04-أبريل-2023
getty

المنطاد الصيني كان يمكن التحكم في مساره بحسب المصادر الأمريكية (Getty)

نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية عن 3 مسؤولين أمريكيين مطّلعين تأكيدهم  أن المنطاد الصيني الذي أسقطته الولايات المتحدة فوق أراضيها جَمَع معلومات ذات طابع استخباري "عن عدة مواقع عسكرية أمريكية حساسة رغم جهود إدارة بايدن لمنعه من ذلك". 

الصين كانت قادرة على السيطرة على المنطاد أثناء تحليقه فوق الأراضي الأمريكية، الأمر الذي مكّنها "من تسييره فوق بعض المواقع، ونقل المعلومات التي جمعها مرة أخرى إلى بكين بشكل حي ومباشر"

وتزامن هذا الإعلان مع سماح دولة الفلبين الواقعة جنوب شرقي آسيا للولايات المتحدة باستخدام 4 قواعد عسكرية إحداها تقع بالقرب من بحر جنوب الصين وأخرى بالقرب من تايوان.

المنطاد الصيني أدى وظيفته قبل إسقاطه

أكّد المسؤولون الثلاثة الذين تحدثوا لشبكة أن بي سي نيوز، أن الصين كانت قادرة على السيطرة على المنطاد أثناء تحليقه فوق الأراضي الأمريكية، الأمر الذي مكّنها "من تسييره فوق بعض المواقع، ونقل المعلومات التي جمعها مرة أخرى إلى بكين بشكل حي ومباشر".

وافترض المسؤولون الأمريكيون الثلاثة، أن "الإشارات الإلكترونية هي مصدر المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الصين في الغالب، فهذه الإشارات يمكن التقاطها من أنظمة الأسلحة أو اتصالات أفراد القاعدة، وفقاً للمسؤولين".

ونوّه المسؤولون الثلاثة أن الصين كان بمقدورها "جمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية من المواقع الحساسة لولا جهود الإدارة للتحرك حول الأهداف المحتملة وتقليل قدرة المنطاد على التقاط الإشارات الإلكترونية عن طريق منعها من بث الإشارات".

getty

وكشف المسؤولون الثلاثة أن المنطاد الصيني كان مزودًا بآلية "تدمير ذاتي كان من الممكن أن يتم تفعيلها عن بُعد من قِبل الصين"، مع تأكيدهم أنه "ليس من الواضح ما إذا كان ذلك لم يحدث بسبب تعطل الآلية أو لأن الصين قررت عدم تشغيلها".

يشار إلى أن المنطاد الصيني دخل لأول مرة المجال الجوي الأمريكي في 28 كانون الثاني/يناير الماضي، حيث حلّق بدايةً فوق ألاسكا، واستمر في التحليق بعدها طيلة أربعة أيام فوق مونتانا، وتحديدًا قاعدة مالمستروم الجوية، حيث تخزن الولايات المتحدة بعض أصولها النووية. 

وقالت إدارة بايدن إنها كانت تتعقب المنطاد منذ بداية دخوله الأجواء الأمريكية، لكنها لم تقم بإسقاطه إلا في 4 شباط/فبراير الماضي قبالة سواحل كارولاينا الجنوبية، ولا يزال المسؤولون يحللون الحطام الذي تم استرداده.

وترجّح الولايات المتحدة أنّ الجيش الصيني كان يوجّه المنطاد، وأضافت مؤخرًا أن المنطاد كان "جزءًا من أسطول مناطيد أرسلته بكين للتحليق فوق أكثر من أربعين دولة في خمس قارات لأغراض التجسّس"، وهو ما تنفيه الصين، التي أعربت حينها في بيان لوزارة خارجيتها عن "استيائها الشديد واحتجاجها على استخدام الولايات المتحدة القوة لمهاجمة منطادنا المدني"ـ حسب وصفها.

كما أكّدت الصين أنها "أبلغت مرارًا الولايات المتحدة بعد التحقق أن المنطاد مخصص للاستخدام المدني ودخل الولايات المتحدة بسبب ظروف خارجة عن السيطرة".

getty

الفلبين تسمح لواشنطن باستخدام 4 قواعد عسكرية 

سمحت حكومة الفلبين للولايات المتحدة باستخدام 4 قواعد عسكرية إضافية فيها، وكان لافتًا وقوع إحدى القواعد الأربعة بالقرب من بحر جنوب الصين، وأخرى لا تبعد كثيرًا عن تايوان.

وكانت مانيلا وواشنطن قد أعلنتا في شباط/فبراير الماضي عن "إبرام اتفاق يسمح للجنود الأمريكيين باستخدام 4 قواعد إضافية" مع الإشارة إلى أن الفلبين منخرطة مع حليفتها واشنطن في "التصدي للصعود العسكري للصين".

حيث يرتبط البلدان بتحالف أمني منذ عقود، "يشمل معاهدة للدفاع المتبادل واتفاق التعاون الدفاعي المعزز الموقع عام 2014، والذي يسمح للقوات الأمريكية بالوجود في 5 قواعد فلبينية، بما فيها تلك القريبة من مياه متنازع عليها".

سمحت حكومة الفلبين للولايات المتحدة باستخدام 4 قواعد عسكرية إضافية فيها

فضلًا عن ذلك يسمح الاتفاق العسكري المبرم بين البلدين للجيش الأمريكي "بتخزين المعدات والإمدادات الدفاعية في تلك القواعد".

وكان الاتفاق بين الفلبين والولايات المتحدة محل انتقاد من الصين التي رأت في بيان صادر حينها عن الخارجية الصينية أن "هناك انتشارًا عسكريًا قويًا في المنطقة قد يؤدي إلى زيادة التوتر".

وأردف ذات البيان الصيني المشار إليه  أن واشنطن "تتمسك بعقلية الحرب الباردة وتعزيز الانتشار العسكري في المنطقة" ضمن مساعيها الرامية لاحتواء الصين عبر أكثر من ملف ولا سيما ملف تايوان.