13-يناير-2024
محور فيلادلفيا هدفًا للهجوم الإسرائيلي

(Getty) محور فيلادلفيا من أكثر القضايا "حساسية" كما يشار له في إسرائيل خلال العدوان على قطاع غزة

شكل محور فيلادلفيا، جنوبي قطاع غزة، هاجسًا مستمرًا لإسرائيل طوال الحرب المستمرة على قطاع غزة، وبينما كان حاضرًا بشكلٍ خافت، إلّا أنه لم يغب، عن التحليلات العسكرية والنقاشات العلنية، ولو بشكلٍ محدود.

ولا يفوت نتنياهو الفرصة للحديث عن محور فيلادلفيا، إذ قال يوم السبت 13 كانون الثاني/يناير: "لن ننهي الحرب قبل إغلاق الثغرة في محور فيلادلفيا ولم نتخذ قرارًا بعد حول طريقة ذلك".

يُعدّ محور فيلادلفيا في رفح جنوبي قطاع غزة، من النقاط التي تحولت إلى موضوع متكرر في الخطاب الإسرائيلي

وفي نهاية العام الماضي. قفز الحديث الإسرائيلي، عن محور فيلادلفيا إلى الواجهة، مع حديث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عنه، متوعدًا بالسيطرة عليه، مما يعني توسيع العدوان البري على القطاع المحاصر، إلى جنوبه من أجل الوصول للمحور.

وقال نتنياهو في تصريحاته: "محور فيلادلفيا أو القوس الجنوبي يجب أن يكون في أيدينا ويجب إغلاقه. أي ترتيب آخر، لن يضمن نزع السلاح الذي نريده ويجب أن نضمنه".

جاء ذلك بعد أيام من حديث وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، عن عدم نية جيش الاحتلال الإسرائيلي، احتلال مدينة رفح أو محور فيلادلفيا، بل سيعمد إلى تنفيذ عمليات عسكرية فيها.

وبرز الحديث عن محور فيلادلفيا، مع عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، وتقديرات جيش الاحتلال، عن أن المنطقة الحدودية، كانت "نشطة في عمليات تهريب الأسلحة". ورغم الحديث عن أن نية جيش الاحتلال، من السيطرة على هذا المحور هو منع "عمليات التهريب"، إلّا أنه فعليًا يجعله المسيطر الأساسي على قطاع غزة، واستمرار السيطرة عليه، تعني احتلال القطاع، باعتباره المنفذ الوحيد الممكن لغالبية أهالي قطاع غزة، باتجاه العالم، باعتبار أن الحواجز الإسرائيلية محدودة الاستخدام.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية، عن زيارة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك)، للعاصمة المصرية القاهرة، من أجل بحث ملف محور فيلادلفيا، أو كما توصف الأمور إسرائيليًا بـ"الترتيبات الأمنية في منطقة رفح".

وفي آخر تحديث حول قضية محور فيلادلفيا، قال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون ومسؤولون مصريون لـ"وول ستريت جورنال"، إن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا مصر أنهم يخططون لعملية عسكرية على طول جانب غزة من الحدود. 

وقال المسؤولون إن "العملية ستشمل على الأرجح إبعاد مسؤولين فلسطينيين من نقطة عبور رئيسية، وتمركز قوات إسرائيلية على امتداد قطعة أرض من الزاوية الجنوبية الشرقية لغزة متاخمة لكل من إسرائيل ومصر باتجاه البحر الأبيض المتوسط ​​على بعد حوالي 8 أميال إلى الشمال الغربي".

وأضاف مسؤول عسكري إسرائيلي: "لا تريد إسرائيل أن تكون مسؤولة عن غزة على المدى الطويل، ولكن السؤال هو كيف نتأكد من بقاء غزة منزوعة السلاح؟ معضلة حقيقية. الطريقة الوحيدة للسيطرة على منطقة جغرافية ما، هي السيطرة على ما يدخل إليها ويخرج منها. في الوقت الحالي، على المدى القريب، في العقود القليلة المقبلة، تحتاج إسرائيل إلى السيطرة على الحدود بسبب القضايا الأمنية".

