07-أبريل-2017

رمضان صبحي خلال مباراة مصر وتوغو الأخيرة (فريد قطب/الأناضول)

عقب فشل المنتخب المصري في التأهل لنهائيات كأس العالم الأخيرة واعتزال محمد أبو تريكة، دار الحديث حول انحسار أمل الكرة المصرية في النهوض مجددًا في محمد صلاح، لاعب نادي روما الإيطالي الذي كان أشبه بمن يحارب وحده، على أمل ظهور مواهب أخرى تستطيع تحمُّل جزء من أحلام المصريين في إعادة الجيل الذهبي الذي حصد كأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية والتأهل لكأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1990.

طريق التألق الذي سار عليه محمد صلاح حتى صار نجم روما، شجّع الكثير من المواهب المصرية للتوجه نحو الاحتراف، أمثال تريزيجيه وصبحي

والآن، وبعد مرور ثلاث سنوات على اعتزال "الساحر" محمد أبو تريكة يبدو أن طريق التألق الذي سار عليه محمد صلاح حتى وصل إلى أن يكون النجم الأول لفريق روما شجّع الكثير من المواهب المصرية على اتخاذ قرار الاحتراف وعدم الاكتفاء بتحقيق الألقاب المحلية. فقد ظهر ثنائي مصري آخر في بداية الطريق نفسه الذي وصل من خلاله محمد صلاح إلى ما هو عليه الآن. هذا اللاعبان هما محمود حسن "تريزيجيه" لاعب موسكرون البلجيكي، ورمضان صبحي لاعب ستوك سيتي الإنجليزي.

اقرأ/ي أيضاً: محرز إلى برشلونة.. فائض القوة

المستوى الجيد الذي ظهر به محمود تريزيجيه هذا الموسم مع ناديه، الذي يتذيل ترتيب الدوري البلجيكي، جعله أحد العناصر والخيارات المهمة أمام الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب المنتخب المصري، ومثّل فرصة جيدة لعرض اللاعب نفسه على أندية الدوريات الأوروبية الكبيرة للانتقال إلى أحدها في الموسم المقبل، بعدما أصبحت فرصته في البقاء في الدوري البلجيكي غاية في الصعوبة، وأصبح عليه دراسة العروض التي تلقاها مؤخرًا للانتقال إلى الدوري المناسب لقدراته.

بعد عامين من وجود محمود تريزيجيه في الملاعب الأوروبية، أحدهما مع أندرلخت والآخر مع موسكرون على سبيل الإعارة، أصبح الحديث يدور الآن حول انتقاله إلى الدوري الإنجليزي، لما يتميز به اللاعب من مهارة وسرعة ولياقة بدنية عالية، وهو نفس الأمر الذي يتميز به الدوري الإنجليزي الذي يعدّه الكثيرون أقوى دوري في العالم.

بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة أظهرت نضجًا واضحًا من محمود تريزيجيه على مستوى الالتزام التكتيكي داخل الملعب، وأصبح يستطيع الجمع بين القيام بأدواره الدفاعية والهجومية، وهو ما يجعل محمود تريزيجيه هدفًا في سوق الانتقالات الصيفية القادمة. ولكن قبل ذلك، ثمة مخاوف لدى أغلب المتابعين يدور أغلبها حول الاختيار الأفضل للاعب المصري، حتى لا يكرر تجربة الجلوس على دكة الاحتياطي في أندرلخت ويضمن المشاركة الدورية في مباريات الفريق الذي سينتقل إليه.

ويرى أنصار هذه الرؤية ضرورة ألا ينتقل محمود تريزيجيه إلى أحد أندية القمة في أي من الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، حيث المنافسة الصعبة على المشاركة مع أسماء كبيرة من النجوم، وبدلًا من ذلك يبحث له عن أحد أندية الوسط المستقرة والتي يمكن أن يستخدمها كمحطة للتكيّف أولًا مع أجواء الدوري الذي سينتقل إليه، وثانيًا لتطوير قدراته والانتقال لاحقًا إلى أحد أندية القمة.

