27-ديسمبر-2023
مسعفون يعالجون جرحى في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (GETTY)

مسعفون يعالجون جرحى في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (GETTY)

وصف مسؤول في منظمة الصحة العالمية أن ما شاهده في غزة هو عبارة عن حمام دم ومذبحة، مشيرًا إلى أن الدم في كل مستشفيات القطاع.

وكان شون كيسي الذي يشغل منصب منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية، ضمن وفد مشترك للعاملين في المجال الإنساني، في زيارة لمستشفيات قطاع غزة، ووقفوا على حجم الكارثة الإنسانية، في ظل انهيار المنظومة الصحية.

ونقل كيسي خلال حوار مع موقع "أخبار الأمم المتحدة" مشاهداته الميدانية بعد زيارته لعدد من المستشفيات في شمال ووسط قطاع غزة. مشيرًا إلى أن الوضع مؤلم للغاية. معتبرًا أن كلمة مذبحة" هي كلمة عادلة في وصف ما يحدث، مؤكدًا أن لا مكان أمن في كل غزة.

شون كيسي الذي يشغل منصب منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية، كان ضمن وفد مشترك للعاملين في المجال الإنساني زاروا مستشفيات في قطاع غزة، ووقفوا على حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بأهالي القطاع

وأشار المسؤول الأممي، إلى أنه في جميع أنحاء غزة في الوقت الحالي، تبلغ القدرة الصحية نحو 20% مما كانت عليه قبل 80 يومًا أو نحو ذلك، إذ توقفت جميع الخدمات تقريبًا عن العمل، نتيجة تضرر المرافق نفسها، أو نزوح العاملين فيها، أو نتيجة نفاد موارد الطاقة، أو الإمدادات الطبية، أو انقطاع الطرق.

وأفاد كيسي، أن هناك مستشفيين فقط في جنوب غزة يعملان بكامل طاقتهما، هما مستشفى غزة الأوروبي، ومجمع ناصر الطبي، لكنه لفت إلى أن العديد من الموظفين لا يستطيعون الوصول إلى مستشفى غزة الأوروبي، بسبب المعارك في المنطقة المحيطة به، كما يغادر الموظفون مجمع ناصر الطبي، لأن المنطقة غير آمنة، خاصةً مع ورود أوامر بإخلاء المجمع. معتبرًا أن الأوضاع متشابهة في مختلف مستشفيات القطاع.

كما أكد بأن العديد من المستشفيات في جميع أنحاء غزة تعاني نقصًا في الإمدادات، والاكتظاظ بالمرضى والمصابين، قائلًا: إن "أقسام الطوارئ تشهد الكثير من حالات الرضوض، في حين أن جميع المصابين بالأمراض غير المعدية، مثل مرضى السرطان والسكري ومرضى القلب وغيرها من الحالات، غير قادرين على الوصول إلى الخدمات في معظم أنحاء قطاع غزة في الوقت الحالي".

جرحى في قصف إسرائيلي

ولفت المسؤول الأممي، إلى أن المستشفيات مكتظة تمامًا، وما سمعه في مستشفى الأقصى، هو أن ليس لديهم بالضرورة نقص في عدد الجراحين، إلا أنهم يعانون من عدم توفر المساحة الكافية في المستشفى لاستيعاب عدد المرضى القادمين، بسبب التدفق المستمر من الأشخاص على حافة الموت، والذين يحتاجون إلى رعاية لإنقاذ حياتهم، فيصبحون الأولوية، لذا يقوم العاملين في مجال الصحة بعملية فرز.

كما أكد أن المرضى في مستشفي الأهلي والشفاء لا يزالون "ينتظرون الموت"، قائلًا: إن "العديد من المرضى الذين يجب أن يكونوا في وحدات العناية المركزة ينامون في طوابير"، كاشفًا عن أن "الخيارات محدودة أكثر فأكثر مع صعوبة الوصول إلى المرافق الطبية ونزوح العاملين الصحيين أنفسهم".

وأشار المسؤول الأممي، إلى أن الصعوبات اللوجستية التي تواجه العدد المحدود من شاحنات الإمداد القادمة عبر معبر رفح، حيث يتحتم عليهم التنسيق مع أطراف النزاع، للتأكد من أن الطرق آمنة قدر الإمكان للعبور.

قال كيسي: "عندما ذهبت إلى مستشفى الشفاء في وقت سابق من هذا الأسبوع، استغرقت رحلة مداها 40 كيلومترًا إلى مستشفى الشفاء أربع ساعات"

وأضاف: "في بعض الأحيان تتغير تلك الطرق، ويصبح المرور عبر مناطق مزدحمة للغاية. وفي الواقع، مع نزوح مليوني شخص تقريبًا، يصبح لدينا حشود ضخمة تعيش في مناطق معينة".

وعن رفح، قال: "من الصعب القيادة في بعض الأحيان، قد يستغرق الأمر نصف ساعة لقطع كيلومتر واحد، لأن هناك الكثير من الناس في الشوارع".

وختم بالقول: " يزداد الأمر تعقيدًا كلما اتجهت نحو الشمال، فمستوى الدمار بشكل لا يصدق. الطرقات مليئة بالركام، وهناك أسلاك مقطوعة، وخطوط كهرباء وأعمدة مقطوعة. وقال كيسي: "عندما ذهبت إلى مستشفى الشفاء في وقت سابق من هذا الأسبوع، استغرقت رحلة مداها 40 كيلومترًا إلى مستشفى الشفاء أربع ساعات".