22-يناير-2024
خلال اقتحام مستوطنات غلاف غزة (رويترز)

خلال اقتحام مستوطنات غلاف غزة (رويترز)

نفى مسؤول إسرائيلي ما أورده ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي حول مقتل 8 أطفال إسرائيليين رضّع في كيبوتس "بئيري"، خلال عملية طوفان الأقصى التي قامت بها كتائب القسام ضد المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ونقلت وكالة الأناضول عن صحيفة "هآرتس" العبرية تصريحات لمتحدث باسم كيبوتس "بئيري"، أمس الأحد، نفى من خلالها تلك المزاعم.

وقال المسؤول: "قُتل ما يقرب من 100 شخص في كيبوتس بئيري، وعانى المجتمع من مئات الحوادث المفجعة في ذلك السبت الأسود (7 أكتوبر) على مدى الأشهر الماضية، خاصة فيما يتعلق بالرهائن".

وأضاف: "مع ذلك، فإن حوادث مثل مقتل 8 أطفال (رضّع) أو ناجية من المحرقة تُدعى جينيا، لم تحدث".

من جانبها، قالت الصحيفة إن "المقدم جاي باسون، نائب قائد لواء كفير، ادّعى أن 8 أطفال رضّع قُتلوا في الحضانة، وأن إحدى الناجيات من الهولوكوست تُدعى جينيا قُتلت أيضًا".

ظلت المزاعم الإسرائيلية تتوالى حول حدوث "فظائع" خلال عملية طوفان الأقصى، من أجل حشد الرأي العام العالمي تمهيدًا للانتقام العدواني من قطاع غزة

ونفت الصحيفة ما أورده باسون، قائلة: "هذه الحوادث الموصوفة في المقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، التي بثت مساء السبت، لم تحدث قط".

وخلال المقابلة على "القناة 14"، قال باسون: "وصلنا إلى كيبوتس بئيري، واجهت سيناريوهين رئيسيين. أحدهما كان من حضانة الأطفال، حيث تم ذبحهم وقتلهم بكل بساطة".

وعندما سئل: "هل رأيت الأطفال بالداخل؟"، أجاب: "8 أطفال، 8 أطفال ميتين".

وأضاف لاحقًا: "الصورة الأخرى التي ظلّت عالقة في ذهني هي جينيا، ذات الذاكرة المباركة، وهي امرأة مسنة من كيبوتس بئيري، أرى الرقم محفورًا على ذراعها، وتقول لنفسك، لقد مرت بالمحرقة في أوشفيتز وانتهى الأمر بالموت في كيبوتس بئيري".

لكن صحيفة "هآرتس" أشارت إلى "عدم وجود ناجية من المحرقة تُدعى جينيا في بئيري.

وقالت الصحيفة: "على حد علمنا، لم يعش أحد بهذا الاسم في الكيبوتس على الإطلاق. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن أي من ضحايا مذبحة بئيري من الناجين من المحرقة".

ونقلت "هآرتس" عن الجيش الإسرائيلي تعليقه حول هذه الادعاءات: "سيتم التحقيق في الأحداث المعنية وفحصها. لم تكن هناك نية لوصف واقع لم يحدث، ونحن نعتذر إذا شعر أي شخص بالإهانة. سنضع الأمور في نصابها الصحيح ونوضح لجميع القادة المعنيين في الجهد الإعلامي".

بدورها، رفضت "القناة 14" الرد على الادعاءات التي عرضتها لباسون، بحسب "هآرتس".

وشهدت التصريحات المشابهة نفيًا مستمرًا، بدءًا من تراجع البيت الأبيض، يوم 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن اطّلاعه على صور لأطفال إسرائيليين "قُطعت رؤوسهم على يد حماس"، وصولًا إلى ظهور مقتطفات من تحقيقات للشرطة الإسرائيلية، نشرتها صحيفة "هآرتس" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أكّدت أن "كتائب القسام" لم تكن على علم بوجود الحفل الموسيقي قرب مستوطنة "ريعيم" خلال عملية "طوفان الأقصى". وحسب تلك التحقيقات، فإن مروحية حربية إسرائيلية قصفت المسلحين من الجو، وأصابت عددًا من المحتفلين في الموقع، حيث قتل 364 من المشاركين في الحفل الموسيقي.

وظلت المزاعم الإسرائيلية تتوالى حول حدوث "فظائع" خلال عملية طوفان الأقصى، من أجل حشد الرأي العام العالمي تمهيدًا للانتقام من قطاع غزة.

ومن أبرز المحطات في هذا الصعيد تحقيق قامت به صحيفة "ليبراسيون" اليسارية الفرنسية، دحض الرواية الإسرائيلية عبر تناول عدد من الروايات التي روّج لها الاحتلال، وفنّد زيفها بناءً على بيانات إسرائيلية.