وفي أعقاب التحديث السابق، قال مصدر مصري للتلفزيون العربي: "لا صحة لما تناولته وسائل إعلام بشأن تنسيق مع إسرائيل تتعلق بإجراءات أمنية جديدة في محور صلاح الدين".

وفي وقت سابق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل تتفاوض مع مصر على "مستقبل محور فيلادلفيا". مضيفةً: "طلبت إسرائيل تركيب أجهزة استشعار على طول ممر فيلادلفيا، لتنبيه إسرائيل في حالة قيام حماس بمحاولة إعادة بناء الأنفاق وشبكة التهريب بعد الحرب".

وأضاف التقرير: "طلبت إسرائيل إخطارات مباشرة إذا تم تشغيل أجهزة الاستشعار، والحق في إرسال طائرات استطلاع مُسيّرة إلى المنطقة في حالة وجود مثل هذا التنبيه".

وبحسب مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، ففي منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر "انتهت السلطات المصرية من تفكيك أبراج المراقبة المحاذية لمحور فيلادلفيا، وقامت بإعادة بنائها غربًا داخل الأراضي المصرية، مع تعزيز السياج الحدودي الفاصل بين مصر وغزة، بجدار خرساني وسواتر ترابية".

وفي جلسة قبل أيام للحكومة الإسرائيلية، وقعت مواجهة بين وزير الأمن يوآف غالانت، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بخصوص رفح ومحور فيلادلفيا، إذ قال الأخير: إن "أعدادًا كبيرة من الإرهابيين يختبئون في رفح وحان الوقت للعمل هناك أيضًا". وأجاب غالانت: "هل ذهبت إلى رفح من قبل؟"، ورد بن جيفر "لقد كنت في غزة في الأوقات التي لم تكن فيها، ولكن حان الوقت لكي تتوقف عن الاستخفاف". وأجاب غالانت: "سمعنا عنك. نحن نعرف ما نقوم به، حقيقة أنه تم التحقيق معك من قبل الشاباك لا يعني أنك تفهم الاستخبارات".

ما هو محور فيلادلفيا؟

محور فيلادلفيا (بالعبرية: فيلادلفي) ويعرف باسم محور صلاح الدين، هو الشريط العازل بين غزة ومصر. وتم إنشاء المحور والسياج على طوله عام 1982 بعد نقل أراضي سيناء إلى مصر ضمن اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

واستمرت أعمال بناء السياج في محور فيلادلفيا حتى نيسان/أبريل 1983، وتم خلالها إخلاء وتدمير 330 منزلًا، وإنشاء شريط بعرض 40 مترًا، وإنشاء سياج بالنظام الإلكتروني، وإنشاء معبر رفح محاطًا بـ 4 أسوار، كما تم تهجير أهالي القطاع الذين يعيشون في المنطقة إلى حل تل السلطان، من مخيم كندا.

خلال الانتفاضة الأولى، قام الفلسطينيون لأول مرة بحفر أنفاق تمر من تحت محور فيلادلفيا، وكانت تستخدم لتهريب الأشخاص والبضائع.

كجزء من اتفاقيات أوسلو، انسحب الجيش الإسرائيلي من المدن الفلسطينية، بما في ذلك رفح، بحيث يتواجد في المستوطنات الإسرائيلية التي كانت تقسم القطاع، وفي محور فيلادلفيا.

خلال الانتفاضة الثانية، عمل الجيش الإسرائيلي على الكشف عن الأنفاق في المنطقة، لكن النجاح كان محدودًا، وتحول محور فيلادلفيا، إلى نقطة لعمليات فصائل المقاومة الفلسطينية.

محوور فيلادلفيا

وفي واحدة من العمليات البارزة، تم تفجير دبابة، كانت تقوم بدورية على المحور، ضمن عمليات البحث عن الأنفاق، مما أدى إلى مقتل خمسة جنود من جيش الاحتلال. وفي أعقابها، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية "قوس قزح"، التي كانت تهدف إلى البحث عن الأنفاق، وخلالها دمر 56 منزلًا، وحدد موقع ثلاثة أنفاق، وقتل أكثر من 50 فلسطينيًا.

وقبل عملية "قوس قزح"، التي جاءت على خلفية تفجير الدبابة تحديدًا، وانتشار صور لجنود جيش الاحتلال يجثون على الأرض وهم يبحثون على أشلاء جنود الجيش الإسرائيلي. قال رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون، حينها وقبل 20 عامًا، إن "الجيش الإسرائيلي سيهدم العديد من المنازل في رفح من أجل توسيع محور فيلادلفيا. وذلك لمنع إطلاق النار على مركبات الجيش الإسرائيلي التي تتحرك فيها، ووضع العوائق ومنع حفر الأنفاق لنقل الذخائر من مصر".

وأضاف في الجلسة: "إذا زادت المسافة بين السياج الحدودي والمنازل الأولى في رفح إلى 500 متر، فسيواجه الفلسطينيون صعوبة في حفر أنفاق بالطول المطلوب، وسيضطرون إلى حفر فتحات تهوية تسهل اكتشاف الأنفاق. هدم المنازل، بحسب الجيش الإسرائيلي، ضروري لأن خط الحدود الدولية لا يمكن تحريكها"، وفق قوله.

وفي الجلسة ذاتها، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريئيل شارون، عن محادثات مع مصر، من أجل تعديل الملحق الأمني من اتفاقية التطبيع، للسماح بوصول قوات إسرائيلية بشكلٍ أكبر ومن وحدات متعددة إلى المنطقة.

وفي الاجتماع ذاته، طرحت فكرة حفر قناة مائية عميقة وواسعة على طول محور فيلادلفيا و"الغرض من القناة هو قطع رفح الفلسطينية عن رفح المصرية والحيلولة دون إمكانية حفر الأنفاق بينهما بشكل كامل".

أمّا أبرز عمليات المقاومة الفلسطينية، التي وقعت على محور فيلادلفيا، فقد كانت مساء 12 كانون الأول/ديسمبر 2004، وذلك بعدما نفذت كتائب الشهيد عز الدين القسّام وصفور فتح، عملية مركبة، شملت تفجير عبوة ناسفة وهجوم مسلح، وتفجير عبوة أخرى، أدت إلى تدمير الموقع العسكري "جي.في.تي" بالكامل، في عملية اعتمدت على الأنفاق بشكلٍ كامل.

وعرفت العملية فلسطينيًا باسم "براكين الغضب"، ونفذت بعبوة ناسفة وضعت داخل نفق بطول 600 متر تم تفجير بالكامل، ومن ثم دخل عنصر من القسّام وآخر من صقور فتح، إلى المعسكر من نفق آخر، واستغرق الإعداد لهذا الهجوم حوالي أربعة أشهر.

ما بعد تلك العملية، استمرت قوات الاحتلال بالعمل على محور فيلادلفيا، ضد الأنفاق، وأعلنت عن اكتشاف عدة أنفاق تهريب، بعضها يصل إلى عمق 20 مترًا.

وفي أيلول/سبتمبر 2005، انسحب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا كجزء من "خطة فك الارتباط" عن غزة.

وقبل وأثناء فك الارتباط دارت نقاشات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وفي حكومة الاحتلال حول ما إذا كان سيتم نقل محور فيلادلفيا إلى مصر وتكليفها بمسؤولية منع إقامة الأنفاق. عارض أعضاء الشاباك والكنيست، الانسحاب من المحور، وكذا رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرييل شارون، الذي كان صاحب خطة فك الارتباط، ولكن المستويات القانونية، أكدت على أن استمرارية الوجود الإسرائيلي على محور فيلادلفيا، تعني عدم حدوث انسحاب من قطاع غزة.

بعد الانسحاب من غزة، وفي 28 آب/أغسطس 2005، وافقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاقية لنشر 750 جنديًا مصريًا من حرس الحدود، مجهزين بأسلحة ثقيلة (بما في ذلك قاذفات آر بي جي-7)، و31 مركبة مدرعة، و4 سفن، وثلاث طائرات هليكوبتر، من أجل التمركز على محور فيلادلفيا وحتى كرم أبو سالم. وأصبح المحور، تحت السيطرة المصرية والفلسطينية.

ما هي سيناريوهات محور فيلادلفيا؟

تجمع التصريحات الإسرائيلية، سواء تلك الرسمية أو التحليلات العسكرية، على "وجوب" إيجاد "حل" لمحور فيلادلفيا، باعتباره المنفذ، الذي لم يتوقف عن العمل طوال الوقت الماضي، رغم التشديد المصري الأمني في المنطقة. إذ تصفه وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"الرصيد الكبير لحماس"، مشيرةً إلى أن المخابرات الإسرائيلية تجهل في العموم النشاط على محور فيلادلفيا.

وحتى الآن، لا يوجد أي توغل بري إسرائيلي باتجاه محور فيلادلفيا، وتعتبر إسرائيل، المحور قضية حساسةً مع مصر، وتسعى للتوصل إلى تسوية تتيح العمل لها هناك، وحاليًا ينفذ جيش الاحتلال غارات من الجو على المنطقة.

في حديثه عن خطة "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، أشار وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إلى ضرورة "السيطرة على محور فيلادلفيا"، وذلك بناءً على تعاون بين تل أبيب والقاهرة وواشنطن، من أجل "عزل فعال للحدود بين غزة ومصر"، بناءً على عملية "مشتركة مع مصر".

والسيناريوهات القائمة، هي عزل المنطقة من خلال أدوات رقابة متطورة، ورقابة إسرائيلية على المعابر، ومتابعة إسرائيلية للتفتيش، أي الإشراف فعليًا على معبر رفح.

كما يتحدث وزير الأمن الإسرائيلي، عن مباحثات مع مصر، من أجل "إقامة عائق حدودي متطور، يشمل وسائل تكنولوجية"، في شكل شبيه، للجدار الذي أقيم بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف، وهو جدار تكنولوجيا تحت أرضي مع امتداد فوقها. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد تحدثت عن أن هذه الفكرة ستقدم لوزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، من أجل دعم وتمويل الجدار.

وحتى الآن، تستبعد التقديرات الإسرائيلية التوجه نحو عملية عسكرية مباشرةً نحو المنطقة.

وتعتبر قضية رفح، ومحور فيلادلفيا، من أصعب القضايا السياسية، وفق توصيف صحيفة معاريف الإسرائيلية.

وقلق الإسرائيلي في هذه القضية، يدور من إمكانية حدوث اشتباك عن طريق "الخطأ" مع الجيش المصري، وهو ما حدث بداية الحرب بإطلاق دبابة إسرائيلية قذيفة تجاه موقع مراقبة مصري على الحدود، بالإضافة إلى إمكانية أن تهدد هذه العملية اتفاقية التطبيع بين القاهرة وتل أبيب. ويعود ذلك، لكون السيطرة على معبر رفح، تعني تسهيل الضغط على سكان القطاع من أجل تهجيرهم منهم.

بالإضافة إلى أن، اتفاقية التطبيع تحت عدد القوات العسكرية من جانب إسرائيل ومصر في هذه المنطقة، وهي تتكون من قوات مشاة، والعملية البرية في المنطقة، قد تعني الحاجة نظريًا إلى تعديل على الاتفاق، أو التوصل إلى تفاهم من أجل تجاوز هذه "الإشكالية".

وتشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن إسرائيل، سوف تتعامل عسكريًا، بشكلٍ مختلف مع محور فيلادلفيا، عن باقي عدوانه في قطاع غزة، وستعمل على إشراك الولايات المتحدة الأمريكية في هذه القضية.

وواحدة من السيناريوهات التي أشير لها، للتعامل مع محور فيلادلفيا، نشر قوات إسرائيلية ومصرية مشتركة، لكن القاهرة رفضت هذا المقترح، وفق المصادر الإسرائيلية.

وتشير بعض التقارير، إلى أنه لم يحصل حتى الآن، أي نقاش جدي إسرائيلي لحسم هذا الموضوع، لكن الخيار المفضل، هو بناء عائق تحت أرضي، بتمويل دولي، يساهم في ضبط المنطقة الحدودية، دون حضور إسرائيلي مباشر، باعتبار أن عودة السيطرة على المحور، تعني فعليًا السيطرة على معبر رفح، وإنهاء خطوة فك الارتباط، عن قطاع غزة.

وقال مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق لقسم شؤون الفلسطينيين في المخابرات العسكرية الإسرائيلية: "لا توجد فرصة لأن نسمح لهذا المعبر [رفح] بالعمل كما كان من قبل". لكنه قال إن الوضع "معقد للغاية للغاية، أكثر مما هو عليه في المواقع في شمال ووسط غزة". 

محور فيلادلفيا في جنوب القطاع المحاصر

الموقف المصري

تُقر المصادر المصرية، بوجود تنسيق مع إسرائيل في هذا الملف، إذ قال مصدر لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش المصري، ينفذ طلعات جوية، على طول المنطقة الحدودية، بهدف التأكد من خلو محور فيلادلفيا من أي أنشطة عسكرية"، أي في محاولة للتجاوب مع المطالب الأمنية الإسرائيلية. مشيرًا إلى أن قوات العمليات الخاصة تتحرك في المكان أيضًا.

في الوقت نفسه، عزز الجيش المصري، وجوده على الحدود مع قطاع غزة، ورفع مستوى الحواجز والسواتر الفاصلة بين القطاع وسيناء، في الأيام القليلة الماضية، من خلال وضع قطع إسمنتية في محيط أبراج المراقبة والمواقع العسكرية المختلفة.

وعلى الجانب الآخر، يتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ متكرر، في منطقة كرم أبو سالم الحدودية، شرقي رفح لمسافات قصيرة، قبل أن يعود إدراجه.

ترفض مصر حتى الآن أي خطوة عسكرية إسرائيلية في محور فيلادلفيا

وأكدت كافة المصادر، على وجود سعي إسرائيلي وتواصل مع مصر في هذا الملف، كان آخر قبل حوالي أسبوع، مع وصول منسق أعمال حكومة الاحتلال للقاهرة، إذ كان من بين أهداف مناقشة قضية محور فيلادلفيا.

وحتى الأيام الأخيرة، ترفض مصر، قبول عملية عسكرية، في محور فيلادلفيا، وتحاول تأجيل هذا النقاش، من خلال تكثيف الوجود الأمني لها في المنطقة الحدودية, ويشار مرارًا إلى أن النقطة الحاسمة، في الموقف المصري، هي أن السيطرة الإسرائيلية، على المحور، تعني إمكانية فتحه، والضغط تجاه تهجير أهالي قطاع غزة.

وفي المقابل، لا تظهر إسرائيل، النية المباشرة في هذه الفترة، للتوجه نحو هذه العملية، دون تنسيق مع مصر، ولكن نتنياهو والمستوى السياسي والعسكري، يكرر الحديث في كل مرة عن محور فيلادلفيا، ربما كخطة أخيرة، حال الفشل في خانيونس، وربما أكثر من ذلك، من خلال تنفيذ عملية في كل مناطق غزة، دون الالتفات إلى مدى نجاح كل واحدة.