04-يونيو-2020

أزمة صحية في أسوأ أطوارها في اليمن (أ.ف.ب)

ألترا صوت – فريق التحرير

وافق المانحون الدوليون على تقديم مساعدات إنسانية لليمن بقيمة 1.35 مليار دولار خلال مؤتمر افتراضي استضافته الرياض بالاشتراك مع الأمم المتحدة، غير أن المبلغ الذي قدمه المانحون لن يستوفي المبلغ المحدد بقيمة 2.4 مليار دولار، تحتاجه المنظمات الإنسانية العاملة ضمن فرق الأمم المتحدة لإنقاذ أكبر عملية مساعدات في العالم من التعرض لخفض حاد.

المبلغ الذي قدمه المانحون لن يستوفي المبلغ المحدد بقيمة 2.4 مليار دولار، تحتاجه المنظمات الإنسانية العاملة ضمن فرق الأمم المتحدة لإنقاذ أكبر عملية مساعدات في العالم

وقال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة لحالات الطوارئ في الأمم المتحدة مارك لوكوك إن المانحين الدوليين تعهدوا الثلاثاء بتقديم 1.35 مليار دولار لمساعدة وكالات الإغاثة في اليمن، فيما أوضح سفير الرياض في اليمن أن بلاده تعهدت بالفعل بتقديم 500 مليون دولار من بينها 25 مليون دولار للمساعدة في مكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد، الأمر الذي وصفته الباحثة في الشأن اليمني أفراح ناصر بأنه محاولة من الرياض "للتغطية على دور تحالفها في تعميق للكارثة الإنسانية في اليمن"، مضيفةً بأن مشاركتها في استضافة مؤتمر "جمع التمويل لن تخدع أحدًا".

اقرأ/ي أيضًا: "على بعد أسابيع من الإفلاس".. تحذيرات أممية للمانحين من كارثة إنسانية في اليمن

وتعهدت بريطانيا التي شاركت في المؤتمر الافتراضي بتقديم 201 مليون دولار، وكذلك ألمانيا التي قالت إنها ستتبرع بـ140 مليون دولار، فيما أعلنت واشنطن في وقت سابق من الشهر الماضي عزمها تقديم 225 مليون دولار في شكل مساعدات طارئة لتوفير الغذاء، وتأتي تبرعات الدولة المانحة دون توقعات الأمم المتحدة التي حذرت مرارًا خلال الشهرين الماضيين من أن المنظمات الإنسانية على بعد أسابيع قليلة من الإفلاس في حال لم تتمكن من الحصول على المبلغ المطلوب لتمويل الجهود الإغاثية في البلد التي مزقتها حرب بالوكالة.

وكانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي قد أوضحت في حديث لوكالة رويترز قبل أيام من موعد المؤتمر أن "كل ما هو دون 1.6 مليار دولار يعني أن العملية ستواجه انتكاسات كارثية"، وتابعت مضيفة أن الفرق الإغاثية لن تتمكن "من توفير الغذاء الذي يحتاجه الناس للبقاء أو الرعاية الصحية التي يحتاجونها أو الماء أو الصرف الصحي أو التغذية التي تساعد على إنقاذ مليوني طفل مصابين بسوء التغذية من الموت"، فيما تشهد المناطق الخاضعة لجماعة الحوثيين انخفاضًا للتمويل من قبل المانحين بسبب مخاوف من عرقلة الجماعة وصول المساعدات إلى مناطقها، وهو ما نفته  الجماعة.

وأوضحت المنسقة الأممية في تصريحاتها أن برنامج الأغذية العالمي الذي يقوم بإطعام أكثر من 12 مليون يمني شهريًا، قد خفّض في نيسان/أبريل الماضي حصص الإعاشة في المناطق الشمالية إلى النصف، مشيرةً لحاجة البرنامج إلى تمويل العمليات القائمة ولتعزيز عمليات الدعم في الشمال، وأضافت بأن منظمة الصحة العالمية قبل أسبوع واحد من إعلان أول إصابة بالفيروس التاجي في اليمن اضطرت لتعليق المدفوعات المستحقة لعشرة آلاف من العاملين في القطاع الصحي.

وأشارت المنسقة الأممية إلى أن الأمم المتحدة تعمل على إيقاف برامج مخصصة للحوامل وحديثات الولادة في 140 منشأة من منشآت الرعاية الصحية، ويتم في الوقت الراهن تعليق برامج التطعيم، فضلًا عن إغلاق 51 مركزًا للرعاية الصحية تخضع لإشراف المنظمات الأممية، محذرةً من إيقاف أو خفض ميزانية المزيد من البرامج الصحية، بما فيها الخدمات الصحية الأساسية في 189 مستشفى و200 وحدة رعاية صحية، وفقدان قرابة 6.5 مليون شخص، من ضمنهم من يعيشون في مناطق موبوءة بالكوليرا لخدمات المياه والصرف الصحي، وأنه سيتعين كذلك إيقاف برامج التغذية لمايوني طفل يعانون من سوء التغذية.

اقرأ/ي أيضًا: كورونا و"أوبئة غامضة" تزيد من معاناة اليمنيين قبل العيد

وتسببت الحرب التي تشنها السعودية بالاشتراك مع الإمارات في اليمن منذ عام 2015 بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين، نتيجة الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله الحوثي المدعومة من طهران من جهة، والحكومة الشرعية المدعومة من الرياض من جهة ثانية، فضلًا عن الخلاف الذي نشب مؤخرًا بين الرياض الداعم الأساسي لقوات الحكومة الشرعية وحليفتها أبوظبي بدعمها لقوات المجلس الانتقالي الانفصالي في الجنوب، مما زاد من معاناة اليمنيين الذين يعيشون وسط ظروف حياتية تهدد "بكارثة إنسانية" تؤثر على حياة 80 بالمائة من اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الأممية، وسط تفشي الجائحة بين السكان الذين يعانون أساسًا من سوء تغذية حاد.

تسببت الحرب التي تشنها السعودية بالاشتراك مع الإمارات في اليمن منذ عام 2015 بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين

وكانت اليمن قد أعلنت عن وجود أول إصابة بالفيروس بين مواطنيها في العاشر من نيسان/أبريل الماضي، ووفقًا لإحصائيات الصحة العالمية بناء على تقارير السلطات المحلية في اليمن، فقد أصيب حتى الآن 39المئات بالفيروس، مع عشرات الوفيات، غير أن تقارير صحفية تظهر أن اليمنيين يعانون بالإضافة لتفشي كورونا، من جراء تفشي أنواع مختلفة من الفيروسات والأوبئة القاتلة، من بينها أوبئة الشيكونغونيا، أو الطاعون الرئوي والكوليرا، وتشير التقارير إلى أن عدد المصابين بالفيروس الجديد في اليمن قد يتجاوز الآلاف، إلا أن امتلاك اليمن لأسوأ نظام رعاية صحية يعيق الكشف عن الإصابات كما الحال في الدول التي تملك أنظمة رعاية صحية حديثة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مسؤول أممي: الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ منذ نصف قرن

كيف يعطل عداء التحالف السعودي لحزب الإصلاح حسم معركة اليمن؟