على تريزيجيه وصبحي محاولة تطوير مهاراتهما إذا كانا ينويان الوصول إلى مستوى أعلى في كرة القدم للانضمام لأحد الفرق المعروفة

على محمود تريزيجيه أن يضع في حساباته مسيرة المحترفين المصريين في البطولات الأوروبية والاستفادة منها، خصوصًا بعد الظهور المميز لعدد منهم بعد مشاركتهم أساسيًا وبشكل مستمر، وعلى رأسهم محمد صلاح. هذا الأخير يمكن أن يكون بوصلة هادية يستفيد منها محمود تريزيجيه في اختياره القادم, فبعد انتقال محمد صلاح من بازل السويسري إلى تشيلسي الإنجليزي لامه الكثيرون على اختياره "السيئ" واضعين في اعتبارهم الصعوبة التي سيلاقيها في حجز مكان أساسي له وسط كوكبة من النجوم، وهو ما حدث فعلًا، لينتقل بعدها مُعارًا إلى فيورنتينا الإيطالي ويدشّن مرحلة جديدة في مشواره الاحترافي، ومنه انتقل محمد صلاح إلى ناديه الحالي روما، حتى أصبح من أبرز نجوم الدوري الإيطالي.

اقرأ/ي أيضاً: فيديو: أسوأ قرار ركلة جزاء في التاريخ مُنح للأهلي

الحديث عن رمضان صبحي لن يختلف كثيرًا عن محمود تريزيجيه، فموهبة لاعب الأهلي السابق التي نضجت سريعًا في الكرة المصرية في طريقها الآن لوضع بصمة مميزة للمحترفين المصريين في الدوري الإنجليزي في أولى مواسمه الاحترافية، بعد أن ترك المدرجات ودكة البدلاء وأصبح عنصرًا أساسيًا في خطط المدرب مارك هيوز مع ستوك سيتي. في الفترة الحالية، يعيد رمضان صبحي اكتشاف مواهبه في المراوغة بجوار خط التماس والتي تميّز بها وقت وجوده مع الأهلي المصري. فمَن تابع رمضان صبحي منذ تصعيده إلى الفريق الأول للأهلي يدرك أن اللاعب يملك أسلوبًا ثابتًا في المراوغات بجوار الخط وكثيرًا ما كرّره بالقميص الأحمر، ولكن عندما انتقل رمضان صبحي إلى الدوري الإنجليزي كان يقوم بنفس المراوغات على استحياء، ونادرًا ما كان ينجح فيها.

مشاركة رمضان صبحي في أربع مباريات كاملة على التوالي يرجع فيه الفضل إلى الدور الدفاعي الكبير الذي يقوم به اللاعب رغم مركزه كجناح هجومي، ولكنه أصبح ملتزمًا تمامًا بتغطية المنطقة التي أمام الظهير أيًا كان المركز الذي يلعب به، سواء أكان جناحًا أيمن أو أيسر، بالإضافة إلى تمتعه بسرعة الارتداد من الهجوم إلى الدفاع عند فقدان فريقه للكرة. كذلك، نال رمضان صبحي ثناء مدربه الذي اعتبره "موهبة خامًا لديها مستقبل مبهر"، وكذلك أثنى عليه زميله وهدّاف الفريق النمساوي ماركو أرناتوفيتش حيث اعتبره "لاعبًا مذهلًا أتى إلى المكان الصحيح لتطوير قدراته".

وبعيدًا عن مميزات الجناح المصري رمضان صبحي، تجدر الإشارة إلى أنه لا يزال ينقصه إتقان اللمسة الأخيرة أمام المرمى، وهو أمر يتشاركه معه محمود تريزيجيه، وعلى كلا اللاعبين محاولة تطوير هذه المهارة وإنهاء الهجمة بنجاح، إذا كانا ينويان الوصول إلى مستوى أعلى في اللعبة يمكّنهما من الانضمام لأحد الفرق المتقدمة ومواصلة المشوار الذي بدأه محمد صلاح.

اقرأ/ي أيضاً:

القذافي وداعش.. "التنابز بالإرهاب" في مدارج تونس

أغنى 10 أندية في العالم مع بداية 2017