، الأمر الذي دفع أجزاء كبيرة من القطاع إلى حافة "مجاعة من صنع الإنسان".

وصدر البيان في الوقت الذي واصلت فيه القوات الإسرائيلية مهاجمة مستشفيين رئيسيين في غزة، بما في ذلك مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

وأبلغ الجراحون الزائرون "عن وجود جروح مفتوحة كبيرة ملتهبة لدى المرضى واضطرارهم إلى تقديم الإمدادات الغذائية الطارئة للمرضى لأن نقص الغذاء كان يعرض علاج المرضى للخطر".

ووصفت طبيبة التخدير وعضو فريق الطوارئ الطبي الزائر كونستانتينا إيليا كاريدي، الوضع بأنه "لا يمكن تصوره". موضحةً: "كانت القدرة الأصلية لهذا المستشفى تبلغ 200 سرير فقط، وفي الوقت الحالي توسعت إلى 1000 سرير".

واستمرت في القول: "هناك حوالي 22,000 شخص نزحوا من أجزاء أخرى من غزة ويلجأون إلى الممرات والخيام داخل المستشفى، لأن الناس يشعرون أن التواجد هنا أكثر أمانًا من أي مكان آخر".

وبينما قال جراحو الفريق إنهم أكملوا عمليات جراحية معقدة للأوعية الدموية والعظام للمرضى، فقد توفي بعض المرضى في وقت لاحق بسبب الالتهابات في المستشفيات وعدم القدرة على توفير الرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية، وهي مشكلة ابتليت بها مستشفيات غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي. 

وقد ردد آرفيند داس، رئيس فريق لجنة الإنقاذ الدولية في غزة، رواية كاريدي، قائلًا: "الوضع الذي نواجهه يتجاوز الفهم. وتؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة بالقرب من المستشفيات إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن مأوى أو مساعدة طبية، مما يدفع نظام الرعاية الصحية إلى حافة الانهيار".

وقال داس: "على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها فرقنا الطبية، فإن البنية التحتية اللازمة لتقديم الرعاية الطبية المثلى تعرضت لأضرار بالغة بسبب القصف والقيود الصارمة على دخول المساعدات بما في ذلك الإمدادات الطبية، والزيادة الهائلة في الاحتياجات".

وأوضح: "نحن نبذل كل ما في وسعنا، لتجاوز النقص الحاد والعمل بموارد محدودة للغاية، لإنقاذ الأرواح وسط هذا الوضع المزري".

قال جراحو الفريق إنهم أكملوا عمليات جراحية معقدة للأوعية الدموية والعظام للمرضى، فقد توفي بعض المرضى في وقت لاحق بسبب الالتهابات في المستشفيات وعدم القدرة على توفير الرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية

ويقول مسؤولو المساعدات الدولية إن جميع سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأن المجاعة وشيكة في الشمال. وهناك 12 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي، مع عدم وجود مستشفيات تعمل بكامل طاقتها داخل الأراضي الفلسطينية.

ويأتي بيان المنظمات غير الحكومية الثلاث في أعقاب تحذير أصدره هذا الشهر فريق منظمة الصحة العالمية بشأن الظروف المزرية في مستشفيين زارهما.

ووجد فريق منظمة الصحة العالمية "مستويات حادة من سوء التغذية، وأطفال يموتون جوعًا، ونقص خطير في الوقود والغذاء والإمدادات الطبية، ومباني المستشفيات مدمرة" خلال زيارة إلى مستشفيي العودة وكمال عدوان في شمال غزة، وفقًا للